بنك اليأس ... وبنك الأمل !!!
م. هاشم نايل المجالي
العقل المنغلق هو العقل الذي لا يقبل ان يكذبه او يعانده أحد مهما كانت الحجة والاسباب ، فهو ينغلق بمنطقة خاصة وحول المعطيات التي يتعاطى بها ولا يحيد عنها وضمن الاسلوب الذي يراه مناسباً ويتجاهل اية عناصر او معطيات جديدة ، على عكس العقل المنفتح الذي يعترف بقابلية منظومته المعرفية والفكرية ان تتقبل عناصر جديدة اكثر ايجابية من اجل التقويم والتحول نحو الافضل بكل ايجابية .
حيث يعتبر العقل غرفة العمليات الرئيسية في المخ البشري ولكل واحد منهما طريقة بالتفكير ، والعقلية العربية بالعموم لا تتقبل اختلاف الوان قزح المجتمعية المتمازجة التي تخلق منها الواناً رائعة نتيجة التمازج التفاعلي لتحقيق المصلحة العامة والوطنية والتعايش السلمي ، فالغالبية في العشيرة او القبيلة او في المجتمعات المنغلقة على نفسها تعتمد شخصية تلتف حولها على اعتبار انها الشخصية المقدسة التي ستقودهم الى المستقبل الواعد وبر الامان ، وهي ذات صلاحيات مطلقة تأمر وهم يأتمرون به اي ان هذه الشخصية تتمتع بالسلطة وطغيان عقليتها على بقية العقول ، على عكس العقلية مثلاً في ماليزيا وسنغفافورة وغيرهما لا نلاحظ ان هناك طغياناً للعقلية المجتمعية على اختلاف الالوان وتباين الاتجاهات ، والكل يحترم ثقافة الكل بكل عناصرها الفكرية وطروحاتها على ضوء سلوكياتها وادائها لواجباتها اتجاه مجتمعاتها خاصة في ظل الديمقراطية والانفتاح على الثقافات عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة ، الذي زاد من الفرز الاجتماعي والعدل الاجتماعي والتحالفات على مبدأ المصالح المشتركة ضمن الشرائح الطبقية المختلفة على ان عهد الهيمنة والسيطرة والاستعباد للقوى المجتمعية السلطوية قد ولى وبالتالي يجب ان تتغير خريطة التحالفات احزاب او منظمات وغيرها حسب الاولويات لتحقق الامتيازات لتحقيق الاعتدال والتوازن المجتمعي بين مختلف الطبقات المجتمعية في صندوق الانتخاب ، حيث ان للغني والفقير وغيره مقعد ومكانة في البرلمان او البلدية او غيره ، بينما اذا تم انتخاب كامل اعضاء المجالس من الطبقة المتمكنة والمقتدرة والسلطوية وبالمال الفاسد فانه بذلك نكون قد فرزنا مجالس من طبقة واحدة تبحث وتناقش وتقر قوانين تنسجم مع مصالحها وحتى لو كانت على حساب جيب المواطن ومعيشته ، فهو لن يعترض على اي قرار يمس الطبقات الكادحة ، وللخروج من وعنق الزجاجة على كل مواطن ان يعي ويفهم مدى اهمية اختيار الشخصية التي تمثله في المجالس المتعددة والتي تعتمد على صوته وموقفه ، ويرفض البيع والشراء والتلاعب بالاصوات الانتخابية وهذا بحد ذاته اصلاح فكري مجتمعي يلغي الخطاب السلطوي ، وسيجد المواطن انه سيجني ثمار ذلك عندما يكون هناك مجلس قوي يمثله ولا يقدم التنازلات للحكومات التي تغطي عجزها المالي على حساب جيب المواطن ولن يكون هناك تخاذل وتحايل في منح اي حكومة سلبية الثقة لتستمر بقراراتها الجائرة على المواطنين ، فلقد اصبح المواطن من خلال دخله الشهري غير قادر ان يوفر لنفسه ولاسرته مقومات الحياة الكريمة التي تجعله يعيش مطمئن البال ليرقب الغد ببسمة وتفاؤل لا بقلق وتوتر ، وان تكون هناك رعاية متكاملة تعليمية وصحية وتوزيع عادل لمكتسبات التنمية ، وتشجيع الشباب على العمل والانتاج والابداع والابتكار ، وهذا مقياس حقيقي وواقعي لنجاح اي حكومة في ظل مجالس تعمل على كبح جماح وضوابط لاي قرار جائر مبني على حصاد سياسات خاطئة .
فلقمة العيش هي الفيصل في توجهات الجماهير واذا ما اصاب المجتمع خلل ما فسيصيب الطبقات المجتمعية ايضاً خلل وتباين وتباعد بالمسافة ، وهناك تجارب وشواهد على الانعكاسات السلبية المترتبة على ذلك ويصبح المجتمع مجتمع اسياد وعبيد ، لفرط اتساع الهوة بين طبقة الاغنياء عن بقية الطبقات الوسطى والفقيرة ، وتنعدم فرصة تكافؤ الفرص ، ويصبح الاحساس بالضياع وهو اخطر ما يصيب الاجيال الجديدة ، حيث اصبحت الشهادات التي بيد الشباب غير قابلة للصرف عند الدولة حتى في كثير من القطاعات الخاصة التي تفضل العمالة الوافدة فلقد اصبحت البطالة بنكا لليأس الذي يفتح كل شاب متعلم حسابا فيه فابناء طبقة الذوات مهما كانت شهاداتهم العلمية يجدون افضل الوظائف المرموقة والمكانة العالية والارتقاء المستمر الى مواقع الصدارة بالمحسوبية والشللية ، رغم توفر الامكانيات المالية لهم لتنفيذ مشاريع او العمل في مشاريع اسرتهم فقرار فرز الشخصيات الممثلة للشعب في المجالس المتعددة المنتخبة بيد كل فرد من ابناء المجتمع ، ليحكم ضميره قبل ان يمد يده لأي كان لانه بذلك عليه ان يتحمل ويتقبل النتائج المترتبة على ذلك .//
hashemmajali_56@yahoo.com