البث المباشر
المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة مديرية الأمن العام تطلق خدمة “التدقيق الأمني للمركبات” عبر الرقم الموحد "117111" موهبة استثنائية .. جامعة روشستر في دبي تقبل طالبا بعمر 12 عامًا وزارة الصناعة والتجارة والتموين تفوز بجائزة التميز الحكومي العربي .. أفضل وزارة عربية

ما كتبه عبد الصمد لأمه

ما كتبه عبد الصمد لأمه
الأنباط -

ما كتبه عبد الصمد لأمه

 

وليد حسني

 

أقلي عذاري فما لي فيك لوم أو عتاب، ولو قدر لي لقياك لما قدرت حتى على النظر في عينيك لثواني، ولكن هيهات وقد غادرتني قبل أن اتم عامي الأول قبل ستين سنة، عرفت خلالها معنى ان تكون بلا أم طيلة تلك السنين.

أكتب لك الآن وقد جاوزت الستين بقليل، الكل هنا يحتفل بيوم الأم، وانا مثلي مثل الاف غيري بدون أمهات، قضين وطرهن في الحياة، وقدمن ما عليهن وتركننا خلفهن لا نعرف إلى أي زمان سننتمي، لكنني أنا من بينهم عرفت بوصلتي منذ ستين سنة، ومنذ وعيت على واقع بلا أم، فقد قيل لي إنها ماتت بسبب الحمى ولم يكن لي من العمر غير ثلاثة أشهر كفلتني بعدك جدتي لأبي، ولم ازل في حضنها إلى أن فارقتني هي الأخرى ولم اتم التاسعة، كنت مولاتي لم ازل طفلا هناك ألعب في حاكورة البيت الذي لا يزال يحتفظ بكامل أنفاسك وخطواتك..

هل أقول إنني كنت محظوظا تماما يا أمي حين قيل لي إن لي ثلاث أمهات وليست أما واحدة، أنت وجدتي لأبي، ثم جدتي لأمي، اقصد امك التي كفلتني وانشأتني ولم تزل تقول لي" أنت من ريحة الحبيبة" وتذرف دمعة على خدها وهي ترجل لي شعري قبيل ذهابي للمدرسة، فقد كانت رحمها الله اسرع الناس دمعة إن مرت ذكراك، او خطر اسمك على البال.

أكتب لك هذه الرسالة أمي وقد جاوزت الستين بقليل، تقاعدت من عملي كمدرس، تزوجت، وانجبت طفلة قبل ان تغادرني امها وتطلب الطلاق وتحملها بعيدا عني، وفي غيابك غيرت مكان سكني كثيرا، منذ وعيت مولاتي وأنا اتنقل من مكان إلى آخر، لكنني يا أمي لم يكن ليهدأ بالي إلا حين اعود لبيتنا، هناك أراك تمرين من باب لباب، تكنسين الحوش، وترتبين الدار، وتضحكين لي، كنت ولم ازل أتخيلك وانت تعدين لنا الطعام، تنادين على عبد الصمد المنشغل باللعب، وبمطاردة كلبه، تهشين لي حين اعود من المدرسة، تداعبين خدي وتقبلينني وتسألينني عن القراءة والكتابة وانت لا تعرفينهما.

هل ثمة وقت امامي لكل هذا التذكار أمي، أنا لا اعرف تفاصيلك أبدا إلا من خلال صورة قديمة لك كانت ولم تزل معلقة على جدار بيتنا مع والدي الذي تزوج بأخرى فور وفاتك وتركني وحيدا وأسلمني لحضن جدتي لأبي، حين كبرت عذرته، ولم أزل أرأف به الى أن مات قبل عشرين سنة.

كانت تقول جدتي لي" ابوك يا عبد الصمد لم يصبر أكثر من أسبوعين ،ترك امك في المقبرة وذهب وتزوج خديجة بنت الدكانجي أبو محمد"، تضحك قليلا قبل أن تواصل نقمتها على أبي قائلة" الله يهده تركك يتيم الأم والأب".

هذه الليلة ليست عندي ككل الليالي، ثمة وحدة أعانيها، ثمة استحضار لغياب طال أكثر مما يجب يا أمي، وثمة أنفاس تداعبني حتى بعد مرور ستين سنة كنت ولم أزل أحس أنفاسك ترعاني وتحوطني حتى في هذه الليلة التي يذهب الكون فيها الى أمهاتهم وانت فقط من تحضرين إلي..//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير