في ندوة نظمها ملتقى العقبة الوطني
العقبة – طلال الكباريتي
نظم ملتقى العقبة الوطني للدفاع عن القدس أمس الأول ندوة بعنوان المخاطر المحيطة بالمسجد الأقصى في قاعة فندق الديز إن بالعقبة .
وتأتي هذه الندوة ضمن الفعاليات التي ينظمها الملتقى أسبوعيا، احتجاجا على قرار ترمب الأخير أن القدس عاصمة لإسرائيل .
وناقش أوراق الندوة التي جمعت الكثير من أبناء العقبة، مدير شؤون القدس والمسجد الأقصى في وزارة الأوقاف المهندس عبد الله العبادي والباحث أحمد ياسين وأدار الحوار عضو الهيئة الإدارية للملتقى صلاح الدين البيطار .
واشتملت الفعالية على شرح مفصل عن المخاطر التي تتعرض لها القدس و المسجد الأقصى و اتباع الصهاينة أساليب لتغيير معالم المدينة و خاصة الأقصى من خلال الحفريات وبناء قبور فارغة، والتضييق على المصلين من خلال كاميرات المراقبة و الاقتحام المستمر لمستوطنين للمسجد وإطلاق هتافات لاستفزازهم .
وقال المهندس عبد الله العبادي أن أبرز الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى انطلقت من رسالة الخارجية الإسرائيلية خلال شهر تشرين الثاني من عام 2014م لتهويد المدينة .
وأضاف المهندس العبادي أن الأساليب التي يتبعها الاحتلال لتشويه المدينة والأقصى تدرجت ببناء الكنس و بناء قبور فارغة والتضييق على المصلين .
وأوضح أن أبرز ركائز التضييق عليهم تمثلت بتركيب مداخل الكترونية ومجسات حول المسجد وتقسيمه، واقتحام الحاخامات باستمرار والدعوة لرفع العناية و الوصاية الهاشمية عن المسجد، وإغلاق كنائس المسيحيين وإقرار قوانين جائرة بعدم إصدار رخص بناء للفلسطينيين .
وفيما يتعلق بالحفريات والهدم لطمس هوية المدينة فقد بين بأن القدس ما زالت تشهد حفريات كثيرة من الجهتين الغربية والشرقية للأقصى وأخطر حالات الهدم انطلقت من حارة المغاربة عام 1968م لتسهيل تأدية الصهاينة طقوسهم على حائط المبكى .
وعرض المهندس العبادي صورا تظهر انفاقا وكنائس تحت الأقصى، بالإضافة إلى مخططات تظهر نسبة الاستيطان المتزايد حول المسجد، وحفريات ظهرت عليها آثار إسلامية بنسبة 80% و20% رومانية وبيزنطية .
ولفت أن نشر المعلومات الخاطئة عن تاريخ المدينة أهم الركائز التي يعتمد عليها الاحتلال الصهيوني لتهويد المدينة لجمع الأموال من السياحة، اعتمدوا على تشويه تاريخ المدينة بنشر مخططات مستقبلية ومعلومات تاريخية خاطئة ونشرها للسياح .
وكشف المهندس العبادي أن الاحتلال الصهيوني باشر الأسبوع الماضي بتنفيذ حفريات جنوب المسجد الأقصى لبناء مدرسة صهيونية، تركز على تعليم أطفالها أن القدس صهيونية منذ الأزل، وأن الفلسطينيين مغتصبون لهذه الأرض.
وتابع أن غطرسة الاحتلال الصهيوني بلغت أشدها باستمرار الحفريات وبناء الكنس مشيرا الى أن أحدها بدأ بمساحة 3م*3م حتى أصبح 9*3 م .
وكشف المهندس العبادي أن هذا المكان بات مقرا يجتمع فيه قادة الجيش الاسرائيلي، ومجهز بقاعات، وبلغت تكلفته نحو 6 مليون دينار .
وكشف أيضا عن الصراع اليومي المستمر الذي يحدثه المحتلون مع الفلسطينيين، بعرض مخططاتهم السكنية المستقبلية للزوار والسياح، بالاضافة الى بناء قبور وهمية فارغة على أراض وقفية للسيطرة عليها .
وأضاف أن العدوان الصهيوني والصراع اليومي بات يزداد بعد تسهيل المحتل تأدية الصهاينة صلواتهم في حوش الشهباني، في الوقت الذي يضطر الحرس الأردني للمسجد و أبناء القدس لمنعهم .
وخلال الفعالية عرض المهندس العبادي فيديو قصيرا يظهر فيه متطرفون صهاينة يطلقون هتافات استفزازية داخل الحرم القدسي ويؤدون صلواتهم التلمودية .
وعزا المهندس العبادي العدوان الصهيوني المتكرر على الحرم القدسي وتشويه تاريخ القدس الى تقصير الدول العربية والإسلامية، وتغليب مصالحهم على الدين ونصرة فلسطين والقدس وخاصة المسجد الأقصى.
وأكد أن ما زاد معاناة أهالي فلسطين من غطرسة المحتل، بعد تفكك الشعوب وانشغالهم بإصلاح دولهم بعد ما يسمى "بالربيع العربي"، الأمر الذي أشغل الكثير منهم عن القضية الفلسطينية ونصرة الأقصى .
وأشار الى انه في المقابل بات الأردن مع الفلسطينيين في خندق واحد لنصرة الأقصى والقدس، في ظل الرعاية الهاشمية والإعمار والصيانة للأقصى بعد عبث المحتل وعدوانه المتكرر .
واستذكر المهندس العبادي مواقف الملك الحسين الراحل بهذا الخصوص في المؤتمرات والمحافل وجلالة الملك عبد الله الثاني، في ظل الخذلان الذي تشهده الدول العربية .
وأشار الى أن كلماتهم لم تخل من الحديث عن الأقصى ونصرة القدس، وحق الشعب الفلسطيني بالعيش الكريم في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، في ظل الصمت والخذلان العربي .
وبخصوص التضييق على سكان المدينة فقد أوضح بأنها تتمثل بإنشاء مناطيد محلقة تحمل كاميرات تراقب بدقة رواد المسجد وزواره، وتغيير أسماء المناطق المحيطة بالقدس الى العبرية، والاستيلاء على الوقف المسيحي وبناء متاحف صهيونية حول المسجد .
وذكر أن التضييق على المصلين يتمثل أيضا بإقامة الصهاينة حفلاتهم جنوب المسجد ليلا وبأصوات عالية، تدعمها مكبرات الصوت تتخللها أغان في الوقت الذي يؤدي فيه المصلون صلاة العشاء في الأقصى المبارك .
وتابع المهندس العبادي أن العدوان الصهيوني بلغ أشده أيضا بعرقلة 17 مشروع إعمار هاشمي تعزم الأردن على تنفيذه واستحداثه مؤخرا قانون "أملاك الغائبين" .
وبين أن هذا القانون الذي أقره المحتل الغاشم يقضي بمصادرة أراضي الفلسطينيين الذين اضطروا للسفر أو الرحيل، واعتبروها أراضي يملكها الكيان الصهيوني مبررين غياب أصحابها .
واستذكر الباحث والمختص أحمد ياسين العملية الفدائية التي نفذها ثلاثة أبطال من قرية أم الفحم قتلوا فيها جنديين صهيونيين، وتسببت بالذعر وإرباك الأمن الداخلي لبني صهيون .
وأشار الى أن بعد هذه العملية البطولية عزم الصهاينة المحتلون السيطرة على المسجد الأقصى، وبعد الضغط الفلسطيني والموقف الأردني المشرف تراجع الصهاينة عن موقفهم ومن ثم اطلقوا فكرة الشراكة بالرعاية على الأقصى مع الأوقاف الأردنية إلا أنها رفضت .
وروى ياسين قصة إطلاق الاحتلال مفهوم " الوضع الراهن" بعد احتلالهم عام 1967م، وتخليهم عن فكرة هدم المسجد الأقصى بعدما رفعوا شعارها آنذاك .
وتابع أنه أقر الاحتلال وقتها بمسمى الوضع الراهن وظل حتى عام 2016م، وعندها أقر فيه حرمة دخول الجماعات الدينية الصهيونية للأقصى إلا أن جماعات الهيكل المزعوم ضربت بهذا القرار عرض الحائط .
وذكر أن جماعات الهيكل المزعوم طالبوا خلالها بإنهاء الوصاية الهاشمية على الأقصى ، من خلال التقسيم الزماني والمكاني، إلا أن الموقف الأردني بات عصيا عليهم، باستمرار الوصاية والعناية بالأقصى .
وختم ياسين الفعالية بعرض فيديو تظهر فيه المعاناة المتكررة لرواد وزوار الأقصى، وظهر فيه اقتحام متطرفين للمسجد واطلاقهم هتافات عدائية للمسلمين// .