الانباط - عمر الصمادي
تتميز مدينة العقبة بهذا الوقت من السنة باجواء سياحية جذابة دافئة تبعث في النفس النشاط والانطلاق للتخلص من اعباء حياتية روتينية لتنطلق بك في فضاءات التأمل بجمال المشهد وانت جالس قبالة شاطيء البحر تتنسم الهواء العليل وتستمع لصوت الموج ممزوجا بصوت النوارس والمراكب .
وما اضاف للجمال جمالا انطلاق فعاليات كرنفال العقبة السياحي "موسم التخفيضات الثاني" الذي تنظمه سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بهدف جلب المزيد من السياح المحليين من مختلف مناطق المملكة بمشاركة غير مسبوقة من الفنادق والمطاعم ومختلف المنشآت السياحية والترفيهية والمتاجر والجمعيات في العقبة والذي سيتمر لغاية الاول من آذار المقبل بأسعار تشجيعية منافسة على مستوى السياحة المحلية الداخلية ومنافسة كبيرة على مستوى سياحة الإقليم.
ولما تكتنزه مدينة العقبة من مقومات تجعلها في مقدمة المدن السياحية في المنطقة فقد قطعت سلطة المنطقة الخاصة خطوات عديدة على هذا المسار لاستثمار مكونات المنتج السياحي والتجاري والارث التاريخي والحضاري للمدينة لاعادة الالق والبهجة واتاحة مساحة واسعة امام الزائر والمقيم للتمتع بفترة تواجده في المدينة .
اشرنا في مقالات عديدة بان انتعاش القطاع السياحي والتجاري والاقتصادي بشكل عام في المدينة يعتمد بالدرجة الاولى على القطاع الخاص واعتقد انه من المهم ان يتولى هذا القطاع زمام ادارة هذه البرامج والانشطة باشراف من الجهات الرسمية وبدعمها ومساندتها وذلك لاعتبارات كثيرة وغايات كبيرة في مقدمتها الخروج من بوتقة اللوم والقاء التهم هنا وهناك وبالتالي التقاعس والقنوط .
منصة سلطة المنطقة الاقتصادية الخاصة مرتفعة جدا ومتقدمة لاطلاق وتبني مبادرات وتعهدات سمعتها على لسان رئيسها السيد ناصر الشريدة الذي التزم بدعم السلطة لاي جهد من شأنه تحريك عجلة السوق ودوارن برامج التنمية وتحقيق الفائدة لشرائح مجتمعية وقطاعية كبيرة في المدينة تنعكس ايجابا على سمعة المدينة ووتقدمها على سلمك المفاضلة لدى زوارها .
وبدون شك فان الزائر سواء اكان محليا ام عربيا ام اجنبيا مقيما او مرتحلا مستثمرا ام تاجرا ام مستهلاكا فانه هو الحلقة الاهم في معادلة البناء الذي تتوجه اليه مباشرة وتستهدفه كافة مضامين الرسائل والبرماج التي تتبناها الجهات الحكومية او فعاليات القطاع الخاص كي يتحول الى سفير فوق العادة لمدينة العقبة اينا حل وارتحل وبالتالي فالعقبة بكل عناصرها مطالبة اليوم وليس غدا ولكي تعزز من قدرة وقوة نتائج هذه الكرنفال بان تولي هذا الزائر عناية اكبر في مستوى الخدمات العامة وفي اسلوب وبرتكول التعامل ومنح الاهتمام الكافي لضيوف المدينة وزوارها.
خلال الايام الماضية من انطلاقة الكرنفال شهدت الحجوزات ونسب الاشغال في الفنادق نموا غير اعتيادي وذلك نتيجة للخطة الترويجية التي نفذتها السلطة والقطاع التجاري الذي بات اكثر حماسة لتكرار هذا الحدث لاكثر من مرة خلال العام في اشارة الى توفر مقومات النجاح وتحقيق الاهداف بصورة اكبر وهذا ياتي عندما يكون العمل منسقا وفي اطار الفريق الواحد لتحقيق الهدف الواحد وهو ما نجحت فيه سلطة المنطقة بتوحيد الجهود وجمعها في بوتقة واحدة تتحمل مسؤولية وضع الخطط والبرامج وادوات تنفيذها بما يكفل بتحقيق نتائج طيبة تنعكس على المدينة واسواقها التي تعبق بالعطر والطيب واناسها الذين يستحقون الاستماع .
مراقبون يرون بان العقبة باتت اليوم بحاجة الى تنظيم مهرجان سياحي ثقافي تراثي فني سنوي بحجم اسمها ومكانتها يضعها في قائمة المدن العربية التي تميزت في هذا النشاط مثل بيروت وقرطاج وجرش لكي تحلق العقبة في سماء الوطن والمنطقة وتصبح وجهة محلية عربية عالمية للسياحة والتسوق بحق .