عمان -بترا
مندوباً عن رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود عبد الحليم فريحات رعى رئيس هيئة العمليات والتدريب اللواء الركن مصلح فلاح المعايطة, الاحتفال الذي أقامته القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي امس الخميس بالأسبوع العالمي للوئام بين الأديان والذي أقيم في كلية الأمير الحسن للعلوم الإسلامية التابعة لمديرية الإفتاء في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي.
وقال مفتي القوات المسلحة الأردنية العميد الدكتور ماجد سالم الدراوشة: "الأصل في العلاقة بين المسلم وغير المسلم تقوم على السلام الذي ينتج عن الإحسان والعدل, فإذا قاتل غير المسلمين المسلمين لأجل دينهم أو لإخراجهم من أراضيهم والاستيلاء على ثرواتهم تتحول العلاقة إلى القتال العادل والذي يقاتل فيه المسلم دفاعاً عن مبادئه وعرضه قال الله تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُ مْوَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)".
وأضاف العميد الدراوشة أن المسيحيين لهم ميزة خاصة في نظر الإسلام ولذلك كان أول هروب للمسلمين من ظلم مشركي العرب إلى بلاد النصارى في الحبشة وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فإن فيها ملكاً لايظلم عنده أحد) وسمح النبي صلى الله عليه وسلم للمسيحيين عندما جاءوا من نجران ليحاوروه في الدين سمح لهم بالإقامة في المسجد والصلاة فيه وأجاز الإسلام للمسلم أن يتزوج من المسيحية وتكون أماً لأبنائه ومسؤوله عن بيته وتربية أبنائه مع بقائها على دينها وتبقى العلاقة بينها وبين زوجها قائمه على ذات العلاقة بين الأزواج المسلمين وهي علاقة المودة والرحمة قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ? إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(.
وقال الرئيس التنفيذي للمركز الأردني لبحوث التعايش الديني, الأب نبيل حداد: "إن ما يؤكد كفاية الدور الأردني الرائد على المستوى الدولي عناصر قداسة تاريخية واعتدال وحكمة حاضرة وحالة وئامه العبقرية".
وأشار الأب حداد أن الجندية شرفٌ لأنها تحمل شرف حماية الأوطان والدفاع عنها ليسود السلام الذي هو مهمة القادة, أما المرشدون الدينيون فنشر السلام بالنسبة لهم واجب مقدس يتعدى جميع الحدود المرسومة.
واشار مندوب العمليات الحربية المشتركة العقيد الركن عبد الباسط الشرع الى ان فلسفة المشاركة بقوات حفظ السلام جاءت لتحقيق الأمن والسلم والإقليمي والدولي بما يعزز أمنه الوطني ويمكنه من أداء دوره الإنساني, فمهمة الأمن والسلم ليست مقتصرة على الأمم المتحدة وحدها بل هي مسؤولية دولية, حيث عكست المشاركة في مهام حفظ السلام الدولية روح السياسة الخارجية الأردنية المبينة على أسس السلام والعدالة والتعاون بين الشعوب, وجاءت هذه المشاركات انعكاساً لتاريخنا المتجذر في أعماق الحضارة الإنسانية والمستند إلى أقدس رسالة ربانية وتكريساً للسمعة الطيبة التي تتمتع بها القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي, تدريباً وانضباطاً وشجاعة, لنشر روح التسامح والاعتدال والوسطية".
وقال رجل الدين المسيحي الرائد جون بوتر من رجال الدين في الجيش الأمريكي ان الدين يلعب دوراً مهماً بحياة الملايين من الناس حول العالم, لأن الدين دليل لحب الله ولحب بعضنا البعض, ولكن الكثير أساء استخدام الدين لمصالحهم الشخصية, حيث قام هؤلاء بتفريق وتقسيم المجتمع بإسم الدين ممن نتج عنه عدم تقبل الديانات لبعضها البعض مما تسبب مشاكل عديدة وتفرقة في العديد من مناطق العالم".
وأضاف الرائد بوتر بأن الحرية الدينية والتسامح الديني هما حجر الزاوية لممارسة إيماننا, عندما يكون الناس أحراراً في عبادة الله, فالحرية الدينية بمثابة ضمانة لجميع الناس ليتم احترامها وتكريمها ونحن قادرون على العيش في سلام مع جيراننا.
وحضر الاحتفال عدد من كبار ضباط القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي, والأجهزة الأمنية ومدراء الدوائر الرسمية في المملكة وعدد من السفراء والملحقين العسكريين المعتمدين لدى المملكة, وعدد من أصحاب السماحة والفضيلة من المتقاعدين العسكريين من مديرية الإفتاء العسكري وعدد من رجال الدين المسيحي من الجانب الأمريكي الصديق.
يذكر أن أسبوع الوئام العالمي بين الأديان حدث سنوي يحتفل به خلال الأسبوع الأول من شهر شباط من عام (2011), حيث جاءت مبادرة الوئام بين الأديان التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الـ ( 20 ) من تشرين الأول من عام (2010) ترجمة لنهج هاشمي أخطته القيادة الهاشمية للتقارب بين وجهات نظر الأديان السماوية.