الدعوة لمواجهة التيارات التقليدية بالتغيير الايجابي
دعوات التظاهر اعادة للوراء والتغيير يحتاج الى مجتمع تقدمي
الشباب لديهم الفرصة لمسك زمام الموقف والمستقبل
الأنباط - قصي أدهم
لا تحتاج الحالة الأردنية الى كثير مزاودة، بعد ان اطلق الملك قاطرة التأثير الشعبي عبر بوابة الضغط، كما قال خلال لقائه مجموعة شبابية في رحاب الجامعة الأم.
التغيير الايجابي الذي تحدث عنه الملك للشباب، يتجاوز مرحلة التنظير العام السائد، والذي يدعو الى ممارسة اشكال الضغط التقليدي من مظاهرات واحتجاجات تستنزف طاقة الشباب، وترفع الضغط على الأجهزة الأمنية في لحظة اقليمية حرجة.
المفردات الملكية التي نقلها الى جيل الشباب، تعني بشكل واضح تحفيز الشباب على انتاج التغيير المأمول شعبيا وشبابيا، بكسر التابوهات التقليدية من مصطلح «حك» الى مفردات التعاطف مع ابناء العشيرة وذوي القربى حتى على حساب الحاجة الوطنية.
ما سيقوله دعاة الاحتجاجات قاله الملك بوضوح في جلسة الجامعة واكثر من مرة في مواقع مختلفة، فالانتاجية هي معيار الأداء والتقييم ولا يمكن أخذ الاعتبار لعوامل الوقت والتعاطف الشعبي على اساس روابط الدم والقربى المناطقية والجغرافية.
المظاهرات والاحتجاجات تستهدف عادة التأثير على السلطة وصاحب القرار من اجل الاستجابة للاوجاع الشعبية والمطالب السياسية، وقد سبق الملك الجميع بدعوته الى اقالة المسؤول العاجز والدعوة الى تشكيل احزاب سياسية برامجية تكون نواة لحكومات برلمانية قادمة ما سيتبع من انعكاسات لذلك على طبيعة البرلمان وكتله السياسية وليس معقولا ان يكون اعضاء الكتلة البرلمانية موزعين من اقصى اليسار الى اقصى اليمين.
الملك كشف عن رؤيا تقدمية خلال لقاء الجامعة الشبابي، بالاضافة الى انتقاداته للمسؤولين والنواب الذين يتراجعون في الأداء، فالملك قالها بوضوح «أنا يساري في التعليم والصحة، ويميني في الدفاع»، ولعل هذا ادق توصيف يمكن الاستناد اليه في قراءة الحاجة الوطنية.
تقدمية الملك سابقة لكل التيارات السياسية والحزبية والرسمية، فحتى الأحزاب اليسارية ليس لديها هذه الرؤيا وسبق لها ان كشفت عن مشهد «سلفي» في التعليم واشتراكية متخلفة في الصحة، تساوي بين الفقير والغني، وعن رؤية في التعليم لا تتجاوز اوائل القرن الماضي.
الشباب اليوم اكثر فئة يشهد لها الملك في البناء الوطني وعليهم عدم الانجراف الى دعوات للتعبير عن الغضب في الشارع بدل تحويل الغضب الى قوة تغيير فاعلة، تفتح الافاق لفعل شعبي يرفع وتيرة الانتاج ويخلق بيئة حاضنة لتطور المجتمع، فالملك كما قال يعود الى بيته بعد لقاء الشباب منشرح الصدر على عكس لقاءاته مع الرسميين والاجيال الكلاسيكية، وهذا يضع الشباب امام مسؤوليتهم لانتاج التغيير ومسك زمام اللحظة الوطنية دون انجرار الى دعوات تقليدية لا تخدمهم ولا تخدم الفرصة التي اتاحها الملك لهم.