الوضع الاقتصادي والضغط علينا جراء مواقفنا السياسية
هنالك رسائل (امشوا معنا في موضوع القدس) ونحن بنخفف عليكم
هل سيدعمنا النواب اذا اردنا تخفيض عددهم إلى 80 نائباً لصالح اللامركزية؟
الأردن على الخارطة أكبر من حدوده ولا يوجد اقوى منه تحت الضغط
يُعبّر جلالة الملك عبد الله الثاني في حديثه أمام طلبة في الجامعة الأردنية عما يدور في خلده ويختلج صدره بكل سلاسة وببساطة وشفافية.
اختار جلالة الملك يوم عيد ميلاده ليتحدث ويتحاور مع طلبة كلية الأمير الحسين بن عبد الله للدراسات الدولية، ويبعث برسائل على المستويات كافة.
يشدد جلالة الملك في حديثه بلهجة واضحة "الوزير أو المسؤول اللي مش على مستوى يروح اليوم" وهو يؤشر على خلل كان يحصل في وقت سابق حينما يبقى المسؤول في موقعه إلى حين يأتي تعديل وزاري.
يقول الملك أنه سيتم العمل بقوة خلال العام 2018 على الاصلاح الاداري ومكافحة الفساد، وفي سياق حديثه عن ضعف المسؤول وبقائه في موقعه إلى أن يأتي تعديل وزاري يوضح جلالته " نحن كأردنيين نعمل غير عن الدول، فإذا لم يكن المسؤول على مستوى نبقيه (إلى 6 شهور) لماذا، لحين يأتي تغيير فنغيّر الكل".
يعتقد الملك أن هذا الأمر غير صحي بحيث أن هذا المسؤول "يؤثر على الارض"، ويتابع بكل صراحة "اذا لم يكن الوزير أو المسؤول على مستوى يروح اليوم، وخلي المواطن ومن يعمل معه يعلم أن المسؤول اذا لم يكن على مستوى فليغادر موقعه (مع السلامة)".
ويشير أحياناً إلى ما قد يحصل من "زعل البعض" اذا كان القرار بهذا الإتجاه، بيد أن جلالته يؤكد "اذا اردنا ان نمشي بشفافية ونطور أمورنا فلا بد من إعمال سيادة القانون"، لينتقل في حديثه عن رفض الجميع للواسطة وتأييدهم لملاحقة المجرمين إلا اذا كان الموضوع يتعلق بقريب فيختلف الأمر.
ويتابع جلالته متسائلاً " كيف سنمشي للأمام، فإما أن نتقدم أو نضحك على بعضنا واملي بالجيل الجديد والموطن يريد شفافية".
وفيما يتعلق بالهيكلة، قال "بدأنا في العام 2017 بالجيش والمخابرات ونحن نركز على النوعية لا الكم، فالتحدي الجديد بالنسبة للوضع الأمني هو أن نكون أفضل، والتكيف مع نقص الاماكنيات بينما الأردني كأردني لديه نفس القدرة والطاقة كما الامريكان والغرب".
وحول تفعيل الحياة الحزبية أكد جلالته اذا اردنا المضي قدما الى الامام في الأحزاب السياسية فلا بدّ أن يقل عددها، وقال "تحدثت أكثر من مرة في هذا الموضوع، وقدمت اورقا نقاشية".
وتحدث جلالته عن الكتل البرلمانية معبراً عن أسفه لكبر عددها وقال "لدينا كتل وللأسف عددها كبير، وحينما بدأنا بتعديل الدستور لم نستطع اول 4 سنوات أن نرى تشكيل أحزاب.. اليوم اكثر من كتلة لكن ليست على مستوى الاحزاب التي نتمناها".
وتابع " اذا امضينا 3 - 4 سنوات مقبلة دون أحزاب تصل في حدها الأقصى الى 5 تمثل البلد فمن الصعب أن نمضي قدما، واقصد بالأحزاب أحزاب وطن لا ان نرى أحزابا تمثل الشمال أو الوسط أو الجنوب أو الشرق أو الغرب أو المسلم أو المسيحي، بل كل القضايا الاقتصادية والتعليم والضرائب والصحة ".
وحول الأوراق النقاشية التي طرحها جلالة الملك قال " احببت أن افتح الحوار حول الأوراق النقاشية، وتمنيت أن تناقش ولا خوف لدي بأي قضية ومؤمن بأن الجيل الجديد لديه معرفة بالسير نحو الاتجاه الصحيح".
وتابع جلالته " لا استطيع أن اقول لوزير أو حكومة (اعمل هيك) لأن العلاقة بين المواطن والمسؤول .. وهنا يقع الدور على النواب"، وتابع " احيانا اجلس مع كتلة نيابية يوجد في نفس الكتلة نائب اقصى اليمين واخر اقصى اليسار".
وطالب الملك المواطن بالضغط على النائب وتحديد الأولويات والقول له بأن "هذا المطلوب منكم واذا اردنا سيادة القانون نحتاج منكم الأمور التالية"، واضاف جلالته " دور النواب مهم اذا اردنا الحديث عن اللامركزية وقانون البلديات والمرحلة الجديدة، فالهدف أن نأخذ القوة من عمان للمناطق حتى يقرر المواطن ما هو مطلوب منه وهذا سيؤثر على النواب اذا اردنا الحديث على مستوى الاصلاح السياسي ومنح القوة للبلدية فإن عدد النواب لا بد أن يكون اقل بحيث يكون النائب للوطن لا جماعتي ومنطقتي".
وتساءل جلالته " اذا اردنا تخفيض العدد من 130 – 80 نائباً حتى نكون منطقيين اكثر هل سيدعمنا النواب، لأنه في ناس رح تروح .. هنا تبقى عنا مشاكل؟".
وزاد الملك " اذا لم تجد الحكومات والمؤسسات والمسؤولون ضغطاً من المواطن والنواب فالمسؤول سيبقى كما هو"، واضاف جلالته " نسعى للعمل في الاصلاحات الاقتصادية لكن النجاح في المستقبل اذا كان هنالك تحسين في الكتل بحيث يتم التقييم والعمل على البرنامج".
وفي مجال الإعلام، قال جلالته اننا كأردنيين لا ندافع عن أنفسنا تاريخيا، وهذه مشكلة كبيرة، وشدد جلالته على أنه لا سقف للحريات في المملكة، إلا أنه يجب أن يترافق ذلك مع التمتع بالمسؤولية، مضيفا "أن جزءا من مواقع التواصل الاجتماعي يشهد اغتيالا للشخصيات والتخويف وزرع الفتن والتفرقة بين المواطنين وهذا خط أحمر".
وحول قضية القدس أكد جلالته على أهمية أن يدافع المسلمون والمسيحيون عن المدينة وأن تبقى العلاقة جيدة بينهما، وقال "هنالك ضغط على الكنائس من الحكومة الاسرائيلية يوميا كما يوجد ضغط علينا ويشتكون باستمرار، واذا اردنا النجاح لا بد من التعاون مع اوربا وباقي العالم ونقوي المفهوم والقوة بينا مع العالم المسيحي".
وحول الوضع الاقتصادي قال جلالته " الوضع الاقتصادي والضغط علينا من وراء مواقفنا السياسية وهنالك رسائل (امشوا معنا في موضوع القدس) ونحن بنخفف عليكم"، ومنها انطلق جلالة الملك للحديث عن علاقة الأردن الخارجية.
وقال جلالته "العالم يحب الاردن ومن (نتمشكل) معهم يعرفون أنه لا توجد لدينا – كدولة - امكانيات مقارنة مع الدول الأخرى، لكننا على الخارطة اكبر من حدودنا لأن الاردني (دغري) لا يكذب وحينما يعطي كلمة يبقى محافظا عليها وتعلمنا هذا من جلالة سيدنا الله يرحمه (الملك الراحل الحسين بن طلال) وهذه سياسة الاردن، والعالم يعرف من تاريخنا اننا دولة صغيرة لكننا قد حالنا".
وأضاف "ما يميز الاردن عن باقي الدول أنه حينما يقع ضغط على بلدنا لا يوجد اقوى منه"، مؤكداً أن حولنا تحديات اقليمية وعلى حدودنا ولا نخاف من أنه (ماذا سنفسر للاردني؟) فهو يعرف.