توطين دون ثمن واجزاء من القدس و10% من الضفة المقطعة لاسرائيل
تحذيرات للاردن ولبنان لتشابه ظروفهما والصفقة شبه ناجزة
ترامب سيفرض الصفقة ويسير اليها دون مكابح
عباس يحاول التملص والسعودية تعلم اكثر من الآخرين
عمان - الانباط - قصي أدهم
رغم ان صفقة القرن او صفعته حسب تعبير الرئيس الفلسطيني محمود عباس , ظهرت الى العلن كمتاهة سياسية او اشبه بالكلمات المتقاطعة , الا ان التسريبات الاخيرة من اكثر من عاصمة جعلت من امكانية جمع احرفها ممكنة واذا ما تم تجميع هذه الاحرف في مختبر العواصم المؤثرة وحركتها السياسية فإن التفاصيل العريضة تنجلي بوضوح اكثر وحرارة المعلومات تسمح بازالة الضباب السياسي او بتحسين مستوى الرؤيا .
مصادر دبلوماسية عربية مطلعة كشفت كواليس لقاء جمع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مع مسؤول عربي على هامش مؤتمر “دافوس” في سويسرا، حذرت فيه تلك الشخصية “الحريري” من خطر التوطين داعيا إياه للاستعداد للأمر الذي سيصبح أمرا واقعا .
وأكدت المصادر ان اللقاء الذي عقده ” الحريري” مع تلك الشخصية كان ملبدا “ بالغيوم السوداء ” , ودعت تلك الشخصية الحريري الى التشبيك اكثر مع الاردن لتشابه ظروف البلدين مع ازمتي اللجوء السوري والفلسطيني، موضحة أن الاجتماع سادته لغة تحذيرية نبهت “ الحريري” الى مخاطر ما يرسم في المنطقة لجهة حل معضلة اللجوء الفلسطيني على حساب الدول التي يتواجدون فيها مع فارق جوهري هذه المرة أن ادارة الرئيس دونالد ترامب لا تريد ان تدفع ثمن ذلك لأحد .
وبحسب المعلومات المتواترة قام الملك عبدالله بدعوة الرئيس الفلسطيني على عجل لمناقشة المخاوف الاردنية من استراتيجية الرئيس الاميركي دونالد ترامب حيال القضية الفلسطينية وتداعياتها على المنطقة بما فيها الدول التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين , مؤكدة تلك المعلومات بأن الملك “ المتوجس” مما يتم حياكته في “ الغرف المغلقة ” تحدث بصراحة محذرا بان الرئيس ترامب، لن يعطي أحداً إنذارا مبكرا .
ونقلت المصادر ان الموقف الاردني يرى ، إن “ ترامب” ببساطة سيقف عندما تنضج الظروف ليفرض “ الصفقة الكبرى ” دون ان يكون معنيا بخوض مفاوضات عميقة ” مع الأطراف ,هو ببساطة سيضع الجميع أمام الامر الواقع وسيقول لهم هذه هي “ الخطة ” وعليكم التنفيذ .
ووفقا لما كشفته المصادر، يتوقع الجانب الاردني ان تكون صفقة “ ترامب ” جاهزة للعرض في شهر آذار/مارس المقبل, حيث وصفت تلك الشخصية خطة ترامب بالسيارة المندفعة دون “ مكابح ”، ناصحا الحريري بعدم الوقوف امام تطمينات البعض والتي تقول ان الادارة الاميركية لا تملك خطة حقيقية , وسبق للملك عبدالله ان تحدث في لقاء جمعه بمتقاعدين عسكريين شمال المملكة بالاشارة الى شهر اذار كعلامة فارقة في التغييرات الداخلية والخارجية .
ونقلت المصادر” إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مطلع على الخطة اكثر من غيره من المسؤولين العرب , وهو يعمل لتسويقها مع الرئيس محمود عباس الذي يحاول التملص لكن دون جدوى حتى الان ، وذلك وفقا لما تتناقله مصادر عربية .
من هذه التسريبات يمكن التقاط اسباب تخفيف اللهجة الاردنية ضد واشنطن بعد ان اضطر الى التراجع عن التصعيد بوجه الادارة الاميركية بعدما فشل الاردن في اقناع وزراء الدول الست الذين اجتمعوا في عمان باتخاذ موقف موحد وهذا ما اشار اليه الرئيس محمود عباس في خطابه امام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية حين انتقد وزير خارجية عربيا ، وقد استقر الرأي الاردني كما يقول مسؤول رفيع “ على التأكيد ان لا تسوية دون دور الولايات المتحدة ”.
وحسب تلك المصادر ، فان الاخطر في منظومة الصفقة واجندتها هو الجزء المسرب من الخطة والتي تقوم على تقديم الفلسطينيين 10 في المئة من أراضي الضفة لإسرائيل مقابل تنازلات اسرئيلية شكلية تجعل من الأراضي الفلسطينية “مقطعة” طولاً وعرضًا وغير قابلة على استيعاب سكانها ، اما ما يتعلق بالقدس ، فالخطة لا تتحدث عن أبو ديس كعاصمة فلسطينية بل عن “ أحياء في القدس ” ، ولارضاء الفلسطينيين لا يوجد طلب مباشر بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية ، ولكن مقابل ذلك فهم مطالبون بالتخلي عن حق العودة
وترى المصادر ان الاردن , اعتبر هذا الامر هو “بيت القصيد” الذي يمسه و لبنان بشكل مباشر، ولذلك دعت تلك الشخصية “الحريري” الى الاستعداد للقبول بالامر الواقع وايجاد حلول “واقعية” لازمة اللجوء السوري، لان ازمة اللجوء الفلسطيني ستطول ، ولن يتمكن لبنان من تجاوزها على المدى الطويل، مشيرة تلك الشخصية الى ان الاردن يمضي في هذا الاتجاه //.