باستراتيجية باركها الملك
خالد فخيدة
لا شك ان الاستراتيجية التي اطلقتها سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لتكون المدينة الاردنية الساحلية مقصدا عالميا على كافة الصعد طموحة وقابلة للتحقيق.
واستغراب البعض من تحقيق الارقام التي تتحدث عنها الاستراتيجية من عام 2018 الى 2025 قد يكون مبررا عندما تغيب عنهم الاليات والادوات.
ولكن حينما يعلم الجميع كيف سيزيد عدد السياح من 600 الف الى 1.5 مليون بعد ثمانية اعوام والغرف الفندقية من 4600 الى 12 الف غرفة ومدة الاقامة من ليلتين الى ست ليال والاستثمارات من 20 مليار دولار الى 30 مليار دولار وتوفير 30 الف فرصة عمل يصبح كل شيء واضحا وتصبح الرؤية قابلة للتطبيق. وتشاؤم البعض من عدم قدرة السلطة على ترجمة هذه الاستراتيجية التي باركها جلالة الملك عبدالله الثاني في لقائه الاخير مع مجلس مفوضية العقبة موقف نواجهه يوميا من قبل كثيرين والسبب عدم علمهم بالآليات والمشاريع التي ستقود الى تحقيق الهدف.
هذا التشاؤم سرعان ما يتحول الى تفاؤل عندما يطلع السائل على التفاصيل ويوقن بان المشاريع الجاري تنفيذها حاليا والمدرجة على التنفيذ قادرة على تحقيق الرؤية والقفز بالعقبة الى مراكز سياحية واقتصادية متقدمة على مستوى العالم. والعقبة مقبلة عام 2018 على مشاريع سياحية استراتيجية منها مشروع الحفاير وتطوير ساحة الثورة والقناة الصناعية وفرص استثمارية طرحت وستطرح لانشاء فنادق مقابل شارع الكورنيش وعلى الشاطىء الشمالي، فيما اقتربت توسعة نادي اليخوت من الانتهاء وكذلك مجمع العقبة الترويحي.
اما المجمع الطبي الذي تسلمت شركة تطوير العقبة 29 رسالة اهتمام من مستثمرين و12 اخرين للمدينة الرياضية الاولمبية فهي من المشاريع الكبرى التي ستطرح كفرص استثمارية خلال الاشهر القليلة المقبلة.
والتنويع الذي تسعى اليه سلطة العقبة في المنتج السياحي مثل مشروع اغراق الطائرة العسكرية لجذب عشاق رياضة الغوص وانجاز ملعب كرة القدم الجديد والمعتمد من اتحاد الكرة الذي بدأ اثره في جذب السياحة الرياضية تصب ايضا في صالح الاستراتيجية التي اطلقها رئيس السلطة ناصر الشريدة هذا العام وكان جريئا في تحديد مدتها الزمنية والاهداف التي تسعى اليها بالارقام.
اما العطاء الذي طرحته السلطة قبل ايام لاستقطاب سياح من دول اجنبية على نظام الحوافز والعمل على فتح خطوط طيران جديدة مع عواصم عالمية وعربية واعادة الطيران التركي للتحليق من العقبة بانتظام جزء من خطوات يجري ترجمتها على الارض لزيادة عدد السياح الاجانب الى العقبة ورم والبتراء ومستقبلا جعل المنطقة الخاصة بوابة سياحية عالمية الى الاردن.
والسلطة تسير جنبا الى جنب مع مشاريع القطاع الخاص السياحية لا سيما الكبرى مثل واحة ايلة وسرايا وقرية الراحة في مرسى زايد. وملعب الجولف في واحة ايلة اصبح عنوانا عقباويا مميزا على مستوى هذه الرياضة في العالم، وفنادقها التي سترى النور تباعا خلال العام المقبل والسنوات التي تليها ستزيد من عدد الغرف الفندقية وكذلك الفندقان المنتظران العام المقبل في سرايا.
وهذه المشاريع الكبرى التي بدأت تعج بسكانها وستكون في المستقبل القريب نقطة جذب لمشاهير عالميين سينجز قريبا منها سوق خاص للماركات العالمية وايضا اسواق تجارية داخلية يفترض ان تكون قيمة مضافة لتلبية اذواق روادها و المقيمين فيها . الانطلاقة الحقيقية لهذه الاستراتيجية سيلمسها الجميع في عام 2018 الذي سيكون حجم الانجاز فيه دليل على ان الخطة الاستراتيجية الجريئة والطموحة تسير في الطريق الصحيح على صعيد السياحة، فكيف اذا تكلمنا عن اللوجستيات والموانىء والمدن الصناعية.
العقبة تحمل كل عام منجزاتها الى مقام صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم لتحتفل في الثلاثين من شهر كانون الثاني بعيد ميلاد سيد البلاد حفظه الله ورعاه دوما سندا للاردن والاردنيين والامتين العربية والاسلامية.
ومن على صفحات الانباط تقول العقبة لمليكها في عيد ميلاده الميمون : " كل عام وانت دائما بالف خير ".