قال البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس و سائر أعمال فلسطين و الأردن، إن القدس هي مفتاح السلام في المنطقة و ربما العالم أجمع، و أنه لن تكون هناك حلول سلمية دائمة وعادلة ما لم تكن القدس في جوهرها.
وجاء ذلك خلال استقبال غبطته لوفود متضامنة معه و مع الكنيسة الأرثوذكسية جراء الأعتداء الذي تعرض له موكب غبطته في السادس من الشهر الجاري في مدينة بيت لحم أثناء توجهه و الوفد المرافق الى كنيسة المهد لترؤس الشعائر الدينية لاحتفالات عيد الميلاد حسب التقويم الشرقي.
وأكد أن الوفود التي تأتي الى مقر البطريركية من كل أصقاع الأرض و خاصة الأراضي المقدسة لتُظهر دعمها للكنيسة الأرثوذكسية "أم الكنائس" على خلفية الاعتداء في بيت لحم، إنما تؤكد أن ابناء الكنيسة الأرثوذكسية و الكنائس الشقيقة و إخواننا المسلمون يمتلكون من الوعي والعقلانية ما يمكنهم من تجاوز الحملات التضليلية التي تقف خلفها جهات استيطانية متطرفة، ليعبروا عن ثقتهم بأن الكنيسة الأرثوذكسية و رئاستها الروحية تسير على الطريق الصحيح في الحفاظ على الأوقاف و الأملاك الأرثوذكسية و الوجود المسيحي الأصيل في الأراضي المقدسة، مشيراً الى أن حادثة الاعتداء في بيت لحم لن تمر مر الكرام و أن لجان من أبناء الرعية الأرثوذكسية تدرس حالياً سبل التعامل مع هذا الاعتداء الذي جاء نتيجة حملة تضليل و تشهير كاذبة تتعرض لها "أم كنائس" العالم.
وشدد على أن السلام في الشرق الأوسط يحتاج الى إرادة سياسية حقيقية نابعة من الإيمان بأن حياة الإنسان و كرامته و أمنه هي أثمن من المكاسب السياسية الداخلية و المزايدات التي تدور في أروقة مُغلقة بعيدة عن حياة الانسان البسيط، وأننا نرى أن الفشل في تحقيق سلام حقيقي في المنطقة أساسه حسابات سياسية ضيقة و نزعة عنصرية لا ترى بأن البشر ولدوا متساويين.
وثمن دور الجهات الرسمية الأردنية و على رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية و المسيحية في القدس، و بطاركة و رؤوساء كنائس القدس، و مجلس كنائس الشرق الأوسط و مجلس الكنائس العالمي و الفاتيكان و الأوقاف الاسلامية، لدعمها لبطريركية القدس في معركتها للدفاع عن العقارات و الحقوق الأرثوذكسية، لافتاً الى أن البطريركية المقدسية ستستمر في دعم جهود السلام و الوئام وحماية مقدساتها و اوقافها و أملاكها من كل طامع بغض النظر عن هويته و مكانته وقدراته التضليلية.