مشارقة : التدخل التركي عدوان صارخ على سوريا
سبايلة : الاتراك يدركون حقيقة الفخ المنصوب لهم
عمرو : تركيا تدافع عن حدودها عبرعملية عفرين
العتوم : تركيا تتخوف من إقليم كردستان مستقل
السفير التركي : تواصل على مستوى متدن مع دمشق
عمان - الانباط - علاء علان
استبعد محللون سياسيون انتهاء العملية العسكرية التركية التي تحمل اسم "غصن الزيتون" في مدينة عفرين السورية في الامد القريب، مرجحين ان تستمر لفترة طويلة.
ولم يستبعدوا في حديثهم للانباط بخصوص أبعاد العملية العسكرية التركية ان يكون هنالك فخ امريكي للاتراك من وراء تلك العملية.
المحلل السياسي د.عامر سبايلة قال ان هذه العملية متوقع ان تكون طويلة نظرا لطبيعة المعركة من تضاريس المنطقة وطبيعة القتال مع الأكراد بالنسبة لجيش نظامي مثل التركي.
واضاف سبايلة انه يصعب حسم المعركة بسهولة،مضيفا بأن أخذ تركيا لعفرين لا يعني ان المعركة انتهت.
وحول وجود فخ امريكي لتركيا قال سبايلة ان هذه العملية هي فخ لتركيا والاتراك يدركون ذلك ووقعوا بهذا الفخ بإرادتهم ويدركون ان عدم الذهاب لهذه المواجهة تعني على المدى المتوسط ان كل الاخطار التي يخشونها من تشكل كيان كردي ستنعكس على الداخل التركي، وبالتالي الاتراك اخذوا هذه الخطوة ويعرفون مخاطرها وهذا يعني اننا امام مشهد طويل الامد مليء بالمفاجات.
وحول سبب رفض تلك المعركة من اطراف عديدة ارجع سبايلة ذلك كون المعركة الوحيدة التي تحظى بشرعية هي المعركة ضد داعش واي معركة اخرى لا تحظى بشرعية والتركي يخوض معركة بالنسبة له معركة شرعية ولكن بالنسبة للاخرين لا يوجد لها شرعية.
واضاف سبايلة ان القضية الكردية تحظى بدعم الكثيرين وبالنسبة للولايات المتحدة الامريكية فالأكراد آخر حلفاء تبقوا لها في سوريا وهي التي استثمرت فيهم مؤخرا بالسلاح والتدريب.
وحول وجود مطامع لتركيا في سوريا قال سبايلة ان الدافع الاساس لتركيا هو درء الاخطار المسقبلية القادمة.
من جانيه يرى الاكاديمي واستاذ الاعلام د.تيسير مشارقة ان كل التسريبات الإعلامية حول المعارك التركية في الشمال السوري تقول إن كل الأطراف مستفيدة من هذه المعركة الطارئة والمحسوبة بدقة.
ووصف مشارقة التدخل التركي بالعدوان الصارخ على الأرض السورية،قائلا ان هذا الأمر يُحوّل تركيا من "صديق" أو "خصم "إلى "عدو".
وتابع مشارقة: العدوان له مبرراته التركية الاستراتيجية واللوجستية،وعربياً فإن العدوان الذي سيطول أمده (ضار) ولكن فيه منفعة على المدى البعيد.
وقال مشارقة ان الأتراك يحتاجون لمشاغلة الأكراد والاشتباك معهم لإضعاف شوكتهم المستقبلية ومنع إقامه أي كيانية كردية قد تمتد إلى الأراضي التركية.
وفي حديثه عن الاكراد قال مشارقة ان الأكراد يخسرون "المعارك الهوياتية ـ الكيانية" بسبب الإرتزاق والذيلية لكل من إسرائيل وأميركا،وأكراد سوريا وقعوا في ورطة العمالة للأميركان وحصولهم على الدعم العسكري والمالي من أميركا التي شكّلت (قسد) وهي القوات العميلة لأميركا وتمتثل لإيعازاتها.
وفيما يتعلق بوقت المعركة قال مشارقة ان معركة عفرين وشمال سوريا قد تطول لأن تركيا تريدها حرباً طويلة الأمد ومستمرة حتى تقوم بتهجير الأكراد من الشمال السوري وتوطينهم في مناطق متعددة في سوريا والعالم وتحويل الشمال السوري إلى منطقة عازلة خالية من الوجود الكردي وإنهاء الفرصة التي كانت سانحة لقيام كيانية كردية في الشمال السوري،وهذا الأمر ينسجم مع استراتيجيات النظام السوري وروسيا الحليفة له،وفقا لمشارقة.
المتخصص في الشأن الروسي د.حسام العتوم قال ان عملية غصن الزيتون في عفرين تنحصر في ملاحقة فلول " حماية الشعب الكردي" والعمل من أجل فتح منطقة امنة على الحدود مع سوريا و مع العراق.
واشار العتوم ان لدى تركيا تخوفا من ظهور إقليم كردستان مستقل،مضيفا ان هنالك مماحكة امريكيه لتركيا يضاف اليها عدم رضى سوري عن الحراك التركي يليه رقابه روسيه وتنسيق وإعلام مسبق لدمشق.
مؤسس حزب الحياة الاردني ظاهر عمرو قال انه بالنظر الى الجغرافية التركية وربطها مع عملية عفرين فإن النتيجة تقول ان تركيا تعمل للدفاع عن حدودها.
واستبعد عمرو ان تستغرق عملية غصن الزيتون في عفرين وقتا طويلا مرجحا ان تستمر لثلاثة اسابيع،لأنه في حال استمرت مطولا فستكون خطرا على تركيا وضد مصالحها،لأن البقاء مطولا في سوريا "مهلكة".
وعن الهجوم من عدة اطراف على تركيا بعد العملية قال عمرو ان تركيا نقطة مهمة وبدأت تأخذ منحنى منفصلا عن اوروبا وحلف الناتو ويوجد اطراف لها مصالح لتصفية الحسابات مع تركيا الان ولذلك يوجد هجوم على التوجه التركي في عفرين.
الى ذلك قدم السفير التركي في عمان مرات كراجوز خلال لقاء صحفي عقده الاسبوع الماضي في السفارة التركية بعمان دوافع بلاده من عملية غصن الزيتون في منطقة عفرين السورية المتاخمة للحدود مع تركيا.
واستعرض كراجوز في اللقاء الذي حضرته الانباط كافة الجوانب المتعلقة بالعملية.
وكشف كراجوز خلال اللقاء عن وجود قنوات اتصال بين دمشق وانقرة قائلا : "لا اتصال رسميا بيننا وبين النظام السوري ولكن ربما في الكواليس بمستويات متدنية هنالك بعض الاتصالات مثل الاردن".
وردا على سؤال الانباط حول وجود قنوات امنية بين دمشق وانقرة استبقت التحضيرات لعملية عفرين قال السفير :انه خلال مباحثات استانا جرى الاتفاق على تأسيس اربع مناطق خفض توتر احداها كانت في ادلب واخر اجتماع في استانا كان هنالك حديث عن هذا الموضوع وكان الممثلون عن النظام السوري هم الروس،ولا يوجد اي تواصل رسمي مع النظام السوري ولكن يوجد ممثلون لهم مثل الروس ولربما يكون التواصل غير مباشر بعدة مستويات ولكن على مستوى عال لا يوجد تواصل".
وبخصوص توسع العملية وتوجه تركيا الى غرب الفرات حيث التواجد الكردي قال كراجوز ان هدف العملية الرئيسي هو تحييد العناصر الارهابية،والعملية ستستمر لحين تحييد كافة العناصر الارهابية،ورئيس الجمهورية في حديثه لم يعط تاريخا للعملية ولا حدود جغرافية لمنطقة محددة،وبالتالي هي مفتوحة من ناحية الوقت والجغرافيا.//