في أول زيارة للقدس لمسؤول أمني عربي بعد قرار ترامب
الزعبي وزير أمني في قداس ديني... رسائل سياسية أردنية
تجول في رام الله دون مرافقة سياسية فلسطينية وزار مدنًا كانت تحت السيادة الأردنية
رد عملي على ترامب وتأكيد على الوصاية الهاشمية بزيارة بيت لحم والقدس بشكل علني
عمان – الأنباط - علاء علان
تجول وزير الداخلية غالب الزعبي وسط محافظة رام الله دون مرافقة سياسية فلسطينية واقتصرت المرافقة على الطاقم الامني الذي يخرج لمرافقة أي شخصية بارزة تزور فلسطين.
وقام الزعبي خلال جولته بتداول الحديث مع الفلسطينيين والتمعن جيدا في جدران المدينة الاقرب للقدس،والتي كانت ما قبل قرار فك الارتباط تحت السيادة الاردنية.
وبحسب ما علمت الانباط من مصادرها فإن جولة الزعبي كانت في منطقة مزدحمة في مدينة رام الله بالقرب من الدوار الشهير المعروف باسم "دوار المنارة"، مما يدلل ان هنالك رغبة اردنية بقراءة الرأي العام الفلسطيني الرسمي والشعبي في المدينة التي يعيش ويعمل بها فلسطينيون من مختلف محافظات وقرى الضفة الغربية.
ويُعتبر بذلك الزعبي اول وزير اردني يمشي في شوارع رام الله(وسط البلد) المزدحمة منذ قرار فك الارتباط بين الضفتين من دون مرافقته من قبل شخصيات فلسطينية سياسية بارزة.الوزير الزعبي الذي ولد قبل نكبة فلسطين والاعلان عن قيام دولة الاحتلال،كان عمره عند فك الارتباط 45 عاما، وللمصادفة فقد كان الزعبي في احدى مراحل وحدة الضفتين نائباً عن الضفة الشرقية والدائرة الأولى في محافظة البلقاء.
الى ذلك لا يمكن قراءة دلالة زيارة وزير الداخلية غالب الزعبي لفلسطين المحتلة وتحديدا لثلاثة اماكن ذات بعد سياسي وديني من زاوية واحدة ،فعند زيارة مدينة بيت لحم والمشاركة بالقداس وزيارة المسجد الاقصى المبارك في القدس فتأتي هنا الدلالة الدينية السياسية للتأكيد على الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية والرد بشكل عملي على القرار الامريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وهو ما يرفضة الاردن وغالبية دول العالم.
الواجهة الاولى للزعبي كانت محافظة بيت لحم القريبة من عاصمة فلسطين القدس حيث حضر الزعبي مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني ، قداس منتصف الليل بكنيسة المهد في بيت لحم الذي أقامته الطوائف المسيحية الشرقية في فلسطين، بمناسبة الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد، وفقا للتقويم الشرقي لطوائف بطريركية الروم الأرثوذوكس، ومطرانية السريان، والأقباط، والأحباش الأرثوذوكس.
كما التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش مشاركته في احتفالات أعياد الميلاد بالوزير الزعبي في قصر الرئاسة الفلسطيني في بيت لحم.
من ناحيته اكد رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمدالله في كلمته خلال استقبال الزعبي على الدور الرياديّ الذي يضطلِع به الأردن في الانتصار لِحقوق الشعب الفلسطيني ونضالاته في كافة المحافل الدولية، ورفضه لأية خطوات أُحادية لفرض حقائق جديدة لتغيير وضع ومكانة القدس.
وكان في استقبال الزعبي والوفد المرافق له سفير الاردن في فلسطين خالد الشوابكة وبحضور النائب في الكنيست د.احمد الطيبي واللواء حازم عطالله مدير عام الشرطة الفلسطينية، ورجل الاعمال الفلسطيني بشار المصري.
وبالعودة لزيارة الزعبي لمدينة القدس والمسجد الاقصى المبارك فتُظهر الصور المنتشرة في المواقع الاخبارية انه لم يرافق الزعبي شخصيات فلسطينية بارزة من السلطة الفلسطينية وذلك خلال زيارته للمسجد الاقصى،حيث رافق الزعبي مدير المسجد الأقصى الشيخ عزام الخطيب،كون دائرة أوقاف القدس تابعة لوزارة الأوقاف الاردنية، وهي المسؤولة عن المسجد الأقصى بموجب القانون الدولي واتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، التي أعطت الأردن حق الوصاية على القدس والمقدسات الإسلامية.
وتأتي زيارة الزعبي لمدنية القدس تأكيدا على تمسك الأردن في الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتجدد كذلك رفض اعتبار القدس المحتلة عاصمة للاحتلال،وتعتبر تلك الزيارة الأولى لمسؤول عربي وأردني بهذا المستوى للمسجد الأقصى، منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مطلع كانون الأول من العام الماضي اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأمر بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إليها.
زيارة الوزير الزعبي لفلسطين تعتبر الثانية المعلنة له حيث كانت الزيارة الاولى عندما شارك في شهر آذار من العام 2017 مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني في الاحتفال الذي أقيم في كنيسة القيامة في القدس الشريف، بمناسبة إعادة ترميم القبر المقدس، الذي كان جلالته أول المبادرين بالتبرع لترميمه والزيارة الثانية له هذا العام وهي الاولى لوزير عربي بعد قرار ترامب.
ويجدر بالذكر انه في العام 2012 زار وزير الداخلية الاسبق محمد الرعود فلسطين، تلاه حسين المجالي عندما كان مديرا للامن العام قبل يصبح وزيرا للداخلية بعدها.//