بداية حل السلطة الفلسطينية أم زلة لسان
الصفدي: القيادة الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين
تباينات في عقد قمة طارئة والمصريون لا يميلون اليها
تسريبات نيويورك تايمز تلقي بظلالها على المشهد
اللقاء الوزاري متأخر عن الاجراءات الصهيونية على الأرض
الأنباط: قصي أدهم
ليست زلة لسان بالتأكيد من وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، القفز عن أي اطار فلسطيني مقصود بالدعم الذي ستقدمه الدول العربية «للقيادة الفلسطينية» الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، فالوزير الذي لم يعرف عنه زلة اللسان، لم يحدد اذا ما كانت القيادة الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد ام أنها السلطة الوطنية، أم انها منظمة التحرير الفلسطينية، فالقيادة لم تكن يوما ممثلا شرعيا ووحيدا بل هذا الوصف كان ملتصقا بمنظمة التحرير الفلسطينية الغائب حتى كتابة هذه السطور عن المشهد الفلسطيني والعربي.
اشارة الصفدي الذي كان يتحدث بطلاقة معهودة ويقرأ عن بيان مكتوب تجاوزت السلطة والمنظمة في ضربة واحدة، فهل بدأ العرب فعلا في التحضير لانهاء السلطة الوطنية الفلسطينية رغم ورودها في أكثر من موقع في حديث الصفدي ام انها رسالة مشفرة الى الأقليم بكل تلاوينه وتفاصيله.
دعم القيادة الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد حسب الصفدي الغى الاطار الذي تقوده تلك القيادة، مما يعني ان ثمة قيادة للشعب الفلسطيني، لكن هذه القيادة دون اطار مرجعي وبالتالي يجب البحث عن اطار سياسي لهذه القيادة غير الاطر القائمة «السلطة والمنظمة» تحديدا وأن الصفدي تحدث عن رفع مستوى التصنيف الدولي للسلطة الفلسطينية الى مستوى «دولة» ودعم مشاركتها في كل الاتفاقيات الدولية التي امتنعت السلطة عن توقيعها بناء على نصائح امريكية او ضغوطات امريكية لمزيد من الدقة.
لقاء وزراء الخارجية العرب الستة في عمان شهد اكثر من ملاحظة كانت أولاها الاجتماع مع الملك عبد الله الثاني للوزراء الستة، قبل ان يلتقي الملك وزير الدولة المغربي منفردا، وكذلك القت تسريبات صوتية تحدثت عنها صحيفة نيويورك تايمز الامريكية مفادها ان ثمة اشارات ايجابية مصرية لقرار نقل السفارة الامريكية الى القدس، وقد اشعلت فضائية الجزيرة القطرية الاجواء بنشر هذه التسريبات.
آخر الملاحظات التي نفاها وزير الخارجية الأردني كانت بشأن التحفظ المصري السعودي على عقد قمة طارئة في عمان لبحث ملف موضوع القدس حيث اشار الى ان الموضوع ليس مطروحا على جدول لقاء الوزراء، ولكنه لم يستبعد امكانية طرحه في الاجتماع العام لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة نهاية الشهر الجاري، رغم اشتمام رائحة معارضة مصرية لعقد قمة طارئة والاستمرار في نظرية «التدحرج» في الاجراءات الدبلوماسية الى حين انعقاد القمة العربية العادية في الرياض خلال شهر آذار المقبل.
عبارة وزير الخارجية الأردني تفتح ابواب الاحتمالات «لحل السلطة الوطنية» كاجراء ضاغط ولكن بعد توفير الدعم الدولي لاقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية كرد فعل ديبلوماسي على قرار «ترامب».
وعلى نظرية لكل فعل رد مساوِ له في القوة ومعاكس له في الاتجاه والقوة العربية محصورة اليوم في الحل السياسي فقط، فرحلة البحث عن بديل للولايات المتحدة ليست رحلة بحث شاقة فلا يتوفر بدائل الا في الاتحاد الاوروبي وروسيا ومنظمة العمل الاسلامي وتحديدا تركيا.