برلين - وكالات
حذرت سلطات الرقابة المالية في ألمانيا من الاستثمار في العملة المشفرة "بيتكوين"، وذكر فيليكس هوفلد رئيس هيئة الرقابة المالية في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية أن "الأمر يدور حول عمليات مضاربة عالية تنطوي على خطر الخسارة الشاملة".
وأضاف: "من المتوقع أن تكون هناك تجاوزات تؤدي إلى خسائر فادحة"، داعياً المستثمرين إلى الحرص البالغ.
وأشار هوفلد إلى أنه يتعين على المستثمر أن يعلم "أنه من الممكن أن يخسر كافة أمواله في أسوأ الحالات"، وأعلن أن الهيئة ستتابع التطورات عن كثب، وستضع على عاتقها مهمة فهم كيفية التعامل مع هذا المجال، بحسب ما نقلته الوكالة الألمانية.
ويأتي هذا بعد أن أطلق أخيراً أهم مسؤول في أسواق المال البريطانية التحذير الأقوى بشأن العملة الإلكترونية المشفرة "بيتكوين" ومخاطر الاستثمار فيها، قائلاً إن "على المستثمرين فيها أن يتأهبوا لخسارة أموالهم".
وقال رئيس سلطة السلوك المالي (FCA)، وهي الهيئة المستقلة المنظمة لأعمال أسواق الأسهم والسندات والبنوك والمؤسسات المالية والمصرفية في بريطانيا، إن "العملات الإلكترونية المشفرة ليست استثمارات آمنة، وإنما هي أقرب إلى المقامرة".
ومنذ بداية العام ارتفعت بشدة قيمة عملة "بيتكوين"، حيث قفزت من نحو ألف دولار إلى ما يقرب 20 ألف دولار، لتنخفض قبيل أعياد الميلاد في الغرب إلى 12 ألف دولار.
وكلما ارتفع سعر بيتكوين، تعالت الأصوات من أوساط سياسية وبنوك مركزية مطالبة بوضع قواعد منظمة لتداول هذه العملة، وحذر ينز فايدمان رئيس البنك المركزي الألماني، أخيرا من المخاطر التي تنطوي عليها عملة "بيتكوين"، حيث قال الإثنين الماضي في فرانكفورت "إنها استثمارات تقوم على المضاربة من الممكن أن تسفر عن خسارة الأموال".
وذكر فايدمان أن وصف عملة "بيتكوين" بأنها "عملة رقمية" مضلل، معتبراً أن "وسيلة الدفع يتعين أن تبدي استقرارا لقيمتها، وهذه السمات غير متوافرة في بيتكوين".
وتطلق السلطات التنظيمية في عدد من الدول تحذيرات حول "بيتكوين" الذي يتم التحكم فيها عبر شبكة من أجهزة الحواسيب التي تقوم بتحديث التعاملات على مجموعة متنوعة من منصات التداول في العالم، تتم حسابات العملة بمعادلات رياضية.
ورغم أن بنك إنجلترا المركزي قد أكد أن "بيتكوين" لا يمثل أي مخاطر على الاستقرار المالي، فقد أبلغ محافظ البنك مارك كارني أعضاء البرلمان البريطاني أنه يتوقع أن تناقش السلطات التنظيمية الدولية العملات المشفرة والدور المستقبلي المحتمل للعملات الرقمية في البنوك المركزية.
وكانت لجنة تداول السلع الآجلة في الولايات المتحدة قد أعلنت أنها ستسمح للمستثمرين بشراء وبيع العقود الآجلة بعملة بيتكوين، وتم طرح اثنين من العقود الآجلة بالفعل هذا الشهر، فيما اعتبره مراقبون خطوة نحو شرعنة العملات الرقمية في وقت تسرع فيه السلطات التنظيمية وتيرة مراقبتها للمنتجات ذات الصلة بالتقنية الجديدة.
لكن هبوط "بيتكوين" الجمعة جاء مدفوعا بقيام مؤسس عملة رقمية أخرى ببيع حيازاته من العملة، وقال تشارلي لي، مؤسسة عملة "ليتكوين" المشفرة إنه كان يبيع حيازاته كي يتجنب تضارب الأسعار التي يواجهها عند التحدث عن سعر العملة التي من الممكن أن تفيده على ما يبدو.
ويشير محللون إلى أن التحركات الدراماتية التي تحدث في نهاية 2017 تعني أنه من الصعب التكهن بما سيحدث في العام الجديد، في وقت يُتوقع فيه ارتفاع حجم التداولات في العملة الرقمية.