– يصادف الأحد 24 كانون الأول الذكرى الثالثة لسقوط طائرة الشهيد النقيب معاذ الكساسبة في الرقا معقل تواجد تنظيم داعش الإرهابي، حيث استذكر جودت شقيق معاذ التفاصيل الأولى للحادثة وأكد انه طلب قصف المنزل المتواجد فيه الشهيد معاذ.
وكتب جودت الكساسبة:
٢٠١٤/١٢/٢٤ في صبيحة ذلك اليوم الساعة الثامنة و الربع تقريبا ، اتصال هاتفي من مقرب لي يتصل ثلاث مرات متتالية،انا في المحاضرة ،عند اصراره اجبت المكالمة،جودت سقطت طيارة اردنية في مناطق داعش ، و الطيار كساسبة ، سالته مات مات ، قال لا ، الخبر من وين قال من سفارتنا في اسرائيل ، في ذلك اليوم سيارتي عطلانه عن الميكانيكي، ركضت في ساحة الكلية بحثا عن سيارة احد الزملاء لاخذها، شاهدت د.اوس القيسي و د.ايمن الرواشدة ، اخبرتهم و توجهنا سوية لقيادة سلاح الجو و عند البوابة الرئيسية اتصل مسؤول البوابة قائلا سيدي وصلوا اهله و هذا اخوه عندي، كانت كلماته اشد وقعا علي، في تلك اللحظات لم اشاهد صورا و لم اقرأ خبرا،توجهنا الى مكتب اللواء منصور الجبور،في مكتبه ضابطان برتبه لواء و عميد و مجموعة من الخرائط و صور جوية حية من الرقة السورية، قال لي قائد سلاح الجو معاذ الان في هذا البيت ، كان مكون من طابقين و طيراننا في الاجواء ، ننتظر وصول زميله لارضيه القاعده، خطر ببالي ان يصنع الدواعش بمعاذ ما كنت اشاهد عنهم ليقيني انهم الة صهيونية امريكية معادية للاسلام يستخدمون ضعاف العقول من المسلمين و الشبان من ذو الاسبقيات لتسليمهم سلطة في اراضيهم و ان يبطشوا بالابرياء كمجاهدين و ليسوا كمطلوبين في بلدانهم، استعمار عقلي و استخفاف عقدي، لربما في تلك اللحظات كانت قدرتي على التدبير و التفكير منخفضة جدا فطلبت من منصور باشا ان اقصف المنزل و معاذ والدواعش جميعا، كان قرارا متخبطا طائشا مني، عندها اتصل منصور باشا برئيس هيئة الاركان المشتركة و اخبره ان اخا الطيار و اسمه جودت و هو مدرس جامعي يطلب ان نقصف المنزل ، فرفض مشعل باشا الزبن رفضا تاما و بعد الرفض، انا اتصلت بوالدي ،كان اتصالا مرعبا ،كيف اخبرهم اذا ما علموا مسبقا، رد والدي بصوت مرتجف، شو فيه؟ اخبرته و كانه يعلم و لا يريد مغادرة البيت خشية امي والبنات و"حوسة الدار" قلت له يابا انه طلبت من قائد سلاح الجو يقصف البيت اللي فيه معاذ و كل الدواعش ، فصرخ بوجهي قال لا لا لا تتصرف من حالك، انت رب معاذ كاين.
عندها امي تصرخ معاذ مات مات ، ابوي بجاوب معاذ اسير حرب، و اسال الله انه وقع مع مسلمين. طلب مني زملائي مغادرة المكتب حتى لا نشغلهم فهم في حاجة للوقت و بعدها اتصل والدي بي" لاقوني على باب قيادة الجيش" و اتصلت بعمي قال انا بمكتب سمو الامير فيصل ، رأيت اناسا يبكون كنت اظنهم لن يبكوا في حياتهم من شدة بأسهم و جبروتهم ، و للقصة بقية و فصول كثيرة و لكنه جرح واحد و شأن معاذ عند ربه ، فاعلم انك قد دخلت التاريخ من اوسع ابوابه و رغم ان الكثير من يعتبروا انفسهم رجالات دولة الذين قللوا شأنا لك يا معاذ قد ادخلوا انفسهم في مزابل التاريخ .... اعلم يا معاذ ان اكثر من نصف مسلمي الكرة الارضية صلوا عليك صلاة الغائب و ان مسيحي الكرك و لا اعمم لاني لا اعلم قد اوقفوا اعيادهم عامين ٢٥/١٢ و ١/١ لانك ابنهم ، اما الاردنيين فقد بكوك دما و اما الاردنيات فما زلن يقصصن عن بطولتك حرقا، و اما والداك فالله المعين، و اما اخوانك و اخواتك و ذويك فالله اعلم بحالهم، و اما انت فأسال الرحمن ان يتقبلك مع الشهداء و اما القدس فحالها يبكيك يا زائرها ، و العرب حالهم يدميك .... رحمك الله و سلم على اخوانك و صحبك من شهداء الجيش و الاجهزة الامنية و من ضحوا بالغالي و الرخيص من اجل فلسطين و مقدساتها و الكرك و قلعتها و اربد و اهلها،و المخيمات و من لجأ اليها، اسال الرحمن ان يرزقني و اياكم الشهادة على اسوار القدس ، اللهم امين امين