ندوة المقاولين: كان بالامكان تجنب الفيتو الاميركي الأخير بخصوص القدس
عمان – الأنباط
أكد متحدثون في ندوة "الحقوق التاريخية للمسلمين والمسيحيين في القدس وبطلان قرار ترمب" نظمتها لجنة دعم صمود الشعب الفلسطيني في نقابة مقاولي الانشاءات الاردنيين ، ان قرار نقل السفارة الاميركية الى القدس يتعارض مع قرار مجلس الامن رقم 478 لعام 1980 الذي رفض قرار اعتبار القدس عاصمة الكيان الصهيوني ويرفض نقل اي بعثة دبلوماسية لها.
وكانت الادارة الاميركية حينها قد امتنعت عن التصويت على القرار ولم تستخدم حق النقض "الفيتو" ضد قرار مجلس الامن، فيما استخدمت الفيتو مؤخرا ضد مشروع القرار المصري المقدم لمجلس الأمن الدولي يرفض إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني مقابل موافقة جميع الدول الـ14 الأخرى الأعضاء في المجلس.
وتحدث في الندوة كل من نقيب المقاولين المهندس وائل طوقان ونقيب المحامين مازن رشيدات والنائب خالد رمضان والنائب السابق رولى الحروب ومطران القدس عطالله حنا وادارها مقرر اللجنة المهندس سالم صويص.
وانتقد متحدثون طريقة صياغة القرار المصري الذي قدم لمجلس الامن والذي مكن الولايات المتحدة من استخدام حق النقض، خاصة وانه كان بالامكان حرمان اميركا من استخدام الفيتو من خلال ذكرها ورئيسها كخصوم في القرار.
وقال نقيب المقاولين وائل طوقان ان القرار المتهور وغير المسؤول للرئيس الاميركي بنقل سفارة بلاده الى القدس من شأنه اشعال المنطقة برمتها كونه لم يراعي مشاعر الامة العربية بشقيها الاسلامية والمسيحية.
واضاف ان مستقبل القدس لاتحدده دولة او رئيس بل يحدده تاريخها وقدسيتها وارادة وعزم الاوفياء للقضية الفلسطينية التي ستبقى حية في ضمير الامة العربية.
ودعا طوقان الادارة الاميركية الى مراجعة حساباتها، معتبرا ان القرار الامريكي هو بمثابة "اعلان حرب مباشر وصريح ضد فلسطين والامة"، مشددا على ان القدس عاصمة ابدية لفلسطين، وعلى الوصاية الهاشمية الازلية عليها.
من جانبه قال المطران عطالله حنا ان اعلان ترمب المشؤوم لايقل خطورة عن وعد بلفور المشؤوم، كونه يتجاهل الحقوق العربية الاسلامية والمسيحية في القدس.
واضاف اننا لانتوقع ان تتغير الساسة الاميركية المعادية للعرب، وان الذي يجب ان يتغير هو الواقع العربي، معتبرا ان قرار ترامب يشكل اهانة لكل المسلمين والمسيحيين واحرار العالم.
واشاد بموقف الاردن ملكا وحكومة وشعبا، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني والمقدسات لن تكون لقمة سائغة للاحتلال.
من ناحيته استعرض نقيب المحامين مازن رشيدات قرارات اتحاد المحامين العرب خلال اجتماعه الاخير في القاهرة والذي تقرر خلاله اللجوء للمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية للتصدي لقرار ترامب، ومقاطعة البضائع الاميركية واللجوء للاتحاد الدولي للمحامين واتحاد المنظمات غير الحكومية واستخدام كل وسائل الضغط المناسبة.
وقال ان الشعب الفلسطيني البطل هو القنبلة النووية للشعب العربي وان فلسطين لن يتم تحريرها الا من قبل هذا الشعب لذا يتوجب دعمه ومساندته.
وقال النائب خالد رمضان ان الواقع العربي والصراعات العربية العربية والاتفاقات الموقعة مع العدو وانجرار النخب السياسية والاحزاب خلف امريكا ومؤسساتها وموقف دول النفط ساهم في اتخاذ قرار نقل السفارة الاميركية الى القدس.
واضاف انه عندما ضيقت التحقيقات الخناق على الرئيس الاميركي لجأ الى اللوبي الصهيوني لانقاذ رقبته فاتخذ قراره الاخير.
واعتبر ان قرار ترمب يشكل تحديا للاستراتيجية الاردنية "الارض مقابل السلام" وللوصاية الهاشمية على القدس.
وقالت النائب السابق رلى الحروب ان قرار ترمب لا ينفي الحق العربي الاسلامي والمسيحي في فلسطين والقدس، وان كل من يتعامل مع الادارة الاميركية سيكون شريكا لها في الجريمة.
ودعت الدول العربية الى الانسحاب من مجلس الامن او ان تعمل على تغيير نظامه، كما دعت الفصائل الفلسطينية الى الترفع عن الخلافات ووضع برنامج وطني لتحرير فلسطين، والى تشكيل لجان لدعم الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية.