قال مساعد الأمين العام لشؤون الأوقاف، مدير متابعة شؤون المسجد الأقصى، المهندس عبد الله العبادي، ان الأردن مستمر في وصايته على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس رغم قرار الرئيس الأميركي وظروف الاحتلال الإسرائيلي التي تسعى يوميا للنيل من هذا الدور.
جاء ذلك في محاضرة للعبادي اليوم الاربعاء نظمتها وزارة الطاقة والثروة المعدنية وحضرها وزير الطاقة الدكتور صالح الخرابشة وامين عام الوزارة اماني العزام وعدد من مسؤولي وموظفي الوزارة، عرض خلالها العبادي دور الأردن في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.
وأكد العبادي أن القرار الاميركي ليس له أثر قانوني على الأوقاف الإسلامية، وهي مستمرة في عملها في القدس على نفس النهج بغض النظر عن القرار.مؤكدا ان السيادة على الأرض في مدينة القدس لدولة فلسطين فيما الوصاية على الأوقاف للمملكة الأردنية الهاشمية.
وقال أن قرار ترمب الأخير ليس مخالفا فقط للشرعية الدولية وقراراتها فحسب، وإنما مخالف أيضا للقوانين الأميركية الوطنية، لأن القدس مدرجة على لائحة التراث العالمي، وهو ما يجعلها تراثا إنسانيا وعالميا، وأي شيء فيه تراث عالمي وإنساني يعتبر في القانون الداخلي الأميركي كأنه ممتلك خاص وله حرمة، ويجب عدم الاعتداء عليه .
الا ان العبادي أشار الى "تجرؤ" ملحوظ من قبل سلطات الاحتلال والمستوطنين ما بعد القرار على المقدسات من خلال تزايد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وعمليات تغيير الوضع القانوني القائم للمدينة المقدسة بمحاولة فرض الأمر الواقع بسياسة الخطوة خطوة لكي يتم التعود على رؤية واقع جديد.
واكد العبادي ان الرهان معقود على اهل القدس الذين يسطرون يوميا لوحات صمود تواجه محاولات الاحتلال الذي اخذ "يتجرأ ما بعد قرار الرئيس الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل على تغيير ما قائم في المسجد الأقصى وما حوله".
وعرض العبادي الدور التاريخي للاردن في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، وقال، ان وزارة الأوقاف ومن خلال منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" استطاعت الحفاظ على البلدة القديمة وأسوارها كممتلك مدرج على قائمة التراث العالمي الذي أدرجه الأردن عام 1981، وأدرجه على لائحة التراث العالمي المهددة بالخطر عام 1982، مشيرا الى أهمية قرارات المنظمة التي توازي بقوتها قرارات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وقال ان وزارة الأوقاف تشغل حاليا حوالي 860 موظفا في مدينة القدس وسيرتفع عددهم قريبا الى نحو الف، وان موظفي الوزارة مستمرون في عملهم كالمعتاد، وسيتزايد دورهم مستقبلا لمواجهة الخطر المتزايد الذي أوجده القرار الباطل، والذي يمكن أن يجر المنطقة لحرب دينية حذر منها جلالة الملك عبدالله الثاني مرارا، لأن القدس تمس عقيدة ومشاعر كل المسلمين والمسيحيين في كل أنحاء العالم.
وفيما يتعلق بالمسجد الأقصى قال العبادي ان مساحة المسجد تقارب 144 دونما وتشمل " ما دار عليه السور" بما فيها الأرض وما عليها من معالم وعددها حوالي 200 معلم ابرزها قبة الصخرة والجامع القبلي مستعرضا تفاصيل هذه المعالم واهميتها الدينية والتاريخية.
وعرض مراحل الاعمار الهاشمي في المدينة والمشاريع التي تنفذ في المسجد الأقصى والمدينة المقدسة والصعوبات التي تواجه تنفيذ هذه المشاريع من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال ان الاعمار الهاشمي في القدس هو "اعمار حجر وبشر"، ويشمل حوالي 1400 عقار وقطعة ارض في المدينة المقدسة.
وقال ان الرعاية الهاشمية للمسجد الأقصى مستمرة منذ اسراء الرسول عليه السلام، وتواصلت في عهد الشريف حسين بن علي، المدفون في الرواق الغربي للمسجد، وصولا الى الملك عبدالله الثاني الذي يتولى الوصاية التي تم تثبيتها باتفاقية مع دولة فلسطين في اذار 2013.
--(بترا)