الانباط - يدخل دوري أبطال أوروبا أدواره الحاسمة، بحلول مرحلة خروج المغلوب، التي قد تشهد مواجهات مثيرة، خاصة مع احتلال بعض الأندية الكبيرة المراكز الثانية بمجموعتها، أبرزها ريال مدريد، حامل اللقب في الموسمين الماضيين.
ووفقًا لهذا السيناريو، قد يواجه النادي الملكي منافسين من العيار الثقيل، ومن بينها مانشستر سيتي، الذي تصدر مجموعته بقوة، والذي يأكل الأخضر واليابس في إنجلترا.
وإن كشفت القرعة النقاب عن مواجهة كهذه، فهذا قد يعيد للبلانكو ذكريات قريبة ليست سعيدة، ففي بداية هذا الموسم، تمكن النادي الإنجليزي من هزيمة ريال مدريد بأربعة أهداف كاملة مقابل هدف وحيد، في مباراة ضمن الكأس الودية للأبطال، في الولايات المتحدة الأمريكية.
ف المقابل، ستحمل أيضًا ذكرى سيئة على الإنجليز، الذين خرجوا بصعوبة أمام النادي الملكي، في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، سنة 2016، بعدما تعادلا ذهابًا بدون أهداف، وفاز ريال مدريد في برنابيو بهدف دون رد.
ولكن هذه المواجهة قد تحمل معها لقاء اثنين من عمالقة التدريب حاليًا في عالم المستديرة، وهما زين الدين زيدان وبيب جوارديولا، باعتبارهما الأكثر شعبية، خاصة أنهما كانا لاعبين ناجحين مع الغريمين التقليديين، الأول مع ريال مدريد والثاني مع برشلونة، فهذه المواجهة تحمل ريح الكلاسيكو مع أن بيب يعمل حاليًا في بلاد الإنجليز.
ترقب مثل هذه المواجهة مشروع، فبعيدًا عن الخطط، هي تجمع بين فلسفتين كرويتين مختلفتين تمامًا، وناجحتين جدًا، الأولى مبنية على التعقيد والتدقيق في كل التفاصيل، والاستحواذ على الكرة ومحاولة السيطرة على المباراة بطولها وعرضها، واللعب في مناطق الخصم طوال 90 دقيقة.
ومع أن هذه الفلسفة فقدت شيئًا من رونقها مؤخرًا، إلا أنها استعادت الكثير منه مع بداية هذا الموسم والمستوى الهائل الذي تقدمه بعد مرور 15 جولة من البريمير ليج.
بينما الفلسفة الثانية، التي ينتهجها زيدان، فمبنية على البساطة، والبناء على الخطوط العريضة في الفريق، ومحاولة الفوز بالمباريات بالشكل الطبيعي، وإعطاء مساحة كبيرة لإبداع اللاعبين، وهذا يظهر حتى في تصريحات زيدان البسيطة والمباشرة، فإن سأله أحد عن تغيير ما أجاب بكل بساطة "أردت أن أهاجم، فأدخلت رأس حربة".
وهكذا فإن لقاء هاتين الفلسفتين المختلفتين والناجحتين، قد يكون أقوى المواجهات الممكنة في دور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا، وقد يصنفه البعض بنهائي مبكر، في ظل تألق الفريقين حاليًا، مع أن الملكي يعاني من تذبذب نتائجه في الليجا، إلا أنه في دوري الأبطال فريق أكثر شراسة.