سفارة بلا سفير تحذر رعاياها
"فيسبوكيون" ينددون بقرار ترامب عبر صفحة السفارة الأمريكية
واشنطن تحرج حلفاءها وتضعهم في موقف لا يحسدون عليه
سبايلة : العلاقة الأمريكية مع الحلفاء هي علاقة تبعية
قدرة التأثير المباشر للحلفاء على واشنطن محدودة جداً
عمان – الانباط – علاء علان
عبر "فيسبوكيون" عن رفضهم لقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، وذلك بالتعليق عبر الصفحة الرسمية للسفارة الامريكية على موقع الفيس بوك.
واستغل المعلقون آخر الاخبار المنشورة عبر الصفحة الرسمية للسفارة للتعبير عن رأيهم بالتأكيد على عروبة القدس العاصمة الابدية لدولة فلسطين.
ومن التعليقات التي رصدتها الانباط : " لو نقلوا العالم كله وليست "السفارة" فقط...و لو اعترف أيا من كان بأي شيئ يريده ، فلا شيئ سيتغير من الحقيقة الثابتة و الازلية بأن #القدس عربية و عاصمة أبدية لدولة #فلسطين.. هذا الأمر تربينا عليه، و سنعلم أطفالنا و أحفادنا عليه فالقضية لن تموت."وفي تعليق آخر "قرار ترامب بنقل السفارة مرفوض و مستهجن و يعتبر قرار عداءي ضد العرب و المسلمين . القدس محتلة و فلسطين للعرب فقط و لا حق لليهود بها . فلسطين و القدس لأهلها العرب . لا شأن لامريكا و اليهود بها . اخرجوا ايها اليهود من بلادنا . ارحلوا"،فيما عبر آخر بقوله " القدس عربية وستبقى كذلك".
الى ذلك وبعد قرار ترامب اصدرت السفارة الامريكية في عمان التي تعمل بلا سفير منذ شهور بيانا حذرت فيه رعاياها في الاردن وقالت فيه إن 'الإعلان الأخير بأن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتعتزم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، قد يثير احتجاجات، قد يكون بعضها عرضة للعنف."
السفارة الامريكية في عمان مارست بالفترة الماضية حملة علاقات عامة وتخدير عبر الحديث المستمر بأن قرار ترامب قيد النقاش ولم يصدر والان تبين عدم دقة ما كان يصدر عن السفارة وحتى بعد خروج السفيرة اليس ويلز منذ ما يزيد عن ثمانية شهور لم تقم السفارة الامريكية في عمان بتعيين سفير جديد،وهذا يعزز
الانطباعات السلبية الكثيرة التي بدات منذ تولي ادارة ترامب سدة الحكم.
المكتب الاعلامي بالسفارة الامريكية في عمان حاول مطلع العام الحالي امتصاص الغضب الشعبي اتجاه ملف نقل السفارة بالقول انه لا قرار بذلك حتى الان مع التأكيد على وجود مناقشات حول الموضوع وهذا ما كان يشكل قلقا كبيرا لدى الاردنيين لما تعنيه القدس للاردن اضافة للوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس،والآن اتخذت الادارة الامريكية قرارها دون اي اعتبار للدول العربية الصديقه لها.
ويظهر ان السياسة الامريكية تضع حلفاء واشنطن في موقف لا يحسدون عليه مما يجعل اطراف المحور الامريكي مضطرين للبحث عن تحالفات جديدة،وهو الامر المتوقع ان يروج له الساسة الاردنيون في المرحلة المقبلة.
وفي سياق متصل يقول المحلل السياسي د.عامر سبايلة في مقال له ان خطاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاخير الذي اعلن فيه نقل السفارة الامريكية الى القدس والاعتراف بالمدينة التاريخية عاصمة لاسرائيل، أظهر بوضوح اصرار ترامب على فكرة تفرده كونه الرئيس الامريكي الوحيد الذي استطاع ان يخرج القرارات الامريكية المؤجلة من الاطار النظري الى حيز التطبيق.
ويضيف السبايلة :" ان المتابع لطبيعة التحرك الامريكي يدرك ان الهاجس الوحيد لهذه الخطوة هو الموضوع الامني، و خطورة ارتفاع الكلفة الامنية الناتجة عن خطوة نقل السفارة الامريكية الى القدس و خطر ان يتحول الامريكيون الى اهداف انتقامية على المستوى الدولي. فالتحذيرات المتوالية التي تلقتها الادارة الامريكية من حلفائها للخطر الذي قد تتسبب به هذه الخطوة على المدى القصيرو الطويل اشارت بوضوح الى ارتفاع منسوب الخطر الامني مع ذلك اصرت الادارة الامريكية على اتخاذ هذه الخطوة مما يؤكد ان الولايات المتحدة اليوم لم تعد تأبه بحلفائها و نصائحهم او حتى مصالحهم."
ويختم سبايلة مقاله بالقول :" هذا الواقع الجديد يشير بوضوح ان حلفاء الولايات المتحدة هم المعنيون باعادة النظر في طبيعة التعاطي مع الادارة الامريكية و البحث عن مخارج للازمات الناتجة عن السياسة الامريكية، و لو ان الجميع يدرك ان العلاقة الامريكية مع “حلفائها” هي علاقة تبعية و ليست تشاركية مما يعني ان قدرة التأثير المباشر للحلفاء على واشنطن تبقى محدودة جداً."//
شرح الصورة : احتجاجات امام السفارة الامريكية في عمان بعد قرار ترامب