وافق المجلس على تبني البيان التالي الذي القاه رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة في بداية الجلسة الطارئة للمجلس المنعقدة حالياً في قاعة عاكف الفايز بدار المجلس.
وتاليا نص بيان مجلس النواب: بسم الله الرحمن الرحيم الزميلات والزملاء الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تأتي دعوتنا لهذا الاجتماع الطارئ لبحث تداعيات قرار خطير، آثاره تكاد أن تحطم آمال شعوب بأكملها بالحرية والاستقلال، بعد الإنتصار الأمريكي لدولة الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
وأمام هذا التطور الخطير فإنني أدعو الجميع إلى التجاوز عن خلافاتنا والوقوف صفا نيابياً موحدا للدفاع والتصدي عن القدس عاصمة السلام والأديان، وما تمثله من رمزية عربية وهوية إسلامية مسيحية لها رمزيتها وقدسيتها.
إننا ومن منطلق مواصلة دورنا الذي بدأناه باكراً في تعرية مواقف دولة الاحتلال وممارساتها العنصرية المتغرطسة بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، لندعو البرلمان العربي والإتحاد البرلماني العربي واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد اجتماعات طارئة لاتخاذ موقف جامع، فالأمر حقاً جلل، ولا يقبل التسويف والتأجيل، وعلينا جميعاً اتخاذ موقف لعله يعيد الأمر إلى جادة الصواب.
وعليه فإننا مطالبون كذلك بإرسال برقيات عاجلة للبرلمانات الدولية الشقيقة والصديقة لتوضيح خطورة القرار وتداعياته الخطيرة على المنطقة برمتها، وحثهم لممارسة الضغوط على إداراتهم السياسية أملاً في اسثتمار نفوذهم ومراكزهم للتواصل مع الإدارة الأمريكية وجميع الدول ذات التأثير الفاعل لثني الإدارة الأمريكية عن اتخاذ هكذا قرار ومدى خطورته على مستقبل السلام في المنطقة.
إن القرار الأمريكي إذا ما تم لايقوض فقط جهود العملية السلمية، ويهدم جهود سنوات من مفاوضات السلام، بل إنه يبعث برسائل الإنحياز للظلم على حساب الحق، ويعزز طاقات الإحباط لأجيال ما تزال تنتظر أمل العيش بأمن وسلام.
إننا في مجلس النواب نرى في القرار مدعاة لإحداث تطورات خطيرة في الشارع العربي عموما والفلسطيني خصوصا، ويؤجج مشاعرنا جميعا، وهو ما نحذر من تداعياته على المدى القريب.
إن أي خطوة أمريكية لا تنطلق من أساس حل شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، تعني لشعوبنا بأن هناك إهمال دولي واضح لأولوية الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لأن القدس هي مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
الزميلات والزملاء؛ إننا مطالبون اليوم بأن نقف صفا واحدا وأن نتحمّل جميعاً مسؤولياتنا وأن نقود حراكا سياسيا على جميع المستويات، وأن نتواجد في الميادين كافة، لأن الأمر إذا ما تعلق بالقدس فهو مساس برموز مقدسة ومحاولة للنيل من هوية جامعة، وتحطيم لآمال أجيال بأكملها.
وعلى العالم أن يدرك بأن أي مساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس، سيكون له آثار وانعكاسات ربما يصعب تفاديها، فحين يتعلق الأمر بأولى القبلتين وثالث الحرمين لن يمر هكذا على النحو الذي يقفز عن أحلام وتطلعات شعوب بأكملها.