الأنظار إلى إجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم:-
الانباط – عواصم ووكالات :- مامون العمري
يناقش وزراء الخارجية العرب اليوم في اجتماعهم الطارئ، بطلب من السعودية، التدخلات الإيرانية في المنطقة، خاصة بعد هجوم الحوثيين على الرياض وتفجير أنبوب نفط في البحرين.
وكانت الأمانة العامة للجامعة تلقت طلباً من المملكة العربية السعودية لعقد الاجتماع، وأيدت الإمارات والبحرين والكويت الطلب السعودي الذي يستهدف تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة وانتهاكها سيادة الدول العربية، خصوصاً في سورية واليمن والعراق، ودعمها الكثير من الجماعات الإرهابية.
الانباط في عدده اليوم تتابع هذا الاجتماع وتجد فيه اجتماعا غير عادي في ظل التصعييد الايراني في المنطقة والتطورات في المشهد العربي عموما ، والمشهد اليمني والخليجي واللبناني على وجه الخصوص ، ونطالع ما كشفته مصادر مطلعة في الجامعة ، أن القرار المتوقع صدوره عن الاجتماع سيوجه رسالة قوية إلى إيران للكف عن تدخلها السافر في الدول العربية وعن تأجيج الصراع الطائفي والمذهبي في المنطقة، وعما تقوم به من رفع درجة الاحتقان والتهديد باستخدام القوة، وقالت المصادر إن مشروع القرار الذي تعكف الأمانة العامة للجامعة على إعداده، سيتضمن تأكيد ثوابت الموقف العربي من التدخلات الإيرانية في شؤون دول الجوار العربية.
وأوضحت أن بند "التدخلات الإيرانية في الدول العربية" بند دائم على جدول أعمال مجلس الجامعة منذ عامين، حيث أكدت قرارات مجلس الجامعة المتعاقبة إدانة هذه التدخلات ودعوة إيران إلى التوقف عنها نهائياً، ويسبق الاجتماع الطارئ اجتماع تشاوري للجنة الوزارية العربية المعنية بالتدخلات الإيرانية في الشأن العربي، وتضم في عضويتها الإمارات ومصر والسعودية والبحرين والأمين العام للجامعة.
ولفتت المصادر إلى أن القرار المتوقع سيحدد الموقف العربي من الهجوم الصاروخي على الرياض ومن تفجير أنبوب النفط في البحرين، وسيتضمن القرار تكليفات محددة للأمين العام للجامعة بمتابعة الموقف.
كما وعلمت "الانباط " أن المملكة العربية السعودية ستبدأ تحركاً عربياً ودولياً ضد إيران وتدخلاتها في المنطقة العربية، والعمل على التصدي لهذه التدخلات وتقويضها للأمن والسلم العربي، واشارت المصادر أنه من المقرر أن يتم الاتفاق على تكليف ممثل المجموعة العربية في مجلس الأمن بتقديم شكوى مباشرة تجاه إيران، بسبب ممارستها العدائية ضد السعودية والبحرين، وتدخلاتها في الشأن العربي بصفة عامة.
المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد كشف ان التدخلات الإيرانية في الشأن العربي، ستكون محور اجتماع وزراء الخارجية العرب ، واشار الى ان الأزمة اللبنانية تعد عنصرا جديدا من أزمات المنطقة، مشدد على أن مصر لا تتعامل بمنطق الحليف، وإنما المصالح المشتركة والانفتاح على دول العالم.
الطلب السعودي جاء في مذكرة طلبت عقد الاجتماع لبحث "ما تعرضت له الرياض ليلة السبت الموافق الرابع من تشرين الأول 2017 من عمل عدواني من قبل ميليشيات الحوثي التابعة لإيران في اليمن، وذلك بإطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع من داخل الأراضي اليمنية، وكذلك ما تعرضت له مملكة البحرين من عمل تخريبي إرهابي بتفجير أنابيب النفط ليلة الجمعة" الماضي، فضلا عن "ما تقوم به إيران في المنطقة العربية (من أعمال) تقوض الأمن والسلم ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم بأسره".
مشروع قرار
إن الأمانة العامة للجامعة العربية، تعكف مع المندوبين الدائمين للدول العربية الأعضاء، تعكف على إعداد مشروع القرار الذي سيصدر عن مجلس الجامعة العربية، على مستوى وزراء الخارجية العرب، متضمنا تأكيد ثوابت الموقف العربي من التدخلات الإيرانية في شؤون دول الجوار العربية، والقرار يمثل أول رسالة عربية حاسمة وقوية لطهران، للكف عن تدخلها السافر في الدول العربية وعن تأجيج الصراع الطائفي والمذهبي في المنطقة، ويحدد القرار المرتقب، الموقف العربي من الهجوم الصاروخي على الرياض ومن تفجير أنبوب النفط في البحرين، وسيتضمن القرار أيضا تكليفات محددة للأمين العام للجامعة بمتابعة الموقف.
الاجتماع الذي سيرأسه محمود على يوسف وزير خارجية جيبوتى والذى ترأس بلاده الدورة الـ١٤٨ لمجلس الجامعة العربية منذ شهر أيلول الماضي، وسيلقى كلمة فى مستهل الجلسة الافتتاحية للاجتماع يحدد فيها منهجية التعامل مع إيران ومخاطرها .
كما يلقى الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، كلمة مماثلة يشرح فيها مواقف الجامعة العربية من إيران فى ضوء القرارات المتخذة سواء من قبل القادة العرب أو وزراء الخارجية فى السنوات الأخيرة، ومن المقرر أن يتحدث أمام الجلسة الافتتاحية عادل الجبير وزير الخارجية السعودية شارحا التداعيات الناجمة عن تدخلات طهران سواء فى شئون بلاده وما يمثله إطلاق الصاروخ البالستى الإيرانى الصنع على مطار الرياض الدولى أو فى شئون الدول العربية الأخرى بالذات فى اليمن ولبنان وتأثير ذلك على أمن واستقرار المنطقة.
وكشف المصدر الدبلوماسي العربي، أن الجلسة الافتتاحية للاجتماع الطارىء لمجلس الجامعة العربية، سوف يشهد كلمات لوزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين ومن يطلب الكلمة على أن تعقبها جلسة مغلقة لإجراء مناقشات معمقة حول ما تمثله إيران من مخاطر على الأمن القومى العربى.
ومن المقرر أن يخرج من الاجتماعين بيان لكل منهما يتضمن إدانة عربية واضحة للمماراسات الإيرانية وتدخلاتها بالمنطقة، ورفض دعمها للإرهاب وزعزعة الاستقرار بدول المنطقة ومنها لبنان واليمن والبحرين والخليج بصفة عامة.
شدد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على ضرورة الإجماع العربي مقابل كافة المشاريع المذهبية والطائفية المغلَفة بعناوين منافقة مثل الممانعة والمقاومة، لافتاً إلى أن الحل لمواجهة النفوذ الإيراني يكمن في الإجماع العربي.
وتتناغم تلك التصريحات مع ما أعلنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حول إيران وحزب الله ، اذ أكد أن المملكة ترد على سلوك إيران العدائي في لبنان واليمن
وأكد قرقاش، في تدوينات عبر "تويتر"، أن خيارات العرب واضحة جليّة حول هذا الموضوع وهي إما المراهنة على توجه عربي جامع، يرفض الهيمنة والطائفية والسطوة الإقليمية، أو الترويج لوصايات إقليمية مغلفة بمصطلحات المقاومة والمذهب والحزب
وأضاف أنه "في خضم التحديات الحالية يبدو راسخاً أن الخيار العربي هو الأسلم، فدونه سيطرة المذهب والحزب على حساب الأوطان الحرة وخطر تشظي ما تبقى لنا من موقع وكرامة"، مؤكداً أن "الاختبار عسير والحل في الإجماع العربي"
وتابع مشدداً على أن "الخطاب المذهبي المغلف بشعارات المقاومة والممانعة فلا يمثل بديلا للموقف العربي، فهو نموذج تعرى بنفاقه وازدواجيته وببعده المذهبي وسعيه لإخضاع العرب للنفوذ الإيراني."
وأضاف: "كيفما نظرت للأمر وجدت أن الإيرانيين يعملون بطريقة عدائية. نحن نرد على ذلك العداء، ونقول: طفح الكيل".
كما طالب بنزع سلاح حزب الله، وقال إنه فرع للحرس الثوري الإيراني، مشيرا إلى أن تحوله إلى حزب سياسي يساعد في استقرار لبنان.
مواقف عربية
يُواجه لبنان في اجتماع القاهرة غير العادي على مستوى وزراء الخارجية موقفاً حرجاً يتعلّق بموضوع «إدانة التدخّلات الإيرانية في المنطقة». وسيكون الأمر شبه عادي بالنسبة للبنان الذي بإمكانه إمّا التغيّب عن المشاركة في الاجتماع أو المشاركة فيه على مستوى تمثيل عادي المندوب الدائم لدى الجامعة، واتخاذ موقف متحفّظ منه يرتبط بخصوصية لبنان، على ما جرى في اجتماعات سابقة حول الموضوع نفسه… وبعدما اعلن رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون امس الاول "ان لبنان سيُلبّي الدعوة مبدئيا للمشاركة في الاجتماع الوزاري العربي الطارئ في القاهرة، واضعاً بذلك حدّاً للتأويلات الكثيرة التي هوّلت بان الاحد هو يوم الانفجار الكبير، ذلك ان الاجتماع قد يخلص الى سحب عضوية لبنان من الجامعة العربية، اوضحت اوساط قريبة من وزير الخارجية جبران باسيل رداً على التساؤلات حول امكانية حضوره الاجتماع، ام لبنان سيتمثّل بسفيره لدى جامعة الدول العربية، "ان باسيل ينتظر حتى يتبين مستوى المشاركة العربية في الاجتماع وتأكيد عدد من وزراء الخارجية حضورهم ليحسم قراره اما المشاركة شخصياً او تكليف ممثل لبنان في الجامعة بالحضور".ومن هنا، فإنّ لبنان من المرجّح أن يتمثّل في اجتماع القاهرة على مستوى وزير خارجيته، إلاّ إذا ارتأى الوزير باسيل في اللحظة الأخيرة عدم المشاركة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد محجوب أن العراق سيشارك "بفعالية" في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، الذي دعت له الجامعة العربية بشأن الوضع في لبنان.
وقال محجوب في تصريح خاص لـ"روسيا اليوم " إن وكيل وزارة الخارجية العراقية سيشارك في الاجتماع، مرجحا أن الوكيل الأقدم نزار الخير هو من سيمثل العراق في لقاء القاهرة.
ونفى المتحدث باسم الخارجية العراقية بشكل قاطع ما تردد من تقارير عن أن الوزير إبراهيم الجعفري، قرر مقاطعة الاجتماع لأنه من المتوقع صدور بيان يندد بسياسات إيران.
وقال محجوب :-" إن سياسة العراق تقوم على مبدأ احتواء الأزمة وعدم التصعيد ونهج لغة الحوار وأسلوب التهدئة" وأضاف " أن الوزير إبراهيم الجعفري، مرتبط بمواعيد مسبقة وجدول أعمال مقرر قبل الإعلان عن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب"، الذي سيلتئم غدا الأحد في مقر الجامعة العربية بطلب من السعودية.
ورسميا اعتذر وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني محمد الطاهر سيالة، عن عدم حضور اجتماع وزراء الخارجية العرب، لانشغاله في زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكونه ملتزمًا بارتباطات مسبقة في نيويورك وواشنطن، منها أعمال جلسة مجلس الأمن الدولي بخصوص الأزمة الليبية.
كما يشارك في أشغال المؤتمر الدولي حول الأمن والتنمية في أفريقيا بالعاصمة واشنطن، بدعوة من وزارة الخارجية الأمريكية، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية بحكومة الوفاق.
و قد كلف سيالة لطفي المغربي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية بالحضور والمشاركة نيابة عنه.
كما من المتوقع ان يغيب عن الاجتماع وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني المتواجد في واشنطن وبسبب الازمة القطرية – الخليجية المصرية ، ووزير الخارجية الموريتاني المتواجد ايضا في الولايات المتحده الامريكية ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة المتواجد في الصين .
لقاء للمجموعة الرباعية العربية
قالت مصادر دبلوماسية رفيعة، أن إجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ، المقرر انعقاده في القاهرة برئاسة جيبوتي (الأحد)، سيسبقه إجتماع المجموعة الرباعة الوزارية المعنية ب التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية والتي تضم السعودية ومصر والإمارات والبحرين .
وأوضحت المصادر بحسب صحيفة الشرق الأوسط، أن الإجتماع العربي الذي جاء بناء على طلب المملكة العربية السعودية، لبحث التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية الداخلية، سوف يرفض وبالإجماع الممارسات الإيرانية، وتدخلاتها في الشأن العربي، باستثناء قطر .
وأضافت المصادر أن الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب سيناقش كيفية التصدي للتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، وتقويضها للأمن والسلم العربي.