المهندس عامر الحباشنة
ما حدث خلال الاسبوع الماضي منذ الاستقالة المثيرة والغامضة لرئيس الوزراء اللبناني يدل على أن المنطقة وصلت لمرحلة تصفيات الدور قبل النهائي وأن دوري الربيع العربي قد قارب على الإنتهاء ، وأن احداث ما قبل تلك النهائية تتطلب مع القوى المحلية شيئا من الحركة كاشارة للتعبير عن فكرة نحن هنا، وعلى هامش الدوري الطويل والقاسي شهدنا و سنشهد كثيرا من الحركات الاستعراضية والاستدارات يقوم بها أطراف المشهد من فاعلين ومفعول بهم، وهذا ما يساعدنا على فهم حجم التغير والتبدل وبعض المشاهد المثيره.
وفي هذا السياق يقع لبنان الذي اعتاد على ان يؤدي دور الباروميتر وساحة الاستعراض التمهيدي لأي حدث، فحكومة توافق الأقطاب جاءت نتاج صفقة محليه إقليمية ودولية بدءا من واشنطن والرياض وطهران وشيئا من دمشق أنتجت جميعها الجنرال عون رئيسا للجمهوية، فمرر الجميع الصفقه ولكل طرف اهداف ونوايا دون التخلي عنها في الجوهر ، لكن مياه الاقليم لم تجر كما يجب مما تطلب قلب الطاوله لإعادة الاولويات، فالمربوط اللبناني والمحكوم بالتوافق والوكالات هو المكان الأنسب لإيصال الرسائل للمطلوق من حوله، لكن وكما يقال تستطيع أن تطلق الطلقة الأولى لكنك لا تستطيع ضمان تداعياتها، فمنطقنتا تفاعل مركباتها الكيميائية معقدة ومركبه، لذلك لم تستطع الاستقالة تحقيق أهدافها الظاهرة لأن قوى لبنان المحلية وباغلبها تصرفت بحكمة وهدوء لم يتوقعها كثير من المراقبين، وهذه دلالة على أن الرسالة وصلت بوضوح لمن ارسلت اليه خارج بيروت مما انعكس على أداء وكلائهم المحليين دون التغاضي عن أهمية حالة التوحد الداخلي تجاه الرئيس المغلوب على أمره وهذا حكمته أيضا معطيات داخليه من قبيل استشعار الخطر الموجب للانحناء للعاصفة.
وبجولة على سلسلة الفعل وردود الفعل الإقليمية والدولية إذا ما أضيف لها تصريحات الداخل وخصوصا مستشار الرئيس عون، اعتقد ان التمرين الذي شهدته الساحة اللبنانية جاء استكمالا لمجموعة من الاحداث والتوافقات السابقة ضمن خطة الجولة ما قبل النهائية إقليميا، وأن حادثة الاستقالة ليست مفصولة عن مشهد معقد ما زال يتفاعل ومن محطاته وقف تمدد الجيش السوري بحدود غرب الفرات وعسكرة الأتراك في إدلب وتحديد مجال المناوره في أربيل وبرنامج جنوب وغرب دمشق وتصعيد ما قبل الحل في اليمن والبدء باجراءات تحديد مجالات النفوذ الحقيقي لملء الفراغ الناتج عن غياب الدوله في العراق ونزع مخالب دمشق و برمجة حدود طهران.
الجوهر أننا نشهد المشهد قبل الأخير بعد أن استكمل الدوري بإسقاط بغداد وإخراج دمشق والهاء القاهره والباقي أدوات أو في أحسن الظروف كومبارس أو متفرجون لا حول لهم ولا قوه أمام رعاة الدوري ومنظميه.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.//