في ذكرى ميلاد الملك الحسين طيب الله ثراه
د. عصام الغزاوي
هذا المنزل المتواضع البسيط سواء من حيث المساحة او الحجم يقع في سفح جبل عمان ـ الدوار الاول ملك عائلة المعشر سكنه المغفور له باذن الله الملك طلال وعائلته عندما كان ولياً للعهد، يكاد يكون اقل تواضعا مما حوله مثل بيت منكو والبلبيسي والطباع ومرعي وحتى بيت الشريف شاكر بن زيد وغيرها من البيوت الفخمة، إنها دارة متواضعة تتألف من خمس حجرات مع غرفة استحمام واحدة تحيط بها قطعة ارض صغيرة، كل غرفة فيها تفتح أمامنا ابواب الذكريات، سواء لتلك الفترة الزمنية التي شهدت بدايات نهضة الاردن او بالنسبة للأشخاص الذين سكنوها وساروا في ممراتها، هذا البيت الذي ما زال قائماً شهد اجمل ولادتين في تاريخ الأردن ، فيه ولد وترعرع الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وفيه كانت ولادة الدستور الاردني، عاش الملك الحسين طفولته كغيره من الأطفال الاردنيين حياة عادية بسيطة، كان يشاطر أقرانه ابناء الحارة ألعابهم وحياتهم اليومية، ويتباهى بقيادة دراجته الهوائية التي كانت هدية من ابن عمه الملك فيصل قبل ان تضطر والدته الى بيعها بخمسة دنانير لحاجتهم للمال، كان مرافقه اثناء دراسته الإبتدائية المرحوم اسماعيل الطبشات الفرجات يرافقه سيراً على الأقدام من منزله الى الكلية العلمية الاسلامية، كانت هوايته إمتطاء صهوة حصانه الأبيض للتنزه حتى منطقة "الدوار الثاني" التي كانت وقتها آخر حدود عمّان. نعم رحل الحسين عنا لكن ذكراه عالقة في قلوب كل الاردنيين، ايها الغائب عن العيون الحاضر في القُلُوب، رحيلك ابكانا وادمى قلوبنا، لن ننساك ولن تعزينا الحروف، ولن تغيب وأنت أعطيتنا الكثير في حياتك .. وأعطيتنا الأكثر في (عبدالله) .. رحمك الله واسكنك فسيح جنانه مع الشهداء والصديقين والابرار// .