أنس الطراونة
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى الصين يوم الاربعاء استعدادا لاستقبال مضيفه الرئيس شي جين بينغ من اجل زيادة الضغط الصيني على كوريا الشمالية وبرنامجها النووي والصواريخ الباليستية. لكن من المرجح أن تنتهي هذه الجوله الدبلوماسية الشخصية بالإحباط ، لأن الرجل الشيوعي الذي يسميه صديقه إما لا يستطيع، أو لا يريد، القيام بهذه المهمة.
فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم دعوة الزعيم الصيني إلى قطع صادرات النفط عن كوريا الشمالية، على الأقل مؤقتا؛ لإغلاق الحسابات المصرفية الكورية الشمالية في الصين؛ وانهاء عقود عمل عشرات الالاف من الكوريين الشماليين الذين يعملون فى الصين.
في حين أن الرئيس شي بينغ قد يحاول أن يتحرك تدريجيًا في اتجاه دعوات ترامب ، حيث قال الخبراء الأمريكان أنه من غير المرجح أن يغير جذريا دينامية الصين مع كوريا الشمالية، وهي الدولة العميلة التي تفاقمت علاقاتها بشكل مطرد خلال عهد كيم جونغ أون.
أضاف المفاوض السابق لوزارة الخارجية الصينية في كوريا الشمالية " يانغ شيو " :"هناك خلافات كبيرة في طريقة التفكير بين الولايات المتحدة والصين حول كوريا الشمالية" واضاف "ان ترامب يفكر حول كوريا الشمالية بطريقة مبسطة جدًا، أي انه اذا قطعت الصين النفط، فان القضية النووية ستحل"!!.
في حقيقة الأمر زيارة الرئيس ترامب للصين هي الاختبار الأقسى حتى الآن والجريء ولكنه المميز أي أنه - إذا قدم الرئيس شي بينغ لأمريكا تنازلات ، مثل تأخير التحركات التجارية العقابية ، فيمكنه لاحقاً إقناع الزعيم الصيني بالتحرك عسكرياً ضد كوريا الشمالية بطريقة ما – نجِد هذا التفكير قائمh في سياسة ترامب من خلال حديثه السابق في هذه الزيارة لـِ كوريا الجنوبية ، حيث وجه الرئيس ترامب دعوة حثيثة للصين وكوريا الجنوبية ودول أخرى للتوافق معا لمواجهة كوريا الشمالية الذي وصفها بأنها نظام شرير يُجوِع ويُرهب شعبه - واصفاً ذلك بتجربة فاشلة مأساوية عبر التاريخ . كما أضاف ترامب قائلاً أمام الجمعية الوطنية في البرلمان الكوري الجنوبي : "أن من مسؤوليتنا وواجبنا مواجهة هذا الخطر معا لان الوقت الذي ننتظره حرج , فكلما ازداد الخطر انخفض عدد الخيارات".
بعض الخبراء والمراقبين الصينيين يقولون أن الرئيس ترامب فشل في فهم حدود النفوذ الصينى على كوريا الشمالية . على الرغم من أن الصين قاتلت إلى جانب كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة في الحرب الكورية 1950-1953 ولا تزال راعيها الاقتصادي الرئيسي، لكن البلدين بالكاد اصدقاء.
بعض الصينيين يطلقون على هذه العلاقة بين الصين وكوريا الشمالية "تحالفا مزيفا". حيث ليس لدى الجيشين علاقة عمل مشتركة. ناهيك عن أعدام الرئيس كيم عمه، جانغ سونغ – ثايك ، الذي كان بمثابة القناة الرئيسية بين كوريا الشمالية والقيادة العليا في الصين.
قد يكون تأثير الصين على كوريا الشمالية قد تآكل جراء قرار السيد شي بينغ الشهر الماضي لاستعادة العلاقات مع كوريا الجنوبية، وهي خطوة عمقت شكوك كوريا الشماليه. إضافه إلى أنه منذ اكثر من عام ، شجعت الصين مقاطعة السلع الكورية الجنوبية وخفضت العلاقات احتجاجا على نشر نظام دفاع صاروخي امريكي الصنع. لكن الصين بدلت رأيها واعربت عن ارتياحها الشهر الماضي من ذلك حيث اتفقت الدول على انهاء النزاع في المنطقة.
يشير مسؤولون في بكين وواشنطن إلى أن الصين اتخذت بعض الخطوات القابلة للضغط في كوريا الشمالية . فعقب اجراء التجارب النووية المتسارعة في الشمال الكوري واطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وافقت الصين على عقوبات اشد صرامة في الأمم المتحدة. كما واتفقت على قطع العلاقات المصرفية وانهاء شركات المشاريع المشتركة مع كوريا الشمالية والحد من تصدير وقود الديزل. وأغلقت الصين واردات الفحم في كوريا الشمالية في وقت سابق من هذا العام.
نستنتج أنه من بعد موافقة بكين على فرض عقوبات مشددة على كوريا الشمالية، فقد أصبح قطع النفط الخام واحدا من آخر ما تبقى من أسلحتها الاقتصادية المدمرة, بدعم وموافقة أمريكية دولية . لاسيما بوجود ترامب اليوم في بكين وضغطه عليها //.