الارهاب ... في منهاتن ... !!!
الحادث الارهابي الأخير الذي شهدته ضاحية منهاتن بوسط مدينة نيويورك يجسد نظرية الارهاب في كل مكان حيث لم يعد هناك مكان في العالم بعيد عن الارهاب الذي غطى القارات الخمس ولم يعد محصورا في الشرق الاوسط.
لقد تمكن الارهاب من اجتياز العقبات التي تحول دون انتشاره ووصوله الى كافة اصقاع الارض حيث استعاضت اخيرا عن القنابل والمتفجرات والمفخخات بحوادث الدهس التي تم في المدن والاحياء والشوارع المكتظة دون ان تلفت الانظار ودون ان تعرض القادمين والمغادرين الى نقل الاسلحة.
فالعمليات الارهابية التي شهدتها منهاتن تمت بمصرع العديد من المارة واصابة عدد آخر منهم بدهسهم بشاحنة في احد الشوارع دون اطلاق رصاصة واحدة رغم ان منفذ العملية كان بحوزته مسدسان عبارة عن لعب اطفال ... ولا يقل ضحايا حوادث الدهس الناجمة عن العمليات الارهابية عن ضحايا التفجيرات او المفخخات او عمليات اطلاق النار ... فقد بلغ عدد ضحايا جريمة منهاتن ٨ اشخاص بالاضافة الى ١٢ مصابا ...
المسؤولين الامريكيون لم يترددوا في وصف العملية الارهابية لا سيما وان الشاحنة عبرت المنطقة المخصصة للدراجات الهوائية حيث انتشرت الجثث والحقائب العائدة للمارة خاصة وان ملامح منفذ العملية شرق اوسطية ... رغم عدم وجود سوابق امنية له.
الدوائر الأمنية المسؤولة سارعت الى الربط بين منفذ العملية بعد القاء القبض عليه واعتقال عدد من معارفه والمحيطين به وتنظيم الدولة «داعش» الذي سبق وان نفذ عمليات عديدة في عدد من دول العالم بما فيها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا واسبانيا علما بأن منفذ العملية تلقى تدريبات على استخدام السلاح والتخطيط لتنفيذ عمليات ارهابية في الولايات المتحدة.
تكثيف العمليات الارهابية الي ينفذها داعش في كل مكان وخاصة في الدول الغربية ليس مفاجئا بل ان مضاعفة هذه العمليات وايقاع خسائر فادحة في الارواح والممتلكات امر متوقع بعد هزيمة داعش في مناطق عديدة خاصة في العراق حيث تتوقع الدول الغربية التي يقاتل بعض مواطنيها في صفوف داعش مثل فرنسا وبلجيكا والمانيا وبريطانيا عودة هؤلاء ما يثير الخوف والرعب لدى مواطنيها ودوائرها الأمنية من احتمال قيامهم بعمليات ارهابية داخل البلاد.
ورغم ان الولايات المتحدة ليس لها مواطنون يقاتلون في صفوف داعش الا ما ندر الا ان مخاوفها من عودة هؤلاء لا تقل عن كل من فرنسا وبلجيكا والمانيا حيث من اليسر والسهولة ان يزور هؤلاء المقاتلون من حملة الجنسية الاوروبية الولايات المتحدة وتنفيذ عمليات ارهابية في بعض مدنها وولاياتها ...
المخاوف لامريكية من قيام داعش بعمليات ارهابية من خلال خلاياه النائمة او الذئاب المنفردة تزداد في عهد دونالد ترامب الذي يجاهر بعدائه للاسلام والمسلمين واثارة النعرات الدينية ضدهم والذي لم يتردد في اعلان حالة الاسلام فوبيا واتخذ قرارات في منتهى القسوة والعداء للدول العربية والاسلامية من بينها منع الهجرة من عدد من الدول العربية والاسلامية الى الولايات المتحدة.
ترامب لا يزال في حالة مواجهة وصدام مع المحاكم الامريكية والرأي العام بسبب مواقفه المعادية للمسلمين وانحيازه الكامل للكيان الصهيوني ما حدا به الى الانسحاب من منظمة اليونسكو بسبب ماسماه معاداتها للكيان الصهيوني في ضوء القرارات التي اتخذتها لصالح القضية الفلسطينية فيما يخص القدس والمقدسات لا سيما القرار المتعلق باعتبار المسجد الاقصى تراثا اسلاميا خالصا لا علاقة لليهود به.
وفي ذات السياق ما الفائدة التي يجنيها تنظيم داعش من عملياته الارهابية في الوطن العربي او خارجه وفي الولايات المتحدة تحديدا سوى اثارة الرعب والتسبب بالدمار وسفك المزيد من الدماء البريئة التي لم ترتكب اثما او ذنبا؟!!
ما الذنب الذي يرتكبه المواطنون الابرياء في نيويورك او فلوريدا او تكساس او باريس او نيس او مدريد او هامبورغ ... !!!
العمليات الارهابية من شأنها تأجيج الصراع بين الدول العربية والاسلامية وغيرها من الدول الغربية والتوتر في العلاقات بين الجانبين ... بل ان هذه العمليات التي لا جدوى منها من شأها وقف التعاون بين العرب والمسلمين وغيرهم من الأمم والشعوب في وقت نحن احوج فيه الى التكنولوجيا واكتساب المعارف والعلوم من الدول التي سبقتنا في هذا المجال بالاضافة الى كسب تأييد دول العالم لقضايانا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ...
العرب والمسلمين حاربوا الارهاب بكل ما يمكن من قوة ويحرصون على الاساءة له شأهم شأن اعداد الاسلام ... !!!