كائنات تعيش في الميكروويف.. تحذير علمي خطير تحسين سرعة الإنترنت في منزلك: حلول فعّالة بدون تكلفة إضافية كيف استهدف الموساد الإسرائيلي “حزب الله”؟ صحيفة اسرائيلية تتحدث الذهنية السورية لم تأمن للأتراك يومًا، ولذلك كانت الزيارة سريعة انخفاض ملموس وأجواء باردة في عطلة نهاية الأسبوع 120 طنا مستوردات المملكة من البطاطا المجمدة كيف يمكن الاستفادة من الدرس الإندونيسي بالاستثمار؟ مكاتب استقدام توظف العاملات الهاربات فوضى ببيع الأدوية بدون وصفة طبية.. والمريض الخاسر الأكبر 3 مصانع كبيرة قيد الإنشاء في المملكة شبكة سكك حديدية.. بوابة جديدة للنمو الاقتصادي والربط الإقليمي قهوتنا الصباحية مع دولة الرئيس أحمد الضرابعة يكتب .. الأردن وغزة: بين الدعم الإنساني والتحرك السياسي لن نكون لقمة سائغة لأي مشروع نعم، لكل وردة وحبة شيكولاتة للأستاذ حسين الجغبير يكتب :الفريق الاقتصادي.. انتبه إلى الناس عملية دهس قرب مستوطنة واستنفار جيش الاحتلال السفير الطراونة يبحث تعزيز التعاون مع العراق بمجال الطاقة والغاز العيسوي يرعى احتفال نادي ضباط متقاعدي عمان باليوبيل الذهبي لتأسيسه بعد اشتباكات ومظاهرات.. حظر تجول في اللاذقية وحمص- فيديو

السعودية الجديدة

السعودية الجديدة
الأنباط -

أنس الطراونة

 

ما حصل بالأمس من زلزال داخل الشأن السعودي – اعتقالات لكبار رجال الدولة من الأمراء والوزراء الذين يشتبه بهم بجرائم فساد ماليه وغيرها – ليست غريبة على سياسة دولة تُبدل عباءتها القديمة بعباءة الحداثة والنزاهة, وترسم مستقبلا اقتصاديا وسياسيا كبيرا في المنطقة ضمن خطط ومشاريع كبيرة .

على ما يبدو أن الأمير الشاب محمد بن سلمان يقرأ التاريخ جيدًا ,  فالدول الصناعية الكبرى حينما قامت بثورة صناعية وتنويرية كان أول بداياتها بهذا النهج محاسبة الفاسدين والفساد , فالفساد هو شكل من أشكال الحروب لكن بصبغة داخلية مع احتمالية وجود دعم خارجي كما حصل مع العراق حينما دعمت ايران المعارضه والفاسدين العراقيين بكل انواع الفساد لتدمير وتفكك الدولة العراقية .

أحداث الاعتقالات داخل السعودية ليست وليدة أفكار اليوم بل مخطط لها منذ تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد , فاخر لقاءاته حينما سئل عن كيفية محاربة الفساد قال بصريح العبارة : " لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد , سواء كان أميراً أو وزيراً , ومن تتوفر ضده الأدلة الكافية سيحاسب " . 

في حقيقة الأمر قراءة هذه العبارات وغيرها بخصوص الشأن الإقليمي في ذلك اليوم , كانت كفيلة لتوضيح حقيقة "السعودية الجديدة" داخلياً وخارجياً . فمن أهم أبجديات نظريات العلاقات الدولية " إذا أردت تنظيم وفرض قوتك للبيت الخارجي يجب عليك ترتيب البيت الداخلي أولا" .

 فهذا ما تفعله السعودية الجديدة اليوم في خضم منافسات وتهديدات إقليمية لها تحديداً من الجانب الإيراني الذي يناور ويهدد أمن السعودية من خلال دول وميليشيات عربية أبرزها ميليشيات صالح والحوثيين وحزب الله  .

من وجهة نظر أخرى تزامن إسقاط صاروخ إيراني من طراز بركان  H2 موجه من اليمن إلى الرياض - مع تقديم استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري احتجاجاً على ممارسات وتدخلات ميليشيا حزب الله في الدول العربية بالاضافة إلى حملة الاعتقالات وتطهير السعودية من الفاسدين – جميعها بعثت رسائل اقليمية ومحلية بأن السعودية قادرة على احتواء الأزمات سياسياً وعسكرياً في داخل وخارج المملكة .

آن الأوان لدول جوار السعودية وتحديداً الأردن ومؤسساتها إن أرادت الإصلاح العملي وليس النظري , أن تقتدي بتحركات السعودية بمحاربة الفساد بقبضة حديدية دون مجاملة اوخشية من أحد , فمحاربة  الفساد لا تقل كثيرا عن قيمة استخراج النفط وإنشاء الصناعات داخل الدولة , فأغلب الدول المتخلفة عن ركب الحضارة هي دول تعاني من استشراء الفساد داخل مؤسساتها .//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير