البث المباشر
الارصاد :منخفض جوي يؤثر على المملكة وأمطار متوقعة وتحذيرات. هل يفعلها الرئيس؟ حادثة تدمر وتبعاتها على الحكومة السورية الانتقالية. حسين الجغبير يكتب : متى نتعلم الدرس جيدا؟ الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان حوارية حول "تعزيز القيادة في ضوء الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة" قرارات مجلس الوزراء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرتي الخلايلة والعواملة جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني اللواء المعايطة يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، ويؤكد على تكامل الأدوار بين المؤسسات الوطنية شكر على التعازي عشائر العجارمة عامة… وعشيرة العقيل خاصة

"منتدى العصرية": د. عمار علي حسن في مساءلة نقدية للعقل العربي

منتدى العصرية د عمار علي حسن في مساءلة نقدية للعقل العربي
الأنباط -

"منتدى العصرية": د. عمار علي حسن في مساءلة نقدية للعقل العربي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

في أمسية فكرية استثنائية احتضنها مسرح المدارس العصرية في عمّان، رحّب الأستاذ الدكتور أسعد عبد الرحمن (رئيس منتدى العصرية الثقافي) بالحضور وبضيف "المنتدى"، واصفًا الأستاذ الدكتور عمار علي حسن بـ«الرجل المنغمس»، لا في الكتابة وحسب، بل في المجتمع ذاته، مستمدًّا فكره من التجربة الإنسانية المباشرة، لا من بطون الكتب وحدها. وأشار عبد الرحمن إلى أن الدكتور حسن مثال للمثقف الذي يرى أن نصف الإبداع يولد من حديث الناس، مؤكدًا أنه الكاتب الذي يغامر بالاحتكاك المباشر بشرائح المجتمع كافة، لينسج من تفاصيلها نصوصه ورؤاه الفكرية والسياسية.
وقدّم الدكتور أسعد ضيفه بوصفه باحثا وروائيًا مصريًا متميزاً مشيراً إلى تنوع كتاباته واهتماماته حيث جمع علم الاجتماع السياسي مع شغفه بالأدب ...وعليه، فان أعماله تتوزع بين الفكر والسرد والبحث العلمي، وتجمع بين الأدب والسياسة والاجتماع في مقاربة عابرة للنوع. كما نُشرت حول رواياته ودراساته أطروحات جامعية ورسائل علمية، وتُرجمت مؤلفاته إلى عدة لغات. ونال د. حسن عددًا من الجوائز والأوسمة، من أبرزها: جائزة الشيخ زايد للكتاب (2010)، وجائزة الدولة للتفوق في مصر (2012)، وجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في فرعي القصة القصيرة والرواية (2011 و2016)، وجائزة اتحاد كتاب مصر للرواية (2014)، وجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات، وغيرها من الجوائز التي رسّخت حضوره في المشهد الثقافي العربي.
قدّم الدكتور عمار علي حسن محاضرته بعنوان: «عيوب تفكيرنا نحن العرب: أصنافها، تبعاتها، وسبل مواجهتها»، موضحًا أن نصف العلم ونصف الخبرة يُستمدّان من أفواه الناس، وأن الإنسان يستطيع أن يضيف إلى عمره أعمارًا أخرى بالغوص في بطون الكتب والتفاعل مع الحياة معًا، مؤكّدًا أن النظريات الكبرى لا تولد في المعامل الأكاديمية فحسب، بل من "رحم الميدان ودنيا الناس".
استفاض الدكتور حسن في محاضرته معدداً وشارحاً مضامين عشرة عيوب للتفكير العربي، بدأها بـ الأدلجة التي وصفها بـ«الجدار الذي يختبئ خلفه المتكلم فلا يراه السامعون»، معتبرًا أن تحييد الأيديولوجيات شرط أساسي للتفكير العلمي الحر. ثم انتقل إلى عيب ندرة الأفكار الخلّاقة والركود الناتج عن غياب التراكم وسقوط النقاش في فخ التفكير الدائري، موضحًا أن التكرار والجدل العقيم يعيقان أي تطور معرفي. كما تناول عيب الشفاهية التي تُضعف التدوين والتحليل، وإساءة الفهم الناتجة عن انتقائية التلقي، والانحراف عن الجوهر حين يُستبدل النقاش العلمي بالجدل الهامشي.
وأضاف أن من العيوب أيضًا الاستعراض والشكاية، حيث يوظف البعض المنابر الفكرية لإظهار البلاغة أو بثّ المواجع بدلًا من إثراء النقاش، ثم تطرّق إلى عيبي التناقض والثرثرة باعتبارهما آفتين تنمّان عن غياب الانسجام الداخلي وضعف الانضباط الفكري، مؤكّدًا أن التفكير الرصين يتطلّب وضوحًا واتساقًا وتكثيفًا.
وختم الدكتور حسن محاضرته بالتفريق بين الفكر والعلم، موضحًا أن الفكر يسعى إلى بناء الوعي، بينما يهدف العلم إلى إنتاج المعرفة المنهجية، مشددًا على ضرورة إحياء «المعرفة الإيجابية» القائمة على النقد والتجريب والمساءلة، كمدخل لإصلاح التفكير العربي وتحريره من الدوائر المغلقة.
واختُتمت الأمسية بمشاركة واسعة من الحضور الكبير الذي قدم أفكاراً ومناقشات مثمرة اغنت الموضوع من خلال عقد مقارنات تاريخية ومعاصرة عن عيوب مشتركة بين العرب والشعوب الأخرى وقد توسع عدد من المشاركين (ومن ضمنهم د. اسعد عبد الرحمن) في عرض وبحث ما اعتبروه عيوباً في الشخصية العربية المعاصرة كما لمسوها من خبراتهم السياسية والإدارية الطويلة؛ والتي من أبرزها العجز عن الاعتذار وتصحيح الخطأ، وإهدار الوقت رغم تمجيده لفظيًا، والميل إلى مركزية القرار وغياب روح المبادرة. كما أشاروا إلى أن تضخم الأنا و"ضعف ثقافة التبرع والعمل التطوعي" من أبرز ما يعيق النهوض الجمعي، مؤكدين على أن هذه الاختلالات السلوكية والفكرية تشكّل الخلفية التي تُغذّي عيوب التفكير التي تناولها الدكتور عمار، من الأدلجة والركود إلى الثرثرة والانحراف عن الجوهر، لتتجلى صورة متكاملة لأزمة العقل العربي المعاصر، الذي لا خلاص له إلا بالنقد الذاتي، واستعادة روح المبادرة، والانفتاح على المعرفة المنتجة.
واختُتمت الأمسية بتكريم الدكتور عمار علي حسن بدرع "المنتدى"، تقديرًا لعطائه الفكري والسياسي والروائي، في أمسية تركت أثرًا فكريًا عميقًا لدى الحضور، وجسّدت تلاقي التجربة والمعرفة في أبهى صورها.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير