البث المباشر
أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة مديرية الأمن العام تطلق خدمة “التدقيق الأمني للمركبات” عبر الرقم الموحد "117111" موهبة استثنائية .. جامعة روشستر في دبي تقبل طالبا بعمر 12 عامًا وزارة الصناعة والتجارة والتموين تفوز بجائزة التميز الحكومي العربي .. أفضل وزارة عربية خبراء بمنتدى القطاع غير الربحي: الذكاء الاصطناعي يقود استثمارات خيرية تتجاوز 10 مليارات دولار عالميًا المساعد للعمليات والتدريب يلتقي وفداً عسكرياً سعودياً الصداقة الأردنية الإسبانية في الأعيان تلتقي السفير الإسباني المساعد للعمليات والتدريب يلتقي وفداً عسكرياً سعودياً رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل السفير القطري دوجان: الأردن ملتزم بحماية الاطفال من كافة أشكال الاستغلال الاقتصادي "الصناعة والتجارة" أفضل وزارة عربية

النواب عاتِبون على الحكومة

النواب عاتِبون على الحكومة
الأنباط -
النواب عاتِبون على الحكومة

د. عامر بني عامر

في السياسة، ليست كل المسافات خصومة، ولا كل الصمت رضًا، أحيانًا تكون الفجوة بين السلطتين مجرّد سوء تواصل لا أكثر، لكنها إن تُركت بلا معالجة، تتحوّل إلى جدارٍ صامت يعطّل الثقة، وهذا بالضبط ما تكشفه نتائج استطلاع راصد الأخير حول علاقة مجلس النواب بالحكومة بعد عامها الأول: مشهد من "العتب المتبادل” لا المواجهة، قوامه احترامٌ معلّقٌ على أمل تحسين أدوات التواصل.

فبحسب الأرقام، 57.6٪ من النواب يتوقعون أن تكون العلاقة مع حكومة جعفر حسان متوترة خلال عامها الثاني، و60٪ غير راضين عن مستوى التنسيق والتواصل بين الحكومة ومجلس النواب، هاتان النسبتان تشكّلان، في جوهرهما، مقياسًا دقيقًا لدرجة الثقة السياسية بين السلطتين: فالمشكلة ليست في الاختلاف حول السياسات، بل في غياب القنوات الواضحة للحوار والتفاعل.

ورغم هذا الانطباع الحذر، ما زال 63٪ من النواب يمنحون الحكومة تقييمًا إيجابيًا بين الممتاز والجيد، وهي نسبة أعلى من نسبة الثقة التي حصلت عليها من النواب عند تشكيلها 59%، بمعنى آخر، ليست هناك أزمة ثقة، بل رسالة عتب: النواب يريدون حكومة أقرب، وحكومة تتواصل مع مجلس النواب بالزخم نفسه الذي تتواصل به مع الميدان، حيث أظهرت الحكومة نشاطًا ميدانيًا واسعًا لكنه لم يُترجم بالقدر نفسه على مستوى التنسيق البرلماني.

يتحدث نوابٌ عن "وزراء لا يردّون على الاتصالات”، أو "مواعيد مؤجلة لأسابيع”، أو تعاملٍ رسمي يبدو باردًا وبعيدًا، وفي المقابل، يرى بعض الوزراء أن بعض النواب ما زالوا يقيسون العلاقة بمقياس "الخدمة الفردية”، لا بالشراكة في رسم السياسات، هذا التباين في التوقعات جعل العلاقة محكومة بالتصوّرات لا بالتفاهمات، وبالمشاعر لا بالآليات.

إن ما تحتاجه العلاقة اليوم ليس وسطاء ولا مجاملات، بل آلية مؤسسية منتظمة تُعيد تعريف التنسيق بين السلطتين: لقاءات مغلقة ومنتظمة، لجان اتصال واضحة، وأسلوب إداري وسياسي يوازن بين هيبة المنصب وواجب التواصل، فالوزير لا يجب أن يكون متاحًا دائمًا، لكنه مطالب بأن يكون حاضرًا باحترام، والنائب ليس خصمًا للوزير، بل شريكًا في الرقابة والمساءلة، لا في إدارة المطالب اليومية.

النواب اليوم عاتبون لا غاضبون.
لكن التجربة السياسية الأردنية علّمتنا أن العتب إذا طال، يتحوّل إلى فجوةٍ يصعب ترميمها، ولعل الفرصة ما زالت سانحة لتصحيح المسار، فالعلاقة بين السلطتين يجب ألا تكون تنافسًا على الشعبية، بل جزءًا من عقيدة الدولة في إدارة السياسة بعقلٍ حكيمٍ وحوارٍ دافئ، وهذه الدورة البرلمانية تمثل فرصة لتطوير هذه العلاقة وتعزيز دور البرلمان.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير