البث المباشر
أبو رمان: العقبة تمثل ركيزة محورية في مسار التنمية الاقتصادية نقاش موسع حول مستقبل الصحف الورقية والتحول الرقمي والتحديات المهنية الدور الحزبي المأمول تجاه تحديث الإدارة المحلية عمّان عاصمة للشباب العربي 2025.. إنجاز وطني يعزز مكانة الأردن في تمكين الشباب مؤتمر التغيرات المناخية والصحة: الأردن مؤهل ليقود الابتكار في المنطقة الأنفلونسر المصري عمرو الباز يزور السفارة الأردنية في القاهرة بعد زيارة سياحية ناجحة إلى الأردن عمر العنيزات الف مبروك توقيع اتفاقيات مراكز المنصة التكنولوجي في الشمال والجنوب المناطق الحرة تحصل على شهادة " ISO 31000 " في إدارة المخاطر أكبر ميناء في أوروبا يستعد لحرب محتملة مع روسيا تهديد أوروبي لإيران: عقوبات أممية إذا لم نحصل على اتفاق نووي رئيس الوزراء الفلسطيني: استعدادات لتنسيق جهود الإغاثة في غزة والتحضير لمؤتمر الإعمار الصفدي يرعى احتفال العلوم والتكنولوجيا بتصنيفها 461 على مستوى العالم ‎"‎لجنة العمل النيابية" تزور شركة العقبة لإدارة وتشغيل المواني وفد من نقابة المقاولين يزور دمشق لبحث تعزيز التعاون وزير الخارجية يبحث ونظيره الأرميني جهود وقف إطلاق النار بغزة الخريشا: جاهزية القاعات وانضباط الكوادر يعكسان نجاح خطة الامتحانات في لواء ناعور الاقتصادي والاجتماعي يطلق دراسة بعنوان أثر فرض الرسوم الجمركية على الصادرات الأردنية مشروع "ذاكرة المكان وجمالياته".. نقلة نوعية في برامج مهرجان جرش الثقافية "السميرات يرعى لقاءً متخصصًا حول تعزيز ثقافة البيانات ودورها في التحول الرقمي"

" الأم الأصيلة و اختطاف المقاومة ج١ "

 الأم الأصيلة و اختطاف المقاومة ج١
الأنباط -
" الأم الأصيلة و اختطاف المقاومة ج١ "

مهند أبو فلاح 

قال رب العزة و الجلال في محكم تنزيله العربي المجيد 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾. سورة المائدة - الآية 8
هنالك قصة مشهورة عن سيدنا سليمان عليه السلام  تتعلق بامرأتين ادعت كل منهما أنها أم لطفلٍ رضيع ، فعجز عن تحديد الأم الحقيقية، فأمر بتقسيم الطفل إلى نصفين لتعرف الأم الحقيقية من خلال ردة فعلها ، الأم الحقيقية تراجعت عن طلب تقسيم الطفل خوفاً عليه، بينما وافقت الأخرى على ذلك، فعرف سليمان الأم الحقيقية من خلال هذا الاختبار .

العدوان الصهيوني الغاشم على إيران في وقتنا الحاضر بحجة تشكيلها تهديدا وجوديا للدويلة العبرية المسخ أثار  موجة من السخط في صفوف الجماهير العربية التي استفزها صلف و عنجهية حكام تل أبيب المتورطين في حرب إبادة منهجية منظمة ضد أبناء شعبنا العربي الفلسطيني الحر الأبي في قطاع غزة منذ أكثر من عشرين شهرا في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذها أبطال المقاومة الفلسطينية هناك .

لكن شريحة لا بأس منها من الشعب العربي مازالت تنظر بعين الريبة الى ما يجري بين الطرفين على خلفية ما حدث في أقطار عربية أخرى على يد الميلشيات الموالية لإيران خاصة في كل من العراق و سورية و غيرهما من أقطار المشرق العربي و ما ازهقته من أرواح بريئة معصومة على خلفية طائفية و شعوبية .

إن المشاعر التي تنتاب هؤلاء المواطنين العرب التي يختلط فيها الشعور بالسعادة لما يتعرض له الصهاينة من جزاء و قصاص عادل على ما اقترفته أيديهم من خلال الضربات الصاروخية الإيرانية الموجهة إلى عمق الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة السليبة مع المرارة و الأسى و اللوعة لأن هذه الضربات تأتي من طرف متورط في شلال الدماء الطاهرة النقية التي أُرِيقت في أكثر من قطر عربي لا ينبغي له أن ينسينا حقيقةً مفادها أن معشر الشعب العربي الاصيل نحن هم حملة لواء المقاومة و الجهاد الاصلاء الذين تعرضوا للتهميش و التغييب و الإقصاء على أيادي من انتحلوا هوية المقاومة و أساؤوا إليها باشكال و صور متعددة و على رأس هؤلاء يقف نظام ولاية الفقيه في طهران الذي اختطف المقاومة بكل ما تحويه الكلمة من معنى .

تعود بنا الذاكرة إلى الوراء لأكثر من أربعة عقود من الزمن و تحديدا إلى سبعينيات القرن الماضى حينما كان نظام البعث الحاكم في عراق الرافدين الداعم و الحاضن للمقاومة الفلسطينية خاصة في لبنان الارز في مواجهة قوى اليمين الانعزالية اولا عام 1975 ثم في مواجهة التدخل العسكري الاسدي عام 1976 ثانيا ، و ثالثا و ليس اخيرا في مواجهة الاجتياح الصهيوني الاول لجنوب لبنان في شهر آذار/ مارس من العام 1978 حينما ارسل العراق المتطوعين للقتال بالالاف إلى الجبهة للتصدي الكيان الغاصب وغربان الشر و الإرهاب الصهيوني ، فماذا الذي حدث بعد ذلك ؟!!! 

بقدرة قادر و خلال أربع سنوات وصولا إلى العام 1982 انقلبت الآية رأسا على عقب فقد حدث ان العراق تعرض لغزوة صفوية شعوبية فارسية من قبل نظام الملالي الحاكم في طهران فتصدى لها بكل كفاءة و اقتدار رغم أن من أطلق تلك الحرب العدوانية الغاشمة هو آية الله الخميني زعيم الثورة الإسلامية في إيران الذي احتضنه العراق على مدار أربعة عشر عاما منذ العام 1964 و حتى العام 1978 منها 10 أعوام في ظل حكم حزب البعث العربي الاشتراكي منذ وصوله إلى السلطة في بغداد الرشيد في 17 تموز 1968، العراق في حينها رفض تسليم الخميني نفسه الى نظام الشاه محمد رضا بهلوي الذي أطاحت به الثورة الإيرانية في مطلع العام 1979 و رغم ذلك تلقى العراق جزاء سنمار من هذا الرجل .

العراق الذي تعرض مفاعله النووي المسمى تموز في منطقة التويثة جنوبي بغداد الى محاولة التدمير من قبل طائرات الفانتوم  " إف 4 " الأمريكية الصنع التابعة لسلاح الجو الإيراني في مطلع الحرب العراقية - الإيرانية و تحديدا في الرابع من تشرين الاول / اكتوبر من العام 1980 حيث لحقت به اضرار جزئية محدودة تعرض مفاعله النووي لغارة جوية صهيونية غادرة في السادس من حزيران / يونيو عام 1981 في غمرة انشغاله بالدفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي الكبير أدت إلى تدميره كليا ، حيث قام حكام تل أبيب بما عجز عنه حكام طهران قبل ذلك التاريخ بثمانية أشهر !!!!!
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير