البث المباشر
محادثات برلين الأمريكية–الأوكرانية تحقق تقدماً كبيراً تركيا: توقيف شخصين بتهمة ذبح الخيول وبيع لحومها في إسطنبول الارصاد :منخفض جوي يؤثر على المملكة وأمطار متوقعة وتحذيرات. هل يفعلها الرئيس؟ حادثة تدمر وتبعاتها على الحكومة السورية الانتقالية. حسين الجغبير يكتب : متى نتعلم الدرس جيدا؟ الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان حوارية حول "تعزيز القيادة في ضوء الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة" قرارات مجلس الوزراء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرتي الخلايلة والعواملة جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني

" الأم الأصيلة و اختطاف المقاومة ج١ "

 الأم الأصيلة و اختطاف المقاومة ج١
الأنباط -
" الأم الأصيلة و اختطاف المقاومة ج١ "

مهند أبو فلاح 

قال رب العزة و الجلال في محكم تنزيله العربي المجيد 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾. سورة المائدة - الآية 8
هنالك قصة مشهورة عن سيدنا سليمان عليه السلام  تتعلق بامرأتين ادعت كل منهما أنها أم لطفلٍ رضيع ، فعجز عن تحديد الأم الحقيقية، فأمر بتقسيم الطفل إلى نصفين لتعرف الأم الحقيقية من خلال ردة فعلها ، الأم الحقيقية تراجعت عن طلب تقسيم الطفل خوفاً عليه، بينما وافقت الأخرى على ذلك، فعرف سليمان الأم الحقيقية من خلال هذا الاختبار .

العدوان الصهيوني الغاشم على إيران في وقتنا الحاضر بحجة تشكيلها تهديدا وجوديا للدويلة العبرية المسخ أثار  موجة من السخط في صفوف الجماهير العربية التي استفزها صلف و عنجهية حكام تل أبيب المتورطين في حرب إبادة منهجية منظمة ضد أبناء شعبنا العربي الفلسطيني الحر الأبي في قطاع غزة منذ أكثر من عشرين شهرا في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذها أبطال المقاومة الفلسطينية هناك .

لكن شريحة لا بأس منها من الشعب العربي مازالت تنظر بعين الريبة الى ما يجري بين الطرفين على خلفية ما حدث في أقطار عربية أخرى على يد الميلشيات الموالية لإيران خاصة في كل من العراق و سورية و غيرهما من أقطار المشرق العربي و ما ازهقته من أرواح بريئة معصومة على خلفية طائفية و شعوبية .

إن المشاعر التي تنتاب هؤلاء المواطنين العرب التي يختلط فيها الشعور بالسعادة لما يتعرض له الصهاينة من جزاء و قصاص عادل على ما اقترفته أيديهم من خلال الضربات الصاروخية الإيرانية الموجهة إلى عمق الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة السليبة مع المرارة و الأسى و اللوعة لأن هذه الضربات تأتي من طرف متورط في شلال الدماء الطاهرة النقية التي أُرِيقت في أكثر من قطر عربي لا ينبغي له أن ينسينا حقيقةً مفادها أن معشر الشعب العربي الاصيل نحن هم حملة لواء المقاومة و الجهاد الاصلاء الذين تعرضوا للتهميش و التغييب و الإقصاء على أيادي من انتحلوا هوية المقاومة و أساؤوا إليها باشكال و صور متعددة و على رأس هؤلاء يقف نظام ولاية الفقيه في طهران الذي اختطف المقاومة بكل ما تحويه الكلمة من معنى .

تعود بنا الذاكرة إلى الوراء لأكثر من أربعة عقود من الزمن و تحديدا إلى سبعينيات القرن الماضى حينما كان نظام البعث الحاكم في عراق الرافدين الداعم و الحاضن للمقاومة الفلسطينية خاصة في لبنان الارز في مواجهة قوى اليمين الانعزالية اولا عام 1975 ثم في مواجهة التدخل العسكري الاسدي عام 1976 ثانيا ، و ثالثا و ليس اخيرا في مواجهة الاجتياح الصهيوني الاول لجنوب لبنان في شهر آذار/ مارس من العام 1978 حينما ارسل العراق المتطوعين للقتال بالالاف إلى الجبهة للتصدي الكيان الغاصب وغربان الشر و الإرهاب الصهيوني ، فماذا الذي حدث بعد ذلك ؟!!! 

بقدرة قادر و خلال أربع سنوات وصولا إلى العام 1982 انقلبت الآية رأسا على عقب فقد حدث ان العراق تعرض لغزوة صفوية شعوبية فارسية من قبل نظام الملالي الحاكم في طهران فتصدى لها بكل كفاءة و اقتدار رغم أن من أطلق تلك الحرب العدوانية الغاشمة هو آية الله الخميني زعيم الثورة الإسلامية في إيران الذي احتضنه العراق على مدار أربعة عشر عاما منذ العام 1964 و حتى العام 1978 منها 10 أعوام في ظل حكم حزب البعث العربي الاشتراكي منذ وصوله إلى السلطة في بغداد الرشيد في 17 تموز 1968، العراق في حينها رفض تسليم الخميني نفسه الى نظام الشاه محمد رضا بهلوي الذي أطاحت به الثورة الإيرانية في مطلع العام 1979 و رغم ذلك تلقى العراق جزاء سنمار من هذا الرجل .

العراق الذي تعرض مفاعله النووي المسمى تموز في منطقة التويثة جنوبي بغداد الى محاولة التدمير من قبل طائرات الفانتوم  " إف 4 " الأمريكية الصنع التابعة لسلاح الجو الإيراني في مطلع الحرب العراقية - الإيرانية و تحديدا في الرابع من تشرين الاول / اكتوبر من العام 1980 حيث لحقت به اضرار جزئية محدودة تعرض مفاعله النووي لغارة جوية صهيونية غادرة في السادس من حزيران / يونيو عام 1981 في غمرة انشغاله بالدفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي الكبير أدت إلى تدميره كليا ، حيث قام حكام تل أبيب بما عجز عنه حكام طهران قبل ذلك التاريخ بثمانية أشهر !!!!!
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير