الحسين حاملاً لقب السوبر الثالث في تاريخه بعد انتصار مستحق على الوحدات روسيا: إمكانية لقاء بوتين وزيلينسكي في المرحلة النهائية للمفاوضات مصر وقطر تؤكدان تواصل جهودهما الحثيثة في ملف الوساطة بقطاع غزة ?What If Humanity Chose to Listen ماذا لو...؟ شهداء وجرحى بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة الذهب يتراجع ويتجه نحو تسجيل مكاسب أسبوعية طفيفة أجواء حارة نسبيا في أغلب المناطق اليوم فواكه فعّالة في خفض الكوليسترول وتحسين صحة القلب طبيب يحذر من الإفراط في غسل اليدين طبيب يوضح سبب الحكة في الأذن الأردن يرحب بإعلان الرئيس الفرنسي عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية القوات المسلحة الأردنية تشارك في إخماد حرائق الغابات في جمهورية قبرص ليلة لا تُنسى في جرش.. ناصيف زيتون بين مواويل الحزن ونبض الجماهير البنتاغون يوافق مبدئيًا على بيع منظومة صواريخ سطح-جو متطورة الى مصر رئيس الوزراء يقدم التعازي لآل البكار الدكتور أكثم علي النسور ألف مبروك التخرج الأمن يكشف جريمة قتل سيدة في إربد السفير عبدالغني يقدم أوراق اعتماده للرئيس السريلانكي مستثمرون أردنيون يعتزمون زيارة دمشق لبحث فرص استثمارية في الطاقة وإعادة الإعمار

غدًا يتجه ضيوف الرحمن إلى عرفات "قلوب تهتف بالتلبية وأرواح تلامس السماء”

غدًا يتجه ضيوف الرحمن إلى عرفات قلوب تهتف بالتلبية وأرواح تلامس السماء”
الأنباط -
مع شروق شمس يوم الأربعاء تبدأ قوافل الحجيج بالانطلاق إلى مشعر عرفات، الركن الأعظم في رحلة الحج، في مشهد يتجلى فيه الإيمان بأبهى صوره وتتوحد الأصوات بالتلبية، والقلوب بالدعاء والأجساد بالخشوع وكأنَّ البشرية بأسرها تقف على صعيدٍ واحد لا فرق فيه بين لون أو جنسية أو مكانة.

يوم عرفة ليس مجرد موعد ضمن مناسك الحج بل هو قلبها النابض وميدان اختبارٍ روحي يضع الحاج في مواجهة صافية مع ذاته وخالقه، في هذا اليوم العظيم، يغتسل الحاج من دنياه ويتخفف من أحماله ويتضرع إلى الله بكل ما حملته سنوات عمره من أمنيات وأوجاع في لحظة صفاء نادرة لا تُشبهها أي لحظة أخرى في حياة الإنسان.

في عرفات يرتدي الجميع الرداء ذاته ويقفون على الأرض ذاتها وتتوحد الدعوات في هذا اليوم الذي يُباهي الله فيه ملائكته بعباده الواقفين، هو يوم الرحمة والغفران والعودة إلى الذات، وهو المشهد الذي وصفه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: "الحج عرفة”.

ولا تقتصر رمزية عرفات على الحجاج فقط، بل يعيش المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها هذا اليوم بروح خاشعة، صائمين مُتضرعين، سائلين الرحمة والمغفرة، كأنهم جزء من ذاك الجمع وإن اختلفت الأرض والحدود.

عرفة هو الموعد الذي ينتظره القلب قبل الجسد ويعيشه العقل قبل أن تطأه الأقدام، ففيه تتساوى الأرواح ويُمحى الماضي ويولد الإنسان من جديد على أبواب المغفرة والقبول ومن عرفات تبدأ الحكاية الأجمل: حكاية العودة لا من سفر بل من ذنوب ومن شتات الأيام ومن ثُقل الأيام.

غدًا، حين تبدأ الحافلات بالتحرك، وتُطلق التلبيات من كل زاوية لن يكون المشهد عبورًا عاديًا، بل إعلانًا إلهيًا بأن القلوب ما زالت تعرف الطريق.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير