الأنباط -
الحوارات: حالات الشفاء تحددها درجة المرض لا نوعه
قطامش: الوجبات السريعة وانتشار التدخين تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بالمرض
الأنباط – كارمن أيمن
صبح مرض السرطان من التحديات الصحية الكبرى في الأردن، حيث يعاني العديد من المرضى من صعوبة الحصول على العلاج نتيجة للفجوة التمويلية الكبيرة التي تعيق تقديم الرعاية اللازمة، وفقًا للإحصائيات الحديثة، فقد سجلت المملكة أكثر من 10,000 حالة إصابة جديدة بالسرطان، مع زيادة ملحوظة في إصابات الأطفال والشباب، مما يثير قلقًا متزايدًا حول أسباب انتشار هذا المرض، ومع تزايد هذه الأعداد تبرز الحاجة إلى تبني حلول فعّالة لتوفير العلاج والدعم المالي للمرضى، حيث يُعكف الآن على دراسة إنشاء صندوق تأمين وطني تكافلي يهدف إلى سد هذه الفجوة المالية وضمان حصول جميع المرضى على الرعاية الصحية المناسبة.
في السياق، أوضحت مدير عام مؤسسة الحسين للسرطان نسرين قطامش بأن الفجوة التمويلية لعلاج مرضى السرطان في الأردن وصلت إلى 270 مليون دينار، يأتي ذلك خلال جلسة حوارية نظمها المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالتعاون مع مؤسسة الحسين للسرطان، مشيرة لمساعيهم لسد هذه الفجوة، إذ تمثّلت باقتراح إنشاء صندوق تأمين وطني تكافلي اجتماعي لعلاج مرضى السرطان بشراكة من المواطن وأصحاب العمل والحكومة الأردنية، بحيث يقوم المقتدرين بالمساعدة في مبلغ معين ليستفيد منه غير المقتدرين حتى يتمكنوا من تغطية تكاليف المخصصات الخاصة بعلاج السرطان سواء كانت اعفاءات طبية أو من مختلف الجهات.
و بيّنت قطامش أنَّه تم تسجيل 10,770حالة إصابة جديدة من بينها حوالي 387 حالة لأطفال تحت سن ال15، نتيجة انتشار سلوكيات غير صحية بين الأردنيين لاسيما الشباب ترتبط بالطعام غير الصحي و إقبالهم على الوجبات السريعة التي تؤدي لزيادة الوزن، فضلًا عن التدخين وانتشاره بين الشباب والسيدات، إذ أوضحت أحدث الدراسات في مركز الحسين للسرطان بأنَّ الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالتدخين في ازدياد ملحوظ خاصّةَ بين السيدات، نظرًا لارتفاع نسبة المدخنات بكافة الأشكال، فضلًا عن تغيُّر الهرم السكاني الأردني بسبب زيادة متوسط الأعمار في الأردن، الأمر الذي يؤدي لارتفاع احتمالية الإصابة بالمرض لافة إلى أنه مرتبط بزيادة العمر.
و أكدت على الدور المهم لبرامج الوقاية الوطنية للكشف المبكر والتوسّع والاستثمار فيها بشكل أكبر، ف وفقا لقولها يكون متوسط عمر الإصابة والتشخيص بين الأردنيين عن عمر 57 سنة، أي أنَّ متوسط عمر الإصابة لدى الرجال 60 سنة، و لدى السيدات 54 سنة، مضيفةً أن أكثر أنواع السرطانات انتشارًا في الأردن ذكورًا و إناثًا تتمثّل بسرطان الثدي يليه القولون ثم الرئة والليمفاوي والمثانة، في حين أن سرطان اللوكيما يليه الدماغ ثم الليمفاوي هم الأعلى تسجيلًا للإصابة لدى الأطفال، فعلى الرغم من عدم تحديد الأسباب بشكل واضح إلّا أنّ العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة المتّبع يشكّل نسبة خطورة عالية.
و تابعت أن مركز الحسين للسرطان يحتل مركز مرموق في علاجه للسرطان وعلى مستوى عالمي، إذ حقق المركز السادس عالميًّا والأول في تصنيفه للعلاج خارج أمريكا وأوروبا، حيث تفوق نسب الشفاء والنجاح فيه النسب المحققة في المراكزالعلاج العالمية بمختلف دول العالم، فقد شهد مركز الحسين للسرطان تحسّن في نسب الشفاء فضلًا عن نوعية العلاج المقدم فيه، إذ تتجاوز نسب الشفاء 85% لسرطانات الأطفال، بينما سرطانات الكبار تكون وفقًا لمرحلة الاكتشاف، فقد تتعدى نسب الشفاء 85% في مراحل الكشف المبكرة.
من جانبه، أشار مساعد المدير العام لشؤون المرضى ومدير قسم الطوارئ في مركز الحسين للسرطان ومدير مركز سميح دروزة، الدكتور منذر الحوارات لـ "الأنباط"، أنَّ المركز استطاع تقديم الخدمات بجودة عالية وبمستوى مرموق سواء على الصعيد الطبي أو الخدماتي، ما أدى إلى زيادة الإقبال عليه من حيث عدد الحالات و بشكلٍ مضطرد، إذ
بلغت عدد الزيارات للعيادة خلال عام 2024، نحو 7304 زيارة و 6008 جلسة كيماوي و من مُختلف الجنسيّات.
و بيّّن أنه منذ تأسيس مركز دروزة، لجأ 3200 مريضا، أي بمعدل سنوي يقارب الألف مريض، فضلًا عن زيادة رضا المرضى بشكلٍ ملحوظ، وذلك بعد أن قامت شركة أجنبية بقياس مدى الرضا لدى المرضى، مضيفًا أنَّ الحالات التي يعالجها المركز تتعلق بالجهاز الهضمي بكافّة أنواعه، وسرطانات الجهاز البولي و سرطانات الثدي و الرئة بالإضافة إلى سرطان البروستات والمثانة، موكدًا على الجاهزية الكاملة لدى مركز دروزة بالتعاون مع مستشفى البشير و وزارة الصحة و مركز الحسين للسرطان، إذ يوفَّر الخدمات المتكاملة والأدوية المناسبة لعلاج مرض السرطان، حيث أنه لم يعد ينقص أي دواء يحتاجه المريض باستثناء بعض الأدوية التي تكون غير متوفرة بشكل عام.
و أكد الحوارات على أن أكثر السرطانات انتشارًا في مركز دروزة بالنسبة للسيدات يتمثّل بمرض سرطان الثدي، وأما بالنسبة للرجال ف يتصّدر سرطان القولون والرئة، إذ أوضح أنَّ حالات الشفاء تترافق مع درجة المرض أكثر من ترافقها مع نوعه، حيث يتشباكا في الوصول لنسب شفاء عالية، فعلى سبيل المثال تكون نسب الشفاء لسرطان الثدي عالية عندما يكون في المرحلة الأولى، بينما تتراجع هذه النسب في حالة تقدّم المرض في المرحلة الرابعة، وكذلك الأمر في بقيّة الأمراض السرطانية، منوّهًا على أن حالة الشفاء ترتبط بدرجة المرض التي تتعلق بمستوى وعي الأفراد و سرعة توجّههم إلى الطبيب في المراحل المبكرة من المرض لتحقيق نسب شفاء أعلى