الأنباط -
الأنباط – ميناس بني ياسين
تتجه أنظار الجماهير الأردنية والعراقية نحو مواجهة رياضية تُجسد الروابط العميقة بين الشعبين، حيث يتجاوز اللقاء حدود المنافسة ليعكس الأخوة التاريخية والتعاون المتجدد، ورغم حدة التنافس داخل الملعب تظل الروح الرياضية هي القاسم المشترك حيث يدرك الجميع أن نتائج المباراة لا تعكس سوى جزء بسيط من العلاقات الودية.
لكن في ظل تصاعد بعض الرسائل السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي، يتعين التأكيد على أن هذه الأصوات لا تمثل الإعلام الرياضي الحقيقي، وكلا البلدين يعملان على تعزيز صورة إيجابية تُبرز المحبة والتسامح مشددين على أهمية الالتزام بقيم الرياضة واحترام الخصم.
وتبقى الروح الرياضية هي الفائز الحقيقي، فالمباراة ليست مجرد تنافس، بل احتفال بالأخوة المتجددة، وأكبر تجسيد لذلك اللحظة التاريخية حينما ساعد فيها الأمير علي بن الحسين العراق في فتح ستاد البصرة كانت في عام 2018، عندما تم السماح للمنتخب العراقي باللعب على أرضه بعد سنوات من الحرمان، وذلك بصفته نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ولعب دورًا حاسمًا في دعم ملف العراق لإعادة فتح الاستاد، حيث قام بزيارة العراق ومتابعة الأمور عن كثب، ما يعني عمق العلاقات الأخوية بين الأردن والعراق.
إلى ذلك أكد رئيس الاتحاد الأردني للإعلام الرياضي أمجد المجالي أن الشقيقين يحملان تاريخ وأخوة وعلاقات تاريخية واستراتيجية على مر السنوات الماضية وبفضل القيادة الهاشمية والتوجيهات يتم النظر للعراق على أنها الشقيق ونموها واسترارها هو من استقرار الأردن، في كرة القدم فإنها تحمل المحبة والتسامح والروح الرياضية لكن لا يغني ذلك عن كون هذه المباريات تحمل نوعاً من المنافسة والمواجهة القوية.
وتابع، أنه من الضروري أن يضمن الجمهورين عدم الخلط بين المنافسة داخل الملعب وأن تتطور إلى خارجه ومن يفوز يقال له مبارك ومن يخسر يقال له حظ أوفر، والجميع يتمنى أن تكون البطاقتين من نصيب المنتخبين الأردني والعراقي، المنافسة مشروعة الفوز كذلك لكلا الجانبين.
وأوضح أن ما يحدث على مواقع التواصل الإجتماعي وما ينشر من مقاطع ودعوات للعنصرية لا يريده الجانبين، والمناكفات بطابعها هي من ضروريات اللعبة ولكن هذا لا يعني أن تخرج من طابعها وتتحول لأمور شخصية وتمس الدولتين، وهذا يشكل الجانب السلبي لا سيما وأنه إلى الآن الأجواء مشحونة نوعاً ما.
وأشار أن الإعلام الرياضي الحقيقي لكل منهما هو الذي يجب أن يبث الروح الرياضية والتوعية وأن تظل الأمور تحت إطارها الصحيح الرياضي داخل حدود الملعب فقط، وأن المنتخبين أخوة قبل المباراة وأثناءها وبعدها، مبيناَ أن ما يحدث على التواصل الاجتماعي لا يمثل الإعلام الحقيقي العراقي والأردني، وإنما مجرد أشخاص ليسو مرتبطين بالإعلام الحقيقي ويلبسون ثوب الإعلام لينشروا كل تلك الرسائل والصور غير الصحيحة.
في ذات السياق أكد رئيس الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية خالد جاسم أنه ورغم كل المتغيرات والعواصف والانقلابات السياسية في المواقف وفي المتغيرات في عالم السياسي لكن تبقى العلاقة بين العراق والمملكة الأردنية الهاشمية، علاقة راسخة و متعمقة و متجددة على مدى الدهر شاء من شاء وأبى من أبى.
وأضاف أن هذه علاقة مصيرية العراق هو العمق الاستراتيجي لـ الأردن والأردن هو رئة العراق دائماً وأبدا، مضيفاً أنه رغم كل ما يحدث مباراة كرة القدم من مناوشات ومناكفات بسيطة داخل المستطيل الأخضر وبين الجماهير، لا تغير من هذه الفلسفة الوجودية المترسخة المتجددة دائماً بين الشعبين العراقي والأردني لا سيما وأن مصيرنا واحد وآمالنا القومية مشتركة وداعمة ، وكرة القدم ربح وخسارة يجب أن يدرك الطرفين ذلك والحفاظ على عدم خروج المناكفات خارج الملعب والمدرجات وأن تكون بعيدة عن التعصب والكراهية.
وأوضح أن المنتخبين كلاهما يبحث عن فرصة ذهبية لركوب قطار المونديال وهذا حق المنتخبين، لكن بغض النظر عن معادلة الفوز والخسارة ينبغي على الاعلام من البلدين أن يرسخوا الثوابت التاريخية المتجددة وهي أنه لا فائز ولا خاسر في الموقعة القادمة.
وأعرب جاسم في ختام حديثه عن المحبة التي يكنها العراقيون لـ الأردن، متمنياً أن تنتهي المباراة في البصرة بالتعادل بين الشقيقين، وأن يقتنص كلاهما فرصة التأهل، بعيداً عن المشاحنات، مؤكداً في الوقت ذاته أن بطاقتي التأهل للمونديال ليست بالأمر الصعب وهذه أمنية المنتخبين ومن حق العراقي والأردني أن يتمنى الفوز والتأهل لمنتخبه.
وأكد الصحفي الرياضي مفيد حسونة أن مباراة الأردن والعراق مباراة بين الأخوة والأشقاء خارج وداخل الملعب وهذا يشهده التاريخ منذ الأزل ودائما ما كانت العلاقة بينهما وطيدة وتحمل الخبز والملح، مستغرباً مما ينقل في بعض الوسائل والمواقع التي تحاول تعكير صفو الأجواء بين المنتخبين، في وقت تعتبر المباراة تنافسية عالية تحمل أهمية الفوز للأردن والعراق للمنافسة على مقعد التأهل المباشر.
وتابع، التأهل لكأس العالم ليس جديد على المنتخب العراقي حيث سبق وتأهلو لكأس العالم في المكسيك عام 1986 بينما تعتبر نقلة تاريخية للأردن والكرة الأردنية وهنا تكمن أهمية المباراة للنشامى، ومن الطبيعي أن تحمل المواجهة البعض من المناكفات على مواقع التواصل الاجتماعي بين جمهوري المنتخبين حيث بدأت هذه المناكفات والمشاحنات بالتزايد بعد مواجهة المنتخبين في كأس آسيا في قطر والتي فاز بها المنتخب الأردني، وهنا يكمن دور الاعلام الأردني والعراقي في تهدئة الأجواء.
وبين أن أن دور التوعية يتمثل في فضائيات البلدين وإيضاح أن المباراة مجرد مباراة ليست إلا، من الضروري أن يعمل الاعلام الرسمي والإعلام الرياضي على تحمل المسؤولية ونشر الوعي وأن يظل اتجاه المباراة يصب في المواجهة فقط وعدم ذهابها إلى أماكن أخرى.
من جانبه أكد رئيس تحرير القسم الرياضي في وكالة الأنباء العراقية غازي الشايع لـ "الأنباط" أن المواجهة ستكون مهمة جداً وقوية وتتطلع لها الجماهير الأردنية والعراقية والحصول على نتيجة مشرفة ترفع من مكانة المنتخبين إلى الأدوار المهمة لغرض الوصول إلى كأس العالم، مضيفاً أن عداد المنتخبين جيد ولهما مكانة في الوسط الرياضي العربي والدولي خاصة بعد النتائج الأخيرة التي أحرزها المنتخبين.
وتابع أن ما يقوم به المنتخب العراقي استعداداً للمواجهة كبير ويواصل تدريباته في الجانب الفني وإعداد اللاعبين، حتى يقدموا شيء مشرف يفرحون به الجماهير العراقية كما هو الحال لدى المنتخب الأردني الذي يعمل بجهد لإعداد العدة والوصول لمستوى فني كبير لتحقيق نتيجة ترضي جماهير النشامى.
وأشار أن الإعلام العراقي يعمل بكافة إمكانياته على الاستعداد لاستقبال المنتخب الأردني الشقيق وجماهيره من شعارات محبة وأخوة بين البلدين، لا سيما وأن الأردن هو الشقيق لذا فإن الاعلام العراقي ملتزم بكل التوجيهات التي تضمن سير الأمور بشكل موفق، مؤكداً أنه من مهنية الاعلام العراقي أن يكون على الحياد لأنه بلد يستضيف المباراة ويجب أن يرحب بالبلد الشقيق بكل محبة، وهذا ما يدعو الانتباه إلى أن ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع من مقاطع وفيديوهات وكلام عنصري لا يمثل أبداً الاعلام العراقي ولا علاقة له بما ينشر وإنما فقط الاعلام العراقي الرسمي هو من يتحمل ويعمل بجهد للحفاظ على الأجواء الجميلة والروح الرياضية في أرض الملعب وبين الجماهير.
وأكد أنه من خلال عمله في نقابة الصحفيين مستشارًا وصحفي رياضي وكاتب ورئيس تحرير ومختص بالشأن الرياضي يرى التحضيرات من جميع الأطراف في العراق قائمة بشكل كبير ويرحب بقدوم الأردن الشقيق، متمنياً أن تكون المواجهة جميلة تحمل كل صور الود والمحبة بين الشقيقين بعيداً عما ينقل وأن تكون المباراة مشوقة يخرج منها الفائز بفوزه ويمل أحلام جماهيره إلى المونديال وهذا حق المنتخبين.