مستقبل الحرب بين إسرائيل وحزب الله بعد اغتيال حسن نصرالله
- تاريخ النشر :
الأربعاء - pm 02:02 | 2024-10-02
الأنباط -
الانباط-لبنان- أسعد نمّور
في 27 أيلول 2024، هز اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الأوساط السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط. جاءت العملية بعد غارة جوية إسرائيلية دقيقة استهدفت مقر القيادة المركزي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
هذا التطور يشير إلى مرحلة جديدة في الصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله، والذي قد تتزايد حدّته في الأيام المقبلة.
ما الذي سيحدث بعد الاغتيال؟
اغتيال نصرالله يُتوقع أن يؤدي إلى تصعيد كبير في الصراع بين حزب الله وإسرائيل.
الجماعة اللبنانية المسلحة تعهدت بالانتقام، ومن المتوقع أن تشن عمليات عسكرية مكثفة ضد إسرائيل.
في المقابل، قد تزيد إسرائيل من ضرباتها العسكرية للحد من قدرات حزب الله، مستغلةً الفراغ القيادي الذي تركه نصرالله.
السيناريوهات المحتملة
وبعد تأكيد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على استكمال جبهة المساندة وتوسيع الضربات بتنا نقف اليوم امام احتمالين اثنين:
انتصار حزب الله:
في حال تمكن حزب الله من الصمود وتحقيق انتصار عسكري، سيكون لذلك تأثير كبير على موازين القوى في الشرق الأوسط.
الحزب سيعزز نفوذه في لبنان وسيصبح أكثر قوةً بين الجماعات الموالية لإيران، كما أن إيران ستستفيد من هذا النصر لتعزيز موقعها كقوة إقليمية، ما قد يزيد من تعقيد الصراعات القائمة في المنطقة.
من جهة أخرى، ستواجه إسرائيل تحديات داخلية بعد هزيمة عسكرية أمام حزب الله، ما قد يؤدي إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية والهجومية في المستقبل. وقد يدفع هذا الصراع جماعات أخرى، مثل حماس، إلى تصعيد عملياتها ضد إسرائيل، مما يزيد من حدة الصراع على عدة جبهات.
انتصار إسرائيل:
إذا حققت إسرائيل نصرًا عسكريًا على حزب الله، فسيكون لذلك تداعيات كبرى على لبنان والمنطقة بأكملها. من المحتمل أن يتعرض جنوب لبنان لتدمير واسع نتيجة القصف، وهو ما قد يؤدي إلى أزمة إنسانية واقتصادية عميقة في لبنان، قد يضعف حزب الله عسكرياً، ولكن ربما يحتفظ بنفوذه السياسي والاجتماعي داخل لبنان وبين داعميه.
على المستوى الإقليمي، سيؤدي انتصار إسرائيل إلى تعزيز نفوذها في مواجهة إيران وحلفائها في المنطقة. ومع ذلك، قد يُثير هذا النصر مخاوف جديدة من تصاعد التوترات في غزة وسوريا، إذ أن الجماعات المتحالفة مع حزب الله قد تزيد من نشاطها في محاولة لملء الفراغ.
تأثير التكنولوجيا الحديثة
في ظل التطورات التكنولوجية، قد تلعب التكنولوجيا الحديثة مثل الطائرات بدون طيار وأنظمة الرصد المتقدمة دوراً حاسماً في تحديد مسار الصراع. يمكن لحزب الله وإسرائيل استخدام هذه التقنيات لتعزيز استراتيجياتهم الهجومية والدفاعية، مما يزيد من تعقيد العمليات العسكرية ويؤدي إلى نتائج غير متوقعة.
التداعيات الإقليمية الأوسع
من المرجح أن تلجأ إسرائيل إلى الحصار العسكري كأداة استراتيجية لإضعاف حزب الله. الحصار البحري والجوي سيعزز من قدرة إسرائيل على منع تدفق الأسلحة والإمدادات إلى الجنوب اللبناني من سوريا أو عبر البحر المتوسط.
هذا الحصار قد يتسبب في زيادة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على المناطق المحاصرة، مما يؤدي إلى زيادة الأزمة الإنسانية في لبنان.
في المقابل، قد يحاول حزب الله استهداف هذه الحصارات عبر هجمات على السفن البحرية الإسرائيلية أو محاولات خرق الحصار عبر الأنفاق أو التهريب.
قد يؤدي الحصار العسكري الذي تفرضه إسرائيل إلى ردود فعل دولية، حيث ستضغط الأمم المتحدة والدول الأوروبية على إسرائيل لإنهاء الحصار أو على الأقل تخفيفه للسماح بمرور الإمدادات الإنسانية.
في المقابل، قد تستخدم إسرائيل الحصار كورقة ضغط في المفاوضات لإجبار حزب الله على وقف إطلاق النار أو التراجع عن مواقعه العسكرية.
تأثير الحصار العسكري
في حالة تصاعد الصراع، يمكن أن تلجأ إسرائيل إلى فرض حصار عسكري على حزب الله، سواء كان ذلك عبر الحدود أو البحر أو الجو.
هذا الحصار قد يؤدي إلى تقليل حركة الإمدادات العسكرية والمساعدات الإنسانية إلى جنوب لبنان.
وبدوره، قد يتسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث سيعاني المدنيون من نقص حاد في المواد الغذائية والدوائية.
الدراسات التاريخية تظهر أن الحصارات العسكرية لها آثار سلبية على السكان المدنيين، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الفقر والمرض.
في المقابل، قد يسعى حزب الله إلى تجاوز الحصار من خلال تكتيكات تهريب غير تقليدية، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
تأثير الصراع على النازحين
مع تصاعد الحرب وفرض الحصار العسكري، ستتعرض المناطق المتأثرة في جنوب لبنان إلى زيادة في أعداد النازحين.
هؤلاء النازحون سيواجهون تحديات كبيرة في العثور على مأوى وغذاء ورعاية صحية، مما يزيد من معاناتهم في ظل الظروف الإنسانية المتدهورة.
دور المجتمع الدولي
تعد مواقف المجتمع الدولي عاملاً حاسماً في تطور الأحداث، حيث يمكن أن تؤثر الضغوط الدولية على كلا الطرفين.
بعض الدول العربية والإسلامية قد تعبر عن دعمها لحزب الله، بينما ستدعو دول أخرى، مثل الولايات المتحدة، إلى دعم إسرائيل. هذا التوتر الدولي قد يؤثر على استجابة القوى الكبرى للصراع.
الأزمة الإنسانية
مع تصاعد الحرب وفرض الحصار العسكري، ستتعرض المناطق المتأثرة في جنوب لبنان إلى نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.
المنظمات الدولية قد تواجه صعوبة في إيصال المساعدات بسبب القيود المفروضة جواً وبحراً، مما يفاقم معاناة السكان المدنيين.
الأبعاد النفسية
الأثر النفسي للصراع سيشمل المدنيين في لبنان وإسرائيل، حيث سيعاني السكان من الخوف وعدم الاستقرار.
الضغوط النفسية الناتجة عن الهجمات المستمرة قد تؤدي إلى زيادة معدلات القلق والاكتئاب، مما يزيد من العبء على النظام الصحي.
التأثير السياسي الداخلي في لبنان
قد يؤدي الحصار العسكري إلى تآكل دعم حزب الله داخلياً، حيث سيعاني المدنيون من نقص الإمدادات الضرورية نتيجة الحصار.
هذا الضغط قد يوفر فرصة للأحزاب المعارضة لانتقاد الحزب ودعوته إلى إعادة تقييم استراتيجيته.
الاحتمالات الاقتصادية
الحرب ستكون لها تأثيرات اقتصادية كارثية على لبنان، خاصة في ظل انهيار الليرة اللبنانية وزيادة التضخم، كما ستعاني إسرائيل أيضاً من خسائر اقتصادية نتيجة الصراع، خصوصاً في حال تعرضت البنية التحتية في الشمال لأضرار كبيرة.
تداعيات الحرب ستؤثر على قدرة الطرفين في إعادة بناء اقتصاداتهم واستعادة الاستقرار الداخلي.
أثر الاغتيال على الحركات الإسلامية الأخرى
مقتل حسن نصر الله سيؤثر أيضاً على الجماعات المسلحة الأخرى في المنطقة.
حركة حماس والجهاد الإسلامي قد تزيدان من نشاطهما العسكري ضد إسرائيل بدافع الانتقام أو الاستفادة من حالة الضعف المؤقت.
هذه الجماعات قد تجد في انتصار حزب الله حافزًا لتصعيد عملياتها ضد إسرائيل.
دور الإعلام والدعاية
أحد الجوانب المهمة لهذا الصراع سيكون دور الإعلام والدعاية.
كل من إسرائيل وحزب الله سيستخدمان وسائل الإعلام لحشد الدعم الشعبي وتشكيل الرأي العام.
قد تحاول كل جهة تقديم نفسها على أنها الضحية في محاولة لكسب التأييد الدولي، حيث ستصبح وسائل الإعلام الاجتماعية ساحة معركة إضافية تنشر الدعايات والشائعات عن الأطراف المتنازعة.
الخلاصة
بغض النظر عن الطرف الذي سيفوز في هذا النزاع، فإن أي انتصار سيكون مكلفًا لكل من إسرائيل ولبنان.
الدمار الكبير في البنية التحتية والخسائر البشرية سيكون له تأثير طويل الأمد على المنطقة، وقد يؤدي أي انتصار إلى فترة من التصعيد العسكري والسياسي قبل الوصول إلى أي نوع من التسوية.
السيناريوهات المستقبلية
إن التطورات في هذا الصراع قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل لبنان. وفي حال استمرت الحرب، قد يؤدي ذلك إلى انقسام سياسي واجتماعي داخل لبنان، بينما قد تشهد المنطقة بأكملها تصاعدًا في التوترات.
وفي حال تم التوصل إلى تسوية سلمية، فقد تتطلب هذه التسوية تنازلات كبيرة من جميع الأطراف المعنية.