الأنباط -
- إدارة السجون لا تسمح لأهالي أسرى الحرية بزيارتهم.
- إدارة السجون لا تسمح لأسرى الحرية بأداء صلاة العيد.
- الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد القيام بإجراءات تعسفية ضدّ أسرى الحرية.
- يعمل الأسرى على تجهيز كعك العيد ضمن الإمكانيات المتاحة.
- نطحن الخبر بدل الطحين لتحويلة إلى عجين كعك أو معمول أو قطايف.
- رغم تحّرري من سجون الاحتلال إلاّ أنّ مرارة الحرمان من الاستمتاع بالعيد ما زالت حاضرة في حياتي لأنّ هذا العيد الأوّل أعيشه مع أهلي بعد 44 عيدا بعيدا عن أهلي.
المقدّمة:
العيد عند العرب المسلمين هو وحدة التجربة الروحية الإنسانية، ووحدة العقل والإيمان. بصرف النظر عن "مصدر الخبرة الدينية" وتنوّعها وتفاوتها من أسير إلى آخر.
إذ أنّ العيد عند أسرى الحرية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، هو نتاج تجربة إنسانية، من خلال استدعاء الرمز الثقافي والاجتماعي المكوّن الرئيس للشخصية العربية الفلسطينية، وأداة نضالية تجمع الأسرى في كلّ السجون الإسرائيلية. ومن هذا الطقس الديني صيغت أفكار وقناعات وشُكلت بوصلة لدى الأسير الفلسطيني بأن العيد هوية وطنية مقاومة للاحتلال الإسرائيلي.
العيد بالنسبة للأسير المحرّر إسماعيل عودة.. حكاية مقدسة، بمعنى أنّه توارث هذا اليوم المقدّس من ثقافة بيئته، التي انتقلت من جيل إلى جيل، وإيمانه المطلق بالقرآن الكريم.
استدعاء أيام العيد في المعتقلات الإسرائيلية من قِبل الأسير إسماعيل عودة، هو تنوّع التجربة للإنسان العربي الفلسطيني، الذي حوّل العيد في المعتقل ليوم خاصّ لمقاومة الاحتلال، وبوّابة حضارية لمواجهة "ثقافة" الشعوذة والسحر الإسرائيلي..
كانت الصفحة بيضاء قبل حوارنا مع الأسير إسماعيل عودة والآن نقش عليها ذكريات العيد في المعتقلات الإسرائيلية.
حاوره سليم النجار- غصون غانم.
الأسير المحرّر إسماعيل عوده من قرية دير عمار غرب رام الله متزوِّج وله 6 أبناء، اعتقل في المرة الأولى عام 1987 وحكم عليه بالسجن 3 أعوام، وتعرّض للاعتقال في المرّة الثانية عام 2022، وحكم عليه الاحتلال بالسجن 20 عاما.
الأسير المحرِّر إسماعيل عودة
في العيد تتعامل إدارة السجون مع الطقوس الدينية في الأسر على أنّها أيام عادية ففي أيام العيد ورمضان يتمّ قمع الأسرى ومداهمة غرفهم، إضافة إلى الاستفزازات المتكرّرة بحقهم إلى جانب حرمانهم من كثير من أنواع الطعام، لذلك يتمنّون أنْ ينتهي رمضان بعجلة، إضافة إلى أن مصلحة سجون الاحتلال لا تعطيهم الحرية الكاملة للاحتفال بالعيد؛ وتحرم الأسرى أحياناً من الخروج إلى الساحة للاحتفال بالعيد ولا يتمّ السماح لهم باصطحاب المعمول سوى حبّة التمر والقهوة لأنّ إدارة السجون تعتبر ذلك مظهرا من مظاهر الاحتفال؛ ففي أيّام العيد يتقابل الأسرى بصلاة العيد في الساحات إذا سمحت إدارة السجون لهم، وإذا لم تسمح لهم تؤدّى الصلاة داخل الغرفة؛ ولا يعرف الأسرى داخل سجون الاحتلال طعماً للعيد بل تكون أيامه غصّة عليهم رغم محاولات كثيرة لعدد من الأسرى إضفاء نوع من السعادة داخل السجن؛ ويفقد الأسرى داخل السجون حقّهم القانوني في الاتصال بذويهم من أجل تبادل التهاني معهم في العيد والاطمئنان على صحّتهم؛ وتحرمهم سلطات الاحتلال من إجراء أيّ اتّصال أو حتّى السماح بالزيارات العائلية خلال أيّام العيد الثلاثة ويبدأ الأسرى يومهم خلال العيد بتأدية صلاة الفجر ثمّ صلاة وخطبة العيد داخل ساحة السجن في حالة وافقت سلطات الاحتلال على ذلك؛ فقد مرّت الكثير من الأعياد دون سماح الاحتلال لهم بتأدية صلاة العيد؛ حيث يتعمّد الاحتلال بأن ينشر اليأس ويسحب فرحة العيد من خلال بعض إجراءاته التعسفية داخل السجن إذ يمنع في كثير من الأحيان تأدية صلاة العيد أو إدخال بعض المأكولات والحلويات الخاصّة بالعيد ويحاول الأسرى في أيام العيد إدخال الفرحة على نفوسهم فيقومون بالسلام على بعضهم داخل السجن وتبادل التهاني ويتبادلون استذكار معايدات أهلهم وأحبائهم خارج السجن والطقوس التي تعوّدوا أداءها في أيام العيد كزيارة الأقارب والأهل والأصدقاء .
يعمل الأسرى داخل السجن على تجهيز كعك العيد والمعمول من خلال الإمكانيات المتواضعة والقليلة الموجودة، وذلك بطحن الخبز حتّى يصبح دقيقا لكي يستعملوه بديل الطحين وتحويله إلى عجين كعك أو معمول أو قطايف ويقومون يعمل بتوزيع القطايف التي أنتجوه بأيديهم خلال شهر رمضان المبارك على أنفسهم وتوزيع المعمول.
أول عيد لي داخل سجون الاحتلال، كنت جالسا داخل الغرفة ولا شيء يدلّل على العيد سوى صلاة العيد وبالرغم من تحرّري من سجون الاحتلال حالياً إلاّ أنّني أعيش مشاعرَ أخرى لأنّ هذا العيد الأوّل لي بعد 44 عيدا بعيدا عن العائلة، حيث قضيت 20 عاماً من الأسر وعامين من الملاحقة من قبل الاحتلال.