الأنباط -
الأنباط- ميناس بني ياسين
من المؤكد أنه آن أوان أن يكون لدى الكرة الأردنية ملعب وستاد على سوية عالية وبنظام احترافي وهذا ما يدعو إليه عشاق المستديرة والجماهير واللاعبون في الأندية والمنتخب الوطني، إلا أن القول ليس كالفعل وتطبيقه على أرض الواقع يواجه كثيراً من الصعوبات والتحديات على صعيد المادة والتكلفة المالية والبنية التحتية وتظافر للجهود والذي لا تدركه الجهات المعنية إلى الآن.
وللحديث عن القضية التي تؤرق القاعدة الجماهيرية للكرة الأردنية أكد الكابتن بسام الخطيب خلال حديث مع "الأنباط" أنه يجب وضع خطة استراتيجية متوسطة إلى طويلة المدى لضمان الاستمرارية في العمل من قبل الاتحاد ووزارة الشباب لبناء ملاعب عالمية جديدة، بعيداً عن النظر إلى الملاعب الموجودة حالياً والتي أصبحت قديمة بحيث أصبح التطوير عليها صعب جداً، وهذا ما جعل العديد من اللاعبين يشتكون من سوء البنية التحتية، وأرضية تدعو للتدخل الجدي.
وأوضح أن الكرة الأردنية بحاجة كبيرة لملعب جديد بأنظمة وأرضية وبنية تحتية جديدة لا تتأثر بالعوامل الخارجية، ولا تؤثر على اللعب وأداء اللاعبين، مشيراً إلى أن الوقت والتطور الحاصل في الكرة يدعو إلى توفير ملعب مخصص لكل نادي بعشب طبيعي، لمواكبة اللعب الاحترافي.
وبين الخطيب في حديثه أن الخصخصة يجب أن تدخل في عمل الأندية حتى تجذب مستثمرين لإنشاء ملاعب، خاصة أن ما يقارب 4 أندية أردنية قادرة على إنشاء ملاعب ويجب استغلال ذلك بدعم من المستثمرين، ولكن المشكلة أن الأندية الأردنية ما زالت بعيدة عن نظام الخصخصة.
في سؤاله عن ماهية الخطط والأفكار التي من الممكن تنفيذها لبناء ملعب عالمي أجاب الخطيب، " أن الحل هو الاستثمار سواء مع بنوك عديد او شركات إنشائية تكون مملوكة لها وللمستثمر نفسه، ولكن كل ذلك يعتمد على استراتيجية وخطة كبيرة بتظافر مع جهود أطراف عديدة، مؤكداً أنه يجب الاقتداء بالدول المجاورة فيما يتعلق بإنشاء الملاعب من خلال إدخال الاستثمار واستقطاب رجال الأعمال، والعديد من ملاعب دول الخليج أكبر مثال على ذلك".
وقال، أنه يجب الابتعاد عن نظام الفزعة وحل المشاكل الآنية، طالما أرنا النهضة بكرة القدم الأردنية وتطويرها لا سيما وأن مشكلة الملاعب والبنية التحتية وغيرها من مشاكل المستديرة الأردنية، ليست جديدة ولكن يتم الحديث عنها عندما تكون حديث الشارع اللحظي.
واستعرض الخطيب مقارنة بين استضافة كأس العالم للسيدات تحت سن 17 عام 2016 وكيف نجحت بوجود ملاعب تعتبر بالية الآن، قائلاً: أنه تم العمل على الملاعب التدريبية وتم تطوير ملاعب الأندية والبنية التحتية الخاصة فيها وأرضياتها ولم تكن تكلفتها عالية، وتم العمل على تجديد الستادات الرئيسية مثل ستاد الملك عبدالله في القويسمة وستاد مدينة الحسين واللذان اعتمدهم الفيفا لأن عدد الفرق المشاركة ليست كبيرة وهذا هو سبب النجاح في الاستضافة، إلا أنه انعكس بشكل سلبي على الكرة الأردنية بحيث كان يجب العمل على تطوير الملاعب الأساسية الخاصة بالمباريات الدولية.
وطرح الخطيب خلال حديثه ما يجب العمل عليه بشكل جدي أولها تطوير البنية التحتية، وتطوير الأيدي العاملة في الملعب، واختيار المكان المناسب ليتلاءم مع التطور التكنولوجي، ثم طرح المشاريع على شركات عالمية و ذلك لقلة خبرة شركاتنا المحلية في ذلك، إضافة إلى البحث عن مستثمرين حقيقيين من شركات عالمية كبيرة، وخصم جزاء من ضريبة الدخل والمبيعات والمشتريات للرياضة، والاستثمار في منطقتي العقبة و البحر الميت لـ ملاعب شتوية، والاستثمار من البنوك المحلية بإنشاء ملاعب بأسماء البنوك، و العمل على انشاء ملاعب تدريبية كثيرة و نشرها في جميع محافظات المملكة لتطوير اللعبة و الابتعاد عن الملاعب الرئيسية.
مشيراً إلى أن الملعب الاحترافي العالمي لا يتم بليلة وضحاها إذا لم يتم العمل على تطوير الملاعب التدريبية الغير مستغلة حتى يقل العبء الحاصل على الملاعب الرئيسية، مستعرضاً بعض الملاعب التدريبية الغير مستغلة مثل ملعب العقبة، ومعان، والكرك، وعجلون، والمفرق، موضحاً أن عدم استغلالها لأسباب كثيرة تتلخص في أنها غير مهيأة لاستقبال المباريات، وقياساتها لا تتلاءم مع القياسات المعتمدة دولياً، إضافة إلى أنها مكشوفة ومعرضة لعوامل الطقس والتغير فيه، وغير مجهزة بغرف غيار لـ اللاعبين، ولا يتواجد فيها أماكن للجماهير، والأهم سوء أرضية هذه الملاعب، سوء المرافق الخاصة بكل ملعب منهم.
ومن زاوية أخرى كان لـ اللاعب بهاء عبدالرحمن إجابة أكد فيها أن الاحتراف بمعناه الحقيقي يتطلب ملعب وبنية تحتية عالمية وبمواصفات مميزة كما باقي الدول المتطورة في المستديرة وهذا يدل على اهتمام الحكومة بدعم الرياضة إلى جانب القطاع الخاص، مؤكداً أنه الكرة الأردنية تتطلب اليوم ملعب واحد على الأقل دولي جديد احترافي بأرضية ومدرجات جديدة، يخصص لاستضافة المباريات الدولية للمنتخب والجماهيرية في الدوري.
وقال بهاء عبدالرحمن أن الفرق الذي لمسه كلاعب احترف بالخارج واضح جداً من ناحية أرضية الملاعب والبنى التحتية والمرافق وسعة الستاد والأهم نوعية العشب والتي تؤثر على اللعب وسير المباراة، بحيث أن أرضية الملعب حينما كان محترفاً كان لها دور في تمريرات الكرة ووقوفها وتعامل اللاعب معها، إلا أن الفرق واضح في أرضية الملاعب الأردنية والتي تجدها بأرضية عشب يؤثر في تمريرة الكرات والتسديدات وإيقافها، مبيناً أن وجود ملعب جديد بأرضية جديدة تبعث في نفس اللاعب روح المنافسة واللعب بشكل احترافي.
وبدوره استعرض الخبير الاقتصادي وجدي مخامرة أهمية وجود ملعب احترافي وقال، من الضروري أن يتم التعامل مع ما أنجزه المنتخب الوطني لكرة القدم في كأس آسيا بشكل جدي والتفكير بطريقة جدية للعمل على إنشاء ملعب احترافي ببنية تحتية ممتازة وبمواصفات عالمية، خاصة أن البنى التحتية للملاعب جميعها في المملكة قد عفى عليها الزمن، وبحاجة لإنشاء عدة ملاعب وليس ملعب واحد فقط، لذا يجب أن يكون مشروع يعتمد على آلية محددة ومن خلال موازنة الحكومة للاتحاد الأردني لكرة القدم أو وزارة الشباب، أو من خلال تدخل القطاع الخاص ودعم الشركات الخاصة في بناء ملعب على الأقل بمواصفات عالمية، لا سيما وأن عملية الإنشاء تحتاج تكاليف كبيرة.
وأكد مخامرة أن مثل هذه الخطوة ستدعم الكرة الأردنية على الصعيد الرياضي، والمنظومة بشكل عام من لاعبين وأندية وحضور جماهيري كبير يعيد للكرة الأردنية أوجها، مما يحقق إيرادات وعوائد كبيرة للاتحاد مما سيخفف من دعم الدولة والمساهمة في تخفيف العجز على موازنة الدولة، إلا أن الواقع يؤكد صعوبة تحقيق ذلك لا سيما وأن هناك صعوبة في إيجاد راعي وداعم للدوري الأردني، وعدم وجود زخم في مباريات وبطولات القدم الأردنية، إضافة للوضع الاقتصادي الذي تعانيه الحكومة.
وأشار أن مشكلة الكرة الأردنية من ناحية البنية التحتية وتوفر الملاعب الجاهزة على مستوى عالي أصبحت تعتبر مسؤولية مجتمعية ومسألة تتطلب تدخل حكومي وخاصة إذا ما أرادوا تطوراً في مستوى الكرة الأردنية وسمعتها دولياً، خاصة في ظل الإنجازات التي يسعى المنتخب واللاعبون لتحقيقها وطموحهم في التواجد على الساحة الدولية، مشيراً إلى أنه يمكن العمل على بناء خطة طويلة الأمد وبناء فرص عديدة من شانها زيادة المردود والعوائد المادية للاتحاد من خلال العمل على فكرة إدخال المستثمر في شراء الأندية أو المساهمة في بناء ملاعب حتى وإن كانت عوائدها للمستثمر نفسه.