الأنباط - بقلم/لطيفة محمد حسيب القاضي
تختلف الآراء في تفسير كلمة الاستشراق، فهناك مفاهيم متعددة لفهم المعنى الحقيقي للكلمة. فمنهم من قال : إن الاستشراق جاء من كلمة الشرق إذاً هو الشرق. والآخر يقول إن الاستشراق هو نوع من الإسقاط الغربي على الشرق وإرادة حكم الغرب للشرق، وتبحر في لغات الشرق وثقافتهم وآدابهم ودياناتهم وحضارتهم.
الاستشراق: هو تيار فكري متعصب يتجه نحو الشرق لكي يثبت دونية الشرق، ويعود تاريخ الاستشراق إلى القرن السابع عشر بعد أن تم بناء نهضة أوربا الصناعية، والعلمية وأصبح لديها العديد من الجامعات والمراكز البحثية. تفسيرًا لذلك البعض الآخر يقول إن بداية الاستشراق منذ الحروب الصليبية ترجع إلى عهد العرب في الأندلس. من هنا جاء المستشرقون واستعملوا كل الوسائل المتاحة لتحقيق أهدافهم الاستعمارية من خلال التعليم الجامعي، ودس السموم الفكرية بصورة خفية للطلاب؛ لتغير فكرهم وتدمير هويتهم، فكان المستشرقون ينشرون كتب تتناول الإسلام، ويدسون فيها الأفكار السلبية عن الإسلام والدين الإسلامي والحضارة الاسلامية، ومن هنا فإن المستشرقون الغرب أحدثوا حملات عدائية موجة للشرق ليقنعوا العرب بضرورة النهوض لتحديث الشرق.
للاستشراق أهداف كثيرة ومنها:
تشويه الإسلام والمسلمين وإرجاع الدين الإسلامي إلى مصادر يهودية نصرانية .أيضا كان اعتمادهم على الأحاديث المغلوطة الضعيفة لتدعم وجهة نظرهم تجاه العرب والمسلمين، ومع ذلك استعملوا التشكيك والنيل من اللغة العربية وابدالها باللغات الأخرى وإثبات تخلفها؛ السبب الأكبر هو التشكيك في رسالة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، والهدف هو محاربة السنة والمسلمين، والعمل على اِفتقاد العرب قوتهم وهيمنته، وتنصير المسلمين، وعلى هذا عملت أوربا على حماية نفسها من قبول الإسلام؛ لأنها عجزت عن القضاء عليه.
وعليه إذا كان الاستشراق بدأ بتشجيعٍ من الكنيسة ورجال الدين، فإن الاهتمام الديني يُعدّ أول أهدافه وأهمها على الإطلاق، فعندما رأى النصارى، خاصةً رجال الدين منهم، أن الإسلام اكتسح المناطق التي كانت للنصرانية، وأقبل الكثير على الدين الإسلامي ليس لسماحته فحسب ولكن لأنه بعيدٌ عن التعقيدات وطلاسم العقيدة النصرانية، ولأنه نظـام كامل للحياة، فعندما جاء الإسلام، وجد العالم بأسره في أزمةٍ فكريةٍ حادة، وقلقٍ روحيٍ بالغ، فحاول أن يُخرج الإنسان من الظلمات إلى النور، ومن الباطل إلى الحق. وخلاصة القول بأن الاستشراق هو مخطط لمحاربة الإسلام والمسلمين، وهدفه تخريج أجيال لا تعرف عن الإسلام شيئًا، وأجيال يفهمون الاسلام بطريقة غير صحيحة، فاختاروا هؤلاء الأجيال لتكون في أعلى المناصب القيادية لتخدم الاستعمار.