"شو دونيو": نشكر الأردن لاستضافته مؤتمر منظمة "الأغذية والزراعة"

"هوجيفين": ضرورة تحويل النظم الزراعية والغذائية خاصة بالدول الهشة والخارجة من الصراعات

الخصاونة: نعمل لتحقيق تحول شامل بالقطاع الزراعي والنظم الغذائية

الحنيفات: اختيار الأردن مركز للمرصد الإقليمي للأمن الغذائي لدول منطقة المشرق

الأنباط – ميناس بني ياسين

أكد المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "شو دونيو"، أن المنظمة وبالشراكة مع المنظمات المختلفة ومنذ بدايات الاوضاع في قطاع غزة كان لها دور كبير في التخفيف من المعاناة الانسانية التي يعيشها سكان القطاع.

وأعرب عن شكره لـ المملكة الأردنية الهاشمية على استضافتها المؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى، لافتاً إلى أن العالم ومنطقة الشرق الاوسط يتابعان الاوضاع والتحديات التي تشهدها غزة والسودان والعديد من الدول في المنطقة، والمعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة على وجة الخصوص، آملا أن تسهم مناقشات المؤتمر بالخروج في حلول لمواجهة التحديات التي تمر بها العديد من دول وشعوب العالم.

وفي السياق ركز رئيس المستقل لمجلس منظمة الأغذية والزراعة "يوهانس هوجيفين"، على ضرورة تحويل النظم الزراعية والغذائية خاصة في الدول الهشة والخارجة من الصراعات، مستعرضا بعض الحلول وفقا لـ ولاية المنظمة ومبادراتها مثل ؛ اعتماد حلول ذكية مناخياً، وتحسين إدارة المياه، والابتكار، والمساعدات المالية للشباب، والمشاركة مع القطاع الخاص.

جاء ذلك خلال إنطلاق فعاليات المؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى في دورته السابعة والثلاثين والتي تنعقد تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة على مادر أربعة أيام متواصلة، بعنوان " تسريع تحول نظم الأغذية الزراعية الإقليمية لتحقيق الزراعة المستدامة والأمن الغذائي في خضم الأزمات المتعددة التي تواجه المنطقة"، وبمشاركة 30 وزيرا وجاهيا و15 وزيرا عن بعد وممثلو 19 منظمة دولية و17 مراقبا دوليا وقادة من جميع أنحاء المنطقة، بهدف وضع إطار لاتفاق إقليمي بشأن المستقبل والعمل المشترك لتحقيق نظم أغذية زراعية مستدامة محددة الأهداف ولضمان الأمن الغذائي لملايين السكان في المنطقة.

بدوره استعرض رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة خلال كلمة ألقاها في مستهل إنطلاقة المؤتمر، صورة الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، والذي راح ضحيته عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، وتسبب بدمار للبنية التحتية بما في ذلك الأراضي الزراعية، مجددا التأكيد على موقف الأردن بقيادة جلالته الداعي إلى وقف العدوان، وضمان حماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام وكاف، وإيجاد أفق سياسي يضمن تحقيق السلام عبر حل الدولتين، الذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة الكاملة والناجزة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية.

ولفت الخصاونة، الى ان الأردن سعى مبكرا لإطلاق المرصد الإقليمي للأمن الغذائي لدول المنطقة، مشيرا الى أن الأردن بدأ التحضير لهذا المرصد ترجمة لـ القاء الذي جمع بين جلالة الملك عبدالله الثاني ومدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "شو دنيو" خلال زيارته الرسمية للمملكة عام 2022م.

وأكد، أن الأردن يعمل بجد لتحقيق التحول الشامل في القطاع الزراعي والنظم الغذائية، آخذا بعين الاعتبار جميع العوامل والخدمات خلال سلسلة القيمة كالصناعات الغذائية، والنقل وسلاسل التوريد، والعمالة، والطاقة والمياه، وتمكين المرأة، وتعزيز المساواة بين الجنسين وتوفير فرص العمل، ورفع سوية المنتجات الريفية التي تعتبر أساسا لتحقيق النمو الشامل، والسعي لـ تطوير الأسواق المستدامة، وتعزيز سبل العيش الريفية، بما يعزز تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية المستدامة.

وأضاف، أن التحول إلى نظم غذائية أكثر فاعلية وشمولاً في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بات أمراً ملحا؛ لضمان توفير غذاء صحي وآمن، وسط تزايد أعداد السكان في المنطقة بشكل كبير، وندرة المياه والتغير المناخي، عبر معالجة تحديات توافر الأغذية، وتسهيل الوصول إليها، وثباتها، واستخدامها بطرق توفر للمنتجين من أصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات الريفية فرصا لزيادة الدخل والتوظيف وإنتاج الأغذية.

وتابع قائلا : "في ظل هذه المعطيات، نتطلع لأن يسهم المؤتمر الذي يضم خبرات وكفاءات إقليمية كبيرة في مناقشة القضايا الملحة التي تواجه أنظمتنا الغذائية والزراعية، والتركيز على الإطار العالمي والإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرامجها وأولوياتها لتحقيق هذه الغاية".

وكان الخصاونة قد افتتح أعمال الدورة في كلمة حول أهمية الاجتماع الوزاري الذي يأتي في ظل ظروف وتحديات إقليمية كبيرة، وفي ظل أزمات عالمية جعلت الحاجة ملحة لتطوير آليات من شأنها تعزيز الاعتماد على الذات، وتحقيق التكامل بين الدول من أجل تحقيق الأمن الغذائي، كجائحة كورونا، وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.

بدوره كشف وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، خلال كلمته؛ اختيار الأردن مركزا للمرصد الإقليمي للأمن الغذائي لدول منطقة المشرق، لتوفير معلومات تحليلية وتقارير استقرائية وتنبؤات أساسية وتنبيهات بشأن المؤشرات الرئيسة مثل الأمن الغذائي.

وأضاف، إن المرصد الإقليمي للأمن الغذائي يمثل لوحة معلومات ديناميكية وتحليلية مصممة خصيصا لتوفر معلومات تحليلية وتقارير استقرائية وتنبؤات أساسية وتنبيهات بشأن المؤشرات الرئيسة مثل ؛ الأمن الغذائي والتغذية والإنتاج والاستهلاك والتجارة والمخزونات والاحتياطيات والاستدامة، مشيرا الى أن هذه اللوحة ستمكن راسمي السياسات والاستراتيجيات في المنطقة من إعادة رسم السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بمواجهة تحديات الأمن الغذائي استنادا إلى الديناميكيات الدولية المتعلقة بأسعار الإنتاج والنقل وتوافر الغذاء وأسعار المواد الغذائية.

وقال، إن المرصد الإقليمي للأمن الغذائي سيعتمد على مدخلات بيانات متنوعة بما في ذلك بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ونماذج اقتصادية قياسية صارمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، موضحا أن المرصد يضم لوحة معلومات رئيسية لمنطقة المشرق، وخريطة تجارة الأغذية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى لوحات معلومات على مستوى البلدان كلاً حسب تحدياته واحتياجاته الخاصة مثل لوحة معلومات الأردن.

وأشار إلى أن المرصد سيستمر في عمليات التطوير لتحسين دقة البيانات والنماذج، مشددا على أن هذا الدعم التحليلي الذي تقدمه (الفاو) من خلال إنشاء المرصد الإقليمي للأمن الغذائي يأتي بالتعاون مع الأكاديمية الإقليمية لتطوير القيادات والمراصد الإقليمية والقطرية المعنية بالأمن الغذائي والتغذية، ما يبرز التحول الذي تشهده نظم السياسة ودعم القرار داخل المنظمة.

وتستكمل أعمال الدورة التي ستستمر حتى يوم الخميس اعمالها التي ستتناول تمكين التحول الريفي الشامل والمستدام في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، وتسريع التحول نحو إستدامة الأسواق والتجارة والإستهلاك، ومحور خضرنة الزراعة، والإجراءات الاستباقية لمعالجة تأثيرات الأزمات، إضافة للحديث حول الإطار الاستراتيجي في الإقليم، وبناء القدرة على الصمود من خلال تحويل النظم الزراعية والغذائية، وعرض النهج المتكاملة للتعامل مع ندرة المياه، ومصايد الأسماك الصغيرة.