الأنباط -
من المرات القلائل التي سيكون للشأن الخارجي مكانة وأهمية فى الانتخابات الرئاسة الامريكية لكون المواطن الامريكي عادة يصب جل اهتمامه تجاه الشؤون الداخلية الا ان هذا الانتخابات على وجهه الخصوص ستكون بيضة القبان فلسطين القضية لما أسقطته حرب غزة من حراك على الشارع الأمريكي وجعلته يتفاعل في معظم الولايات مع هذه القضية التي أخذت تشكل أيقونة الحرية وصوت العدالة عند الجيل الشاب الأمريكي كما عند الملونين بصوره خاصه حتى انها اصبحت تشكل في معظم الولايات المتأرجحة ميزان الفصل وصوت الغلبة.
الانتخابات الحالية التى ستبدأ مشوارها الفعلي فى شهر مارس القادم لحسم بطاقة التأهل الرئاسي عندما يعكف الحزبين لاختيار مرشحي الرئاسه فى ست ولايات رئيسية تمهيدا لتقديم مرشحي الحزبين للرئاسة الامريكية فى مؤتمر الحزب الجمهوري الذي اختار مدينة ميلواكي من ولاية ويسكونسن لعقد مؤتمره فى تموز المقبل بينما اختار الحزب الديموقراطي مدينة شيكاغو بولاية إلينوي لانعقاد مؤتمره في شهر آب القادم.
وهذا يعني أن مرحلة اقرار السياسات قد بدأت وفترة إعداد البرنامج العام للمرحلة المقبلة قد تمت وتنتظر جميعها التعديلات التى ستجريها هذه المؤتمرات عليها بناءا على الاقتراحات التي تأتي من المندوبين لكلا الحزبين اللذين يبلغون فى مؤتمر الحزب الديموقراطي "3945" وعند الحزب الجمهورى "2429" هذا إضافة لتصورات الحواضن الداعمة لكلا الحزبين وهو ما يعنى أن أعضاء المؤتمر سيكون لهم تاثيرا كبيرا على مجريات البيان العام للسياسة العامة للحزب وعلى رسم التصورات وبيان التوجهات فى مسائل عدة بما في ذلك مسألة تقييم الأداء الرئاسي عن الحزب الديموقراطي الذي كنت ضيف شرف عليه طيله مده اعماله فى عام 2008 عندما انعقد فى دنفر وتم انتخاب الرئيس أوباما فى حينها مرشحا للمواطنه وقيمها وتجسد لصوت الإرادة الواثقة من حتمية التغيير.
الينوى التي تعتبر المعقل المركزى للرئيس أوباما ايقونه الحزب الديموقراطي تعتبر أيضا المكان الذي يشكل الزخم الأكبر كثافة للتواجد العربي والمسلم والملونين الذين يقفون بعقيدة المواطنة مع الحزب وقيمه وصوت العدالة ونموذجه اينما تجسد كما تيار اليهود الليبرالى جي ستريت فى دعم فلسطين الدوله ويقفون ايضا مع أيقونة الحرية "فلسطين" التي ابدى الرئيس أوباما وقوفه معها بقرار تاريخي سجل فى عهد والرئيس بايدن يحمل رقم قرار 2334 من القرارات الاممية وهو القرار الذى يعتبر من أهم القرارات التى اتخذت لصالح القضية الفلسطينية.
هذا اضافة ان ولاية الينوى تعتبر الولاية المركز لحركة الشباب الفاعل للحزب الديمقراطي الأمريكي ولها تأثير كبير على حركة الشباب فى بقية الولايات الأمريكية حيث يرتبطون برباط عضوى مع حركة الشباب الفاعلة فى كاليفورنيا مركز كاميلا هاريس نائب الرئيس كما في فلوريدا اضافة الى ميشيغان التي حسمت المقعد الرئاسي في الانتخابات الماضية بأصوات العرب الذين صوتوا بكثافة لصالح الحزب الديمقراطي والرئيس بايدن وهو ما يجعل من أصوات الملونين المتعاطفين مع فلسطين أيقونة الحرية يشكلون حالة يمكن البناء عليها بعلامة تميز نسبي الأمر الذي يجعل فلسطين تدخل لأول مرة بعلامة إضافية فى الانتخابات الرئاسيه الامريكيه.
من هنا تاتى اهمية المؤتمرات الحزبية التي بدأ التحضير لها ومن هنا يأتي تأثير فلسطين العنوان على جملة الانتخابات الأمريكية باعتبارها سمة ظاهرة لا بد من التعاطي معها بكل مسؤوليه خصوصا من المكتب السياسي للحزب ومركز السياسات فيه الذي يهتم بمسألة ترسيم الأولويات للحزب للاستمرارية ببرنامجه الذي يحمل شعار من أجل قيادة العالم من جديد وهذا ما يعني اهتمام الحزب في الشان الخارجي لدعم القوام الداخلي من جهة وإعطاء أمريكا سمة القبول والمشروعية كما تحمل سمة الشرعية واسع نفوذها.
وهو ما يجعل من القضية الفلسطينية تدخل فى صميم اهتمامات حملة الحزب الديمقراطي والعملية الانتخابية وهى الأرضية التى قد تجعل من الرئيس بايدن بنهى حالة الشد لغزة ويقوم بفرض حلول على مقياس المخابرات الأمريكية بقيادة وليم بيرنز CIA"" ويبتعد عن حلول الاستخبارات العسكرية "DIA".
الأمر الذي يتطلب من قيادة الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي من بيان تصوراتها للرئيس بايدن من أهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية من طرف واحد فى هذا التوقيت حتى تتمكن الأطراف الإقليمية ذات الدور العضوي بإجراء الترتيبات اللازمة لارضيه التسوية وبرنامج الحل الذي سيسهم بإعادة انتخاب الرئيس بايدن لتكملة مشواره تجاه بيان الحكم ومرجعية الاحتكام ... بعد هذا الاحترام الذى حظى به فى سنوات حكمه من الاتحاد الأوروبي كما من الصين مؤخرا من روسيا فى التعاطى مع الاحداث.
وهى الجملة الواصله والمتصلة التى بينها الملك عبدالله الثاني فى لقاءه الهام مع الرئيس بايدن كما مع وفد الكونغرس الأمريكي بالأمس التى تاتى على جملة بيان تبدأ بهدنة وتفضي لوقف إطلاق النار والبناء عبرها على تسوية تنصف فلسطين الدولة من جهة وتحقق حالة طبيعية بين شعوب المنطقة من جهة اخرى من أجل الأمن الإقليمي والسلام الدولي.
د.حازم قشوع