لبنان: شهيد اثر قصف إسرائيلي عنيف لبلدات جنوبية عمان الأهلية الثانية محلياً على الجامعات الاردنية بتصنيف التايمز لجودة البحوث العلمية متعددة التخصصات 2025 حماية المستهلك: ترفض تفرد نقابة الاطباء بتحديد الاجور الطبية وتطالب بتعديل التشريعات حزب عزم في بيان له هذا الحمى الاردني الهاشمي سيبقى عصيا شامخا على كل خوان جبان نظرة على الوضع المائي في الأردن مندوبا عن الملك.. العيسوي يطمئن على صحة مصابي رجال الأمن العام بحادثة الرابية المياه تواصل تنفيذ البرنامج التوعوي في مدارس المملكة مجلس النواب يعقد جلسة تشريعية لانتخاب لجانه الدائمة غدًا هذا الرجل يعجبني تنويه من مديرية الأمن العام بشأن تشكل الضباب في مختلف مناطق المملكة جلسة حوارية تناقش المنظومة التشريعية للحماية من العنف الأسري الاحتلال الإسرائيلي يستولي على منزل بقرية المغير ويعتقل 19 فلسطينيا الأشغال: إنهاء أعمال مشروع تنظيم وتحسين مدخل مدينة الأزرق القوات المسلحة: مقتل شخص والقبض على 6 آخرين أثناء إحباط محاولتي تسلل رئيس الوزراء يطمئن على صحَّة المصابين من طاقم الدَّوريَّة الأمنيَّة جماعة عمان لحوارات المستقبل تستنكر الاعتداء على رجال الأمن العام الاردن مستقر بجهود قيادتِهِ وأبناءهِ ارتفاع أسعار الذهب عالميًا وسط مكاسب قوية للأونصة بدء التسجيل الأولي للراغبين بأداء فريضة الحج الاحتلال الإسرائيلي يغلق حاجز جبع العسكري شمال القدس

اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية ما بين فعالية القرار الأممي وصعوبات إقرار عدالة انسانية واقعية

اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية ما بين فعالية القرار الأممي وصعوبات إقرار عدالة انسانية واقعية
الأنباط -
كريستين حنا نصر

تناول العديد من الفلاسفة والمفكرين مفهوم العدالة الاجتماعية، ممن يرون بأن العدالة من القيم الاخلاقية العُليا التي يقوم عليها عمارة وسعادة المجتمعات وهي رسالة الأديان التي جاء بها الأنبياء والرسل، ويتفق معظمهم على أن لكل انسان الحكمة والذكاء والمهارة الخاصة به، فيكون منهم الطبيب والمهندس والعامل والحرفي وغيرهم من الفئات المنتجة التي تتشكل منها ومن أنشطتها التي لا يمكن الاستغناء عنها المجتمعات والأوطان والحضارات المتعاقبة على الأرض، ولكن السؤال هو هل تحققت العدالة الاجتماعية المطلقة بأبعادها (المساواة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية) وفي الكون الذي خلقه تعالى بمختلف الاعراق والعقائد ؟
وانطلاقاً من ضرورة انتهاج السياسات والوسائل الكفيلة بتحقيق العدالة الاجتماعية أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم (10/62/RES/A) بتاريخ 2007م، والمتضمن تسمية يوم 20 شباط من كل عام (اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية)، بُغية تعزيز العمالة الكاملة والعمل اللائق والمساواة بين الجنسين والرفاه الاجتماعي، وقد اتجهت المجتمعات الانسانية وحكوماتها لتنظيم العمل لاجل العدالة بوضع الدساتير والتنظيمات والقوانين، والتي نلمس فيها التفاوت بحيث نجحت دول دون غيرها في هذا المسار، فاسست لمنظومة متكاملة من الحقوق الاساسية من حقوق العمال وتوفير الاجور العادلة والرعاية الطبية وضمانات التقاعد، بينما ما تزال العديد من دول الشرق الاوسط والبلدان العربية لم تبلغ المستوى المأمول، حيث تشهد اندلاع الثورات والصراعات والأزمات فيها، والتي على الرغم من رفعها لشعارات الحرية وحقوق الانسان والعدالة الا انها لم تتحقق أيضاً، بل تشهد مظاهر كثيرة من عدم المساواة تتمثل بالاقصاء وعدم تفعيل حق مشاركة الجميع في الادارة والتنمية المستدامة وغياب فرص حقيقية للابداع والعطاء وبالتالي التطوير الذاتي والمجتمعي، بل المشهد الواضح للاسف هو تفرد أقلية متغلبة تتحكم بمفاصل صناعة القرار والادارة دون غيرها على الرغم من وجود الكفاءات الوطنية .
ان الخطوة الحقيقية في تحقيق العدالة الاجتماعية الشاملة تكون بارادة فعالة للدول في اصدار دساتير عصرية عادلة لتتفوق بذلك على غيرها من الدول وتمضي في ركب الحداثة والتطور، وغياب هذه الانظمة والقوانين المنصفة والمشرعة للعدالة هو بسبب ما نشهده من أزمات وصراعات في بعض بلداننا للأسف، فهناك حاجة لعدالة في توزيع المكتسبات الوطنية على الجميع بما في ذلك توزيع الوظائف والمناصب حتى في الأحزاب التي يفترض بها أن تكون نموذج للتكنوقراطية استناداً للخبرات المهنية والتعليمية، وليس الانتقاء القائم على المحسوبية والواسطة والتي تعتبر العدو المباشر للعدالة الاجتماعية، مما يدفع بالمجتمع الى ما يمكن تسميته بواقع الفساد، الذي تنعدم فيه بيئة مهمة تكون عملياً داعمة للبحث العلمي والاختراعات مما يساهم في عملية بناء كافة جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الدول.
ان مناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية دعوة للجميع من حكومات وأفراد ومؤسسات مجتمع مدني من أجل العمل معاً وبتشاركية جماعية لأجل ترسيخ العدالة، عدالة اجتماعية انسانية تُقر بها المجتمعات وتنفذها الجهات المعنية بخدمة المواطن، وليس عدالة اجتماعية مقتصرة على شعارات وبرامج لم تطبق وبقيت حبيسة الصفحات التي كتبت عليها، واتطلع ان يكون يوم 20 شباط هذا العام فرصة ليكون صوت السلام والعدالة الاجتماعية هو الصوت الذي يتردد بشكل أقوى من صوت البنادق والظلم والانتهاكات التي تشهدها بعض بلداننا العربية والعالمية.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير