الأنباط -
وتظن أن كل الحزن في هذا العالم مر من عندك ...
ولا تدري يا مسكين أنك لم ترى من البؤس في هذا العالم إلا قليلا...
أن يكون ما تسعى إليه مجرد قبر في مكان ما بعد أن آيست أن يكون لك قبر في مكان يسمى وطن...
عندما تغضب السلطة في بلد مثل رومانيا عليك، فأنت قد أغضبت سلطة هي تماما تفكر مثل عالمنا العربي ...
قسطتطين جيورجيو الكاتب الروماني العظيم لم يجد له قبرا في وطن ...
فأرسل رسالة إلى عمدة باريس يطلب الأذن بامتلاك قبر في باريس...
فاحتفظ (جاك شيراك) برسالته و لم يرد على الروائي (جيورجيو) إلا بعد حين...
ليفاجئه( جاك شيراك) ذات يوم و دق على باب منزله، وما أن فتح له (جيورجيو) الباب، حتى فوجئ بشخص (جاك شيراك) عمدة باريس واقفا إمامه...
فطلب شيراك منه أن يصطحبه في نزهة قصيرة، فأخذه إلى مقبرة (العظماء) في فرنسا...
وعندما دخلا أشار (شيراك) إلى فسحة كبيرة مزروعة ومنسقة بجمالية ومزينة بالورود ، وفي وسطها قبر من الرخام الذهبي..
وقال له: ".. يؤسفني أن تكون علاقتنا عبر هذا المكان - مشيرا إلى القبر - ولكن هذا مآلنا جميعا...
وكم تمنيت لو انك طلبت منا شيئا غير القبر...
فأنت تستحق أي شيء تطلبه، ولكن (جيورجيو) لم يطلب من فرنسا أكثر من ذلك...
وقال له عمدة باريس(جاك شيراك ) بالحرف الواحد: ((بعد عمر طويل ستفخر باريس ان تضم رفات روائي عظيم مثلك))
لم يطلب سوى قبرا...
إبراهيم أبو حويله...