الأنباط - استعرض تقرير، نشرته صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية، اليوم الخميس، أثر الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، على علاقات "تل أبيب" مع واشنطن.
وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي أعده مراسلها لشؤون وزارة الخارجية الأمريكية، مايكل كراولي، إن التحالف الأمريكي الإسرائيلي يمر في "وقت عصيب... لقد هزت حصيلة القتلى في حرب غزة المسؤولين في واشنطن" وفق تعبير التقرير.
وأشار التقرير إلى العديد من نقاط الخلاف الجوهرية بين الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال، وقال "يريد الرئيس (الأمريكي جو) بايدن أن تعترف إسرائيل بالدولة الفلسطينية، وهو أمر تعارضه حكومتها الحالية... وكبار المسؤولين الإسرائيليين ينتقدون بايدن علنا" في إشارة إلى رفض "تل أبيب" مبدأ "حل الدولتين".
وأوضح التقرير عبر سرده لتطور الأحداث أنه "في الأيام التي تلت هجوم حماس المفاجئ (يوم 7 تشرين أول/أكتوبر الماضي)، الذي خلف حوالي 1100 قتيل إسرائيلي، هرع بايدن وبلينكن إلى إسرائيل، وأعلنوا دعمهم للبلاد وحقها في الدفاع عن نفسها".
وأضاف "لكن اللهجة الأمريكية تغيرت حيث أدى الرد الإسرائيلي إلى تدمير جزء كبير من غزة وقتل ما لا يقل عن 25 ألف فلسطيني".
وبحسب التقرير، فإن الرئيس الأمريكي "غاضب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي رفض أمس (الأربعاء) رد حماس على اقتراح وقف إطلاق النار الجديد".
واعتبر التقرير، أن من بين التحديات التي تجعل التحالف الأمريكي الإسرائيلي يمر في مرحلة عصيبة هو أن "الرأي العام الأميركي ليس سعيدا... تُظهر استطلاعات الرأي رفضًا واسع النطاق للحملة الإسرائيلية وللطريقة التي تعامل بها بايدن معها... إن الأميركيين الشباب أكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين من الأجيال الأكبر سناً" بحسب التقرير الأمريكي.
وأضاف "يتصاعد الغضب من إسرائيل في الكونجرس أيضًا، ويريد العديد من الديمقراطيين وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وهو ما تعارضه إسرائيل وإدارة بايدن".
واستطرد التقرير قائلا إن "أعضاء الحكومة اليمينية في إسرائيل يراقبون كل ذلك بغضب متزايد"، مشيرا إلى تصريحات وزير أمن الاحتلال، إيتمار بن غفير، حينما قال في تصريحات صحفية "عوضا عن أن يقدم لنا (بايدن) دعمه الكامل، يُشغل بتقديم المساعدات الإنسانية والوقود الذي يذهب إلى حماس".
وشدد تقرير "نيويورك تايمز" على أنه بالرغم من حرص إدارة جو بايدن على تمرير "حل الدولتين"، وعقد صفقة تطبيع للعلاقات بين الرياض و"تل أبيب"، إلا أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يصر على رفضه كل هذه الحلول.
ونقل التقرير عن "مصدر أمريكي" قوله إن واشنطن "قد تعترف قريبا بدولة فلسطينية، وإن كانت ذات حدود وتفاصيل أخرى ستُحَدَّد لاحقًا".
وأوضح أن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب "نجت من عواصف عديدة... ومع ذلك، وللمرة الأولى منذ عقود، يمضي كل جانب قدما دون أي اعتبار يذكر لما يريده شريكه".