الأنباط - مهند أبو فلاح
صدر مؤخرا في العاصمة الأردنية عمّان كتاب قيم جدا يحمل عنوان " ماذا يحدث في غزة " يضم مجموعة من المقالات الهامة لكتاب لامعين من شتى أنحاء الوطن العربي الكبير
الكتاب الذي قام بإعداده الاستاذان سليم النجار و وداد ابو شنب هو محاولة جريئة لتشخيص و فهم ما يحدث في قطاع العزة و الفخار منذ السابع من تشرين الاول / اكتوبر الماضي في أعقاب انطلاق عملية طوفان الأقصى البطولية من وجهات نظر عربية متنوعة من المحيط الى الخليج .
القاسم المشترك الرئيس بين هذه الآراء على اختلاف ميول و مشارب أصحابها أنها جميعا تعكس وحدة الشعور الوجداني لدى أبناء الأمة العربية المجيدة من قضية فلسطين الحبيبة السليبة و ما تمثله من معاني و قيم سامية في وجدان الإنسان العربي الحر الاصيل المؤمن بحق اهلنا في فلسطين في مقاومة العدوان الصهيوني الغاشم الذي يتعرض له منذ عقود طويلة .
الحق المشروع في مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل و السبل هو محل إجماع بين هذه النخب الغربية المثقفة التي أكدت على أهمية و دلالة ما حدث في السابع من تشرين الاول / اكتوبر 2023 لجهة احداث انقلاب جذري في معادلة الصراع العربي الصهيوني من حيث امتلاك المقاومة الفلسطينية زمام المبادرة الهجومية بعد تخطيط و عمل شاق دؤوب استغرق سنوات طويلة اذهل العالم بأسره .
النقلة النوعية التي أحدثتها عملية طوفان الأقصى لا يمكن عزلها أو فصلها عن مسيرة كفاح شعبنا العربي الفلسطيني من أجل نيل حريته و استقلاله فوق ترابه الوطني هذا أمر آخر حاول الكتاب العرب مشكورين إيصاله للقاريء الكريم عبر هذا الكتاب مع إدانة ازدواجية المعايير التي تتعامل بها الحكومات الغربية مع مسلسل الاجرام و الإرهاب الصهيوني المستمر فصولا منذ عدة أشهر بحق الأبرياء العزل في قطاع غزة الباسل ، مع التحذير من المخططات الصهيونية الرامية إلى اقتلاع شعبنا العربي الفلسطيني من جذوره و تهجيره من أرضه و هو ما يفسر همجية العدو الغاشم و بربريته في التعامل و التعاطي مع اهلنا الصامدين هناك .
الابعاد التاريخية للصراع الجاري حاليا فوق تراب القطاع تم تسليط الأضواء عليها من قبل عدد من الكتاب الذين ابرزوا دور القوى الإمبريالية الغربية و على رأسها بريطانيا في تأسيس الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين منعا لتحقيق الوحدة العربية الشاملة لأمتنا و العقلية الاستعمارية التوسعية للمشروع الصهيوني ذو الطبيعة و النزعة العنصرية الفاشية الشوفينية .
و اخيرا و ليس آخرا لم يغفل الكُتاب عبر مقالاتهم إبراز اوجه المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها اخوتنا في غزة العزة و المذبحة الرهيبة المروعة التي يتعرضون لها على يد اخطر سفاحي هذا العصر و الزمان في وصمت رسمي عربي يرقى إلى مستوى التواطىء مع هذه الجريمة المروعة و كان لا بد من إطلاق صرخات الإدانة و الاستنكار لما يحدث و الدعوة إلى اخذ العبرة و العظة مما يحصل في القطاع و انشاء الملاجيء المحصنة و تحصين الجبهة الداخلية و عسكرة المجتمع العربي تمهيدا لمواجهة المشروع الصهيوني التوسعي .