التنمية الاجتماعية والجمعية العربية للتوعية من العقاقير الخطرة ومكافحة المخدرات توقعان إتفاقية تعاون في مجال التوعية من مخاطر المخدرات وزير الزراعة يستقبل المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) الدولار يتراجع مع ترقب السوق بيانات توظيف أميركية مستوطنون يقتحمون الأقصى وقوات الاحتلال تهدم منزلين بالقدس السماح باستيراد عدد من السلع الصناعية من سوريا البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي لوقف حرب الإبادة الجماعية على غزة اليونيسف: انهيار القطاع الصحي يهدد حياة الأطفال في غزة فتح باب القبول الموحد للطلبة الوافدين في الجامعات الأردنية مركز الخدمات الحكومي بالمقابلين: دوام اليوم حتى السابعة مساء السلامي: مواجهتنا مع عُمان مهمة وليست حاسمة ونحن جاهزون وغياب حداد مؤثر جدا استمرار دوام أسواق المؤسسة المدنية غداً صدرت الارادة الملكيه الساميه بترفيع الضباط التالية أسمائهم الى الرتبة التي تلي رتبهم الحاليه وزارة الصحة.. درع الوطن الطبي ومسار التحديث المستدام السفير الصيني في عمان : "قضيت 1600 يوم لا تُنسى في الأردن" افتتاح مقر شركة "كلاسيرا" الجديد في الأردن المنتخب الوطني أمام نظيره العماني بتصفيات كأس العالم غدا أيلة تستقبل زوّارها في عيد الأضحى بباقة من الأنشطة المتنوعة رئيس جامعة البلقاء التطبيقية يستقبل وفدًا أكاديميًا دوليًا لبحث التعاون المشترك عبدالله الجالودي يتقدم بالتهنئة لشقيقه اسماعيل عبد الكريم الجالودي بمناسبة الترفيع لرتبة عقيد انخفاض أسعار النفط مع ارتفاع إنتاج "أوبك+" ومخاوف الرسوم الجمركية

هدنة في مطبخ القرار !

هدنة في مطبخ القرار
الأنباط -
مازال الشكل العام للهدنة التى أعدت فى مطبخ باريس وتم اعتمادها من واشنطن قوامها غامض للحد الذى باتت تثير الكثير من التكهنات عند معظم المتابعين، بينما أخذت تداعيات ما تحمله اثقالها فى مراحلها الثلاث تسقط بظلالها على أجواء الحكومة الاسرائيلية قبل الاعلان عنها، ويتم ترتيب الارضية الملائمة لها قبل معرفة ماهيتها وهو ما جعل من ناتج هذه الهدنة تشكل نتيجة على الواقع العام لمحصلة قوام خطة عمل ولا تحمل صورة لبيان عبارة تظهر الخبر الذي يصطلح عليه عادة بالحالات الطبيعية للإعلان عن الهدن.
 
وهذا مرده لأسباب استثنائية موضوعية واخرى ذاتية  تقديرية تقف عليها حالة هذه الهدنة التى مازالت تدور فى طور التشكيل ما بين التوقف "الكامل" لاطلاق النار أو الوقف "الدائم" لإطلاق النار، ومازال الحديث فى تفاصيلها كامن بحيثيات التبادل وطابعه العام وهو ما جعل الصوره العامة لصفقة التبادل هذه يشوبها الكثير من الغموض فى مساله تطال كيفية  الإعلان عنها ومتى سيتم الإعلان عن كل مرحلة من مراحلها.
 
الأمر الذي جعل من الهدنة مدار البحث ترسم صورة إخراجها بالظل لتخفيف من حدية الوقع على الداخل الاسرائيلي المازوم و يحسب مكان إخراجها بدقة ما إذا كانت بالسعودية او بالقاهرة أو فى الاردن حيث عاصمة الدبلوماسية عمان وذلك قبل الحديث عن ماهيتها، وهو ماجعلها تثير الكثير من اللغط نتيجة حدية قوامها وبيان مآلات ما ستفضي إليه من نتائج بعد ثقل اسقاطاتها على تشكيلة الحكومة الاسرائيلية التي أصبح رئيسها نتنياهو بين "الاغتيال والانقلاب" وقالب بيانها سيتم ترسيمة على حماس والجهاد بالمشهد السياسي الفلسطيني القادم، هذا إضافة لاشتراطاتها القاضية بإعادة توظيف الفصائل الفلسطينية ضمن مشروع العمل الفلسطيني ومرجعياته الاساسية على ان ياتى ذلك كله ضمن إطار المرجعية الموحدة التي من المفترض أن تكون قادرة لتأطير الكل الفلسطيني بما يتسع لقانونية الجغرافيا الفلسطينية وكل أطياف العمل الفلسطيني المشترك.
 
هذه الارضيه التى يتم ترسيمها يراعى ان لا تقف حدودها عند وقف اطلاق النار، بل يجب أن يتم تسييل نضالات الشعب الفلسطيني من أجل وقف وسائل التهجير والترحيل من جهة والعمل لتحقيق نتيجة سياسية تضع فلسطين الدولة بعضوية عاملة في الأمم المتحدة بما يتم استثمار  "وعد بايدن بالدولة و رغبة كاميرون بالاعتراف " ... وهذا ما يمثل رغبة دول "المركز" لأول مرة بتاريخ النضال الفلسطيني وهو المعطى الذى من المهم استثماره حتى يقطع على ساسة تل ابيب فرض دولة إسرائيل على كامل جغرافية فلسطين التاريخية والتأكيد على حل الدولتين الذي من المفترض ان يكون على التراب الوطني الفلسطيني إضافة لمسالة وقف سياسات التهجير التى تقوم عليها السياسات الأحادية الإسرائيلية.
 
وهي الأرضية التي يمكن اعادة صياغة العمل الفلسطيني تجاهها وإعادة توظيف منهاج العمل الفلسطيني في إطارها  ليكون فى خدمة الإطار العام للقضية بما يجعله قادرا لمواجهة الحاله التوسعية الإسرائيلية من جهة وتشكيل جبهة فلسطينية موحدة تكون في مجابهة حالة الغلو والتطرف والسياسات الاحادية التى تنتهجها الحكومة الاسرائيلية من جهة أخرى بتياراتها الأصولية الداعمة لسياسة الأسرلة بالضفة والقدس والقطاع.
 
ولعل أرضية العمل هذه التى من المهم لكل القوى الفلسطينية الوقوف عليها هى الأرضية التى يمكنها حماية كل أطياف العمل الفلسطيني في إطار الشرعية الدولية، وهي الأرضية التي تجعل من الكل الفلسطيني يعمل وفق منهجية تبعتها عن التطرف وتجعلها مقبولة للاطار العام  الدولي وهو ما يجعلها فى المحصلة تعيق كل محاولات التصفية بالتهجير والتسوية بالقوة الجبرية التى تنتهجها آلة الحرب الإسرائيلية لفرض سياسة الأمر الواقع التي رفضها الكل الفلسطيني كما رفضها القانون الدولي الذي تؤكد كل نصوصه على احقية التحرر والاستقلال وحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير.
 
ولعل الإعلان عن الهدنة الذي يتم التحضير اليه فى غرف مغلقة من المهم أن لا ينخرط به الجميع ضمن عناوين مظاهر تبادل الاسرى فحسب من أجل التقاط شعبيه هنا ولقطه مفيدة لهذا الطرف من هنا،  بل المهم أن يتم الاستفادة من فترة الهدنة لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني بما يحقق ديمومة وقف اطلاق النار وإيجاد صيغة لقوات دولية يحافظ عبرها على الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، بما يحفظ لها أمنها وأمانها ويقدم لها وجبه اعمار وتنمية تحمل مخطط شمولي كامل بالنهج والتطبيق بما يساعدها لبناء ذاتية الدولة وتكوين صورتها العامة، وهو العامل الذي من المهم استدراكه بجملة التعاطي فى مرحلة الهدنة قيد الإعلان .
 
                                    د.حازم قشوع٠
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير