البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

عندما تصبح الجامعة شركة خاصة ..

عندما تصبح الجامعة شركة خاصة
الأنباط -
يقول مؤلف كتاب نظام التفاهة (الجامعة تبيع ما تصنعه إلى زبائنها الجدد) إذا ما نتعامل معه هنا ليس مشروع ولا إنسان نصنعه لتأهيله وصياغته وصياغة مفاهيمة ، وصقل شخصيته وتسليحه بما يلزم ليصبح منتجا في سوق العمل .

ويقول رئيس جامعة مونتريال ( العقول ينبغي أن تفصل وفق إحتياجات سوق العمل ) لماذا تذكرت هنا تلك القصة الشهيرة التي درس فيها الطلاب دراستهم الجامعية ، ثم عادوا بعد ذلك ليعملوا عند صديقهم الذي لم يكمل تعليمة الجامعي وهو الأن مسؤول عنهم ، وعلى هؤلاء أن ينفذوا رغباته و أحلامه .

هذا الذي لم تصقل شخصيته ولم يرتقي علمه ولم تتوسع مداركه ، وهذا العمل لن يكون عملا مشتركا يرتقي فيه الطرفان ، ولكن سيكون هؤلاء عقول فصلت لترضي هذا الشخص وتنفيذ طلباته ، وهناك فرق كبير بين من يملك شخصية تفاعلية ويوظف الطاقات الخلاقة لتحقيق حلم يكون مكسبا للجميع ، وبين تلك الحالة التي يصبح فيها هؤلاء مجرد وسائل لتحقيق أهداف هذا مع الإحترام ، وهنا يكمن فرق كبير .

ويقول أيضا ( عندما تدار الجامعة من قبل شركات ومصانع ماذا تتوقع أن يحدث ) وهنا يكمن سؤال خطير هل يجب أن تكون الجامعة في خدمة رجال الأعمال ، أم يكون رجل الأعمال في خدمة أهداف الجامعة ، نعود هنا لقضية خطيرة ، وهي أن المصالح تتقاطع بين هذه الفئات ، فقد يكون من مصلحة رجل الأعمال توظيف الجامعة وإمكانياتها في سبيل تحقيق ربح مادي من خلال منتج او دراسة ، ولكن هذا الأمر يتعارض أخلاقيا مع مصلحة المواطن أو الإنسان بشكل عام، عندها هل تقدم هنا مصلحة المواطن أم المصلحة المشتركة للجامعة ورجال الإعمال ، والذي يحدث في الغرب عامة أنه لا يتم النظر إلى مصلحة المواطن أو الإنسان .

خذ مثلا ما قام به العالم المصري الكبير الحاصل على جائة نوبل من خلال بحثه وساعد في توجيه القنابل التي تستخدمها الولايات المتحدة والكيان المحتل ، وقد كان يعلم تماما بأن بحثه سيتم إستخدامه في هذا المجال ، ولكنه قدم العلم على الإخلاق ، وهل أصاب في عمله أم لا ، وهو ليس وحده هنا فحتى مكتشف المعادلة التي أدت إلى إختراع القنبلة النووية فرانس اوبنهايمر عندما سأله المسيري ماذا فعلت بعد أن إكتشفتها قال له تقيأت ، نعم فلقد كان منخرطا تماما في المعادلة والقيمة والبحث العلمي ولكنه عندما أدرك ما الذي قام به وما هي نتائجه تقيأ والكلام للمسيري .
 

( لقد تحول الطالب إلى سلعة يتم تشكيله وفق حاجات سوق العمل ) لم يعد العلم رسالة لقد أصبح سلعة تتحكم به شركات عالمية ودول وجيوش ويتم تفصيل المنتج وفق هذه الرغبات وما تتطلبه هذه .

هناك فرق بين إدارة الدولة أو الجامعة وإدراة شركة او المصنع ، وهناك فرق بين أن تكون مسؤولا عن دائرة أو قطاع في هذه الشركة وبين أن تكون مسؤولا عن هذه الشركة .

قد ينجح البعض كما يصف قانون بيتر في مستوى إداري معين ولكنه لا ينجح في مستوى أعلى ، قد يكون عنده تصور معين ممتاز للإنتاج أو التسويق أو التجميع ، ولكن ليس لديه القدرة على ربط هذه العناصر معا ليخرج منتجا جيدا ومنافسا ويساهم في نجاح شركة ما وفي بعد أكبر لتصور إنساني حضاري أوإدراة دولة أو توجيه الدولة بعيدا عن الرغبات والحاجات الفردية .

وهذا ما نراه اليوم جليا في تصرفات الولايات المتحدة ، وفي العقلية التي تحكم الكيان ، وكيف انها تتصرف بنزعة فردية أنانية لا تخدم إلا مصالح محدودة وفي إطار زمني محدود ، ولن تحقق الغاية للطرفين لاحقا بل ستكون كن أسباب دمرهما.

ريما لأجل ذلك ينجح البعض في خلق حركة عالمية قادرة على صهر مجموعة كبيرة من البشر في بوتقة واحدة تحقق لهم جميعا مكاسب كبيرة ، ولم ينجح الأخر في فهم هذه الفكرة وتحدياتها ومتطلباتها ، وأحيانا كثيرة ترى الأمر خسارة ولكنه في الحقيقة مكسب وطني ، وترى في البعض الأخر مكسبا ولكنه في الحقيقة خسارة وطنية .

هواجس بسبب قراءة كتاب نظام التفاهة .

إبراهيم أبو حويله ...
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير