ملثم سوري : السنه في سوريا رغم القتل والمعاناة لم يطالبوا بتقسيم البلاد 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من رمضان في "الأقصى" فايز شبيكات الدعجة يكتب:زيارة مُلتَبسه الأردن يشارك بجلسات العدل الدولية حول التزامات إسرائيل تجاه الأنشطة الدولية بفلسطين وزيرة التنمية الإجتماعية تلتقي عدد من رئيسات الوفود المشاركة في الدورة الـ69 للجنة وضع المرأة في نيويورك وفيات الجمعة 14-3-2025 فارس قاقيش يكتب: بين الدولة والشركة: هل تُدار الأوطان بمنطق الربح والخسارة؟ الذهب يلامس مستوى قياسيا جديدا أجواء دافئة بوجه عام حتى الاثنين المعايير المزدوجة وربطها بالخيانة ... الظل يقود الباطن للظاهر ! المتقاعدين العسكريين: توزيع الدعم والمساعدات للمحتاجين وفق أسس محددة انباء عن دخول قوات الأمن العام السورية أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب بعد اتفاق مع الحكومة البدور : دروس مستفادة من أزمة النائب وحزبه … حادث غريب.. كلب يطلق النار على صاحبه وهو نائم دراسة: فطريات في الأنف تفاقم الحساسية الموسمية مرضى قصور الغدة الكظرية في رمضان.. توصية بجرعات أعلى من الدواء إضافة بسيطة إلى قهوتك قد تعزز صحتك بشكل كبير مضغ المواد الصلبة 5 دقائق يقوي الذاكرة "النواب" يُشكل لجنة مؤقتة لتعديل النظام الداخلي

كتاب ماذا يحدث في غزة ، وفشل تصفية التاريخ

كتاب ماذا يحدث في غزة ، وفشل تصفية التاريخ
الأنباط -
الروائي والكاتب : نسيم قبها / فلسطين

من سطح منزل مهدم ، تشقق سطحه مشكلا فتحة على مقاس خريطة غزة وشكلها ، تحملق من خلالها ثلاثة وجوه مستعرة، شاخصة بالإستنكار لما تحت كل سماء غزة العطبة ، فكان تشكيل غلاف هذا الكتاب الذي يحتاج الكثير من التأمل وبعد البصيرة ، ولو لم نتفادى المسبقات المقثقلات بالمسافات القصيرة ، والملغومة بالمرئي واللامرئي أكثر.

بين كل شيء في الكتاب ، ثمة مسافة آلام ، بل مسافات موت ، تعمل على تبئير مفهوم القتل الصهيونازي العنيف في غزة ، والذي يعبر عن صراع الهوية في تجلي التمزقات الواضحة في المجتمع الصهيوني ، ولو صوريا لتجمعه مقصلة الذبح بالفلسطيني الذي لا ولن يموت . وفي المقابل هناك بيدوغوجيا فلسطينية واعية رغم سلسلة الفقد الإجتماعي البشري ، لتكنس مخططات قابلة للغليان على نار القذائف الصهيونية ، والمدعومة إمبرياليا ، فيما تسقط على أرض غزة كل التنظيرات الديموقراطية ، والتي ساقتها دول الزومبي الغربية.

لقد بشّر هذا الكتاب ، وفضح العالم اللاأخلاقي الحاضر في شمال الكوكب المغلوب على أمره، وكيف تفوقت المصلحية الرأسمالية ماديا على كل اعتبارات الإنسانية بشكل متوحش ينجلي بوضوح فيما يحصل بغزة وعليها ، الأمر الذي ركز عليه جموع الكتاب الذين أطرتهم غزة إنسانيا في زمن السقوط ،و جمعتهم بين دفتيها بشكل تلقائي كرد فعل طبيعي أدبي سياسي ، لتتشكل محاولة جميلة منهم في وجه رداءة التعاطي الرسمي العربي مع شلالات الجثث والأطراف المنتزعة من اجساد كانت جميلة في غزة.

قد يطرح الكتاب على القارىء بصورة ما مثلا ، مفهوم الإضطهاد وعلائقيتها في الهوية ، وهل الهوية يتم قتلها من التاريخ؟ او في التاريخ ؟ وكيف تشتعل الخلايا الجينية لتثبت لنا أن المجرم بطبعه يبقى ولو استحم في بحر نظيف؟
من الصعب أن تنشأ سياسة الإنكار الصهيونية في كل إجرامها في غزة ، في ظل هذا التكثيف من الوعي المرصود في هذا الكتاب ، وفي كل التوثيقات على هذه الشاكلة ، ليكون التاريخ الفسطيني غير قابل للتصفية ، وإن عملت الجرافة الاستعمارية الصهيونية عملها المعهود في كل ما هو سيء كالعادة .

كثيراً ما يميل الكتاب لعدم الاختزال في وصف الصورة الدامية ، لأن الدم هنا هو الشاهد والشهيد في غزة ، ولأن الخوف البعيد من الإضمحلال في وجه القوة الزائفة ، أو الموت الذي يوازي الإندثار يتم قتله من خلال صبر الناس في غزة ، وإرادتهم التي يؤكدها السرد في حواشي الكتاب الذي يعمل على استنهاض القلم من خلال وقوف غزة التي لا تقع.
 
إن انتقال القارىء في هذا الكتاب ، بين عنوان كاتب وآخر ، هو انتقال وصل لا قطع فيه ، لأن ما يجمع أبتثية فهرست الكتاب هنا ، هي غزة التاريخ والحاضر ، والمستقبل أيضا ، الأمر الذي أنعش الكتاب بالحيوية رغم مشاهد الموت على الشاشات.
أخيرا وبعد أن فرغت من قراءة الكتاب ، تركته بغير عادة فوق طاولة الطعام ، ثمّ صمت مطوقا نفسي بكل الخيارات البعيدة عن فتح باب الثلاجة ، لا لشيء ، إلا لأن الكتاب يزيدني شهوة بالصيام في زمن الثرثرات.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير