الأنباط - سقطت حضارة مزعومة ....
يقف الغرب اليوم على مفترق طرق بما يتعلق بالإنسان...
هو حائر لا يعرف ما الصواب ، ولكنه يريد أن يفرض حياته وحيرته على ما فيها ، على هذا العالم ...
هو يرى نفسه وصيا على هذه البشرية التي لا تعرف طريقها...
وكيف لا.. وهو من أفنى أجناسا من البشر أو كاد يفنيها ، هنود حمر ، شعب استراليا الأصلي وكذا نيوزلاندا، ومن قبل ذلك شعوب أمريكا الجنوبية فقدت تسعين بالمائة من سكانها حين غزاها الرجل الأبيض بأمراضه وجراثيمه وفيروساته، بل حتى هو دفع ثمنا بالغا لهذه الأعراض التي يعاني منها ، وتلك الرؤى التي يريد فرضها على هذا العالم ، فقد خسرت أوروبا عشرة ملايين في الحرب العالمية الأولى وقرابة ستين مليونا قي الحرب العالمية الثانية ...
ومع ذلك يريد هذا الإنسان أن يحمل الإنسانية على ما يرى أنه صواب ...
فقد أغرق العالم اليوم بالصور لما يتخيل أنه المستقبل أو الحل ، ولكنه في الحقيقة لم يكن يملك في يوم حلا ، بل حتى أفكاره ومعتقداته يدين بها للإنسان الشرقي ...
عفوا أيها الغربي ، ربما تعجبني طريقتك وإختراعاتك وعلمك ، ولكنك لا تملك أن تكون قائدا في هذه الحياة لأنك لا ترى إلا نفسك ...
لذلك كانت النبوة هي الحالة الأسمى في الإنسانية...
فهي تلك الحالة التي يحرص فيها النبي على أن يصل بالإنسان إلى أسمى أخلاقه وأرفع صفاته...
فهو يبذل الغالي والثمين في سبيل رفع مستواك أنت لتصل إلى المرحلة العليا في الإنسانية...
إنما بعثت لأُتمم مكارم الأخلاق ...
وتبقى الصورة المقابلة لهذه الصورة هي ما نراه اليوم من أشباه البشر ، ذلك الذي يتبع شهوة هنا وإنحراف هناك ، وفكرة صبيانية او شعورا بالتفوق او عنصرية بصورة حضارية ...
وللأسف غرق الشرق أيضا في كثير من هذه الأمراض ،وابتعد عما يصلح شأنه وهي الأخلاق وتطبيقها ، وإن كان يدعي أنه بريء من هذه الامراض ولكنه عمليا غارق فيها ...
نعم لقد إستطاع الغرب ان ينجح في بعض المساقات بل تميز فيها ، فهو نجح في نظام الحكم وأن يكون الرئيس تابعا وأمره بيد شعبه حتى لا يستبد بهم بل هم من يتولى أمره....
ونجح في العلوم والصناعة والزراعة أيضا ، ولكنه فشل فشلا ذريعا في قيادة الإنسانية إلى برّ الأمان..
وهذا هو الفرق بين من يتولى أمر الناس ليقوم بخدمتهم ويحرص على منفعتهم ويرفع شأنهم ...
وبين من يتولى أمرهم ليقوم الناس بخدمته هو وبقائه هو !!!
إبراهيم أبو حويله...