الأنباط -
بقلم: سعد فهد العشوش
دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الثالث وعلى ما يبدوا أن الأمور تتجه نحو التعقيد والتصعيد بين الطرفين، لقد عرفنا كيف بدأت الحرب ولكننا لا نعرف متى ستنتهي وعلى أي حال ستنتهي؟ ولا نعلم من يملك خيوط إنهائها!
الحرب على غزة حتى هذه اللحظة خلفت كارثة إنسانية غير مسبوقة، تدمير للبنية التحتية وغزة أصبحت لا تصلح للحياة البشرية، عشرات الالآف من القتلى والمصابين والمهجرين معظمهم من النساء والأطفال، وإسرائيل تأخذها العزة بالإثم وتصرح على لسان رئيس وزرائها أنها لن توقف الحرب ما لم يتم القضاء على حماس، وحماس بالمقابل ترفض المفاوضات بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين مع العدو الإسرائيلي ما لم يكن هنالك وقف حقيقي للحرب على غزة.
إن العلاقة بين حماس وإسرائيل لم تكن في يوم من الأيام سمنا على عسل، ولكنها ازدادت سوءً بعد السابع من أكتوبر، وستبقى الحرب تدور بينهما الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، فالأمور تسير نحو المجهول على الرغم من سماع بعض الأصوات حتى من الداخل الإسرائيلي والتي تنادي بوقف الحرب على غزة ، وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية التي تبذل هنا وهناك والتي تنادي بحل سياسي لإنهاء الحرب، ولكن إسرائيل وهي تخوض هذه الحرب والتي اعترفت بصعوبتها على جيشها، وأنها واجهت أمورا صعبة لم تكن بالحسبان للأسف أنها تخطط لبناء مستوطنات جديدة، وغير مشروعة مما يشكل استفزازا لمشاعر العرب والمسلمين والمجتمع الدولي المتعاطف مع الشعب الفلسطيني كأصحاب حق وقضية.
الحرب بين إسرائيل وحماس حتى هذه اللحظة لم تتوقف، وكل الحذر من أن تتوسع رقعة الحرب دون إيجاد حل سياسي، ويكون لها آثارا على مستوى الإقليم، وتشهد تحولات سياسية، تتغير فيها المواقف والتحالفات - باختصار- حربا متعددة الجهات.