فوائد تناول العسل على الريق ولادة قطة على الهواء أثناء بث نشرة الأخبار.. ورد فعل المذيع يثير تفاعلاً واسعاً فى كسر حصار غزة ! النائب سليمان السعود يكتب: القضية الفلسطينية في عهد الملك عبدالله الثاني... ثبات الموقف وصدق الانتماء في ذكرى الجلوس الملكي 3 أيام في الظلام.. ماذا يحدث لعقلك عندما تُطفأ الأنوار؟ تمارين التنفس العميق: علاج القلق بخمس دقائق يومياً بعثة حج القوات المسلحة الأردنية تعود إلى أرض الوطن صدور التعميم الأولي لإعداد مشروع قانون موازنة 2026 برعاية العيسوي وبحضور حاشد.."أبشر سيدنا" تقيم مهرجانا وطنيا بمناسبة احتفالات المملكة بالأعياد الوطنية النشامى ينهي تحضيراته للقاء العراق بتصفيات كأس العالم المنتج البحريني علي الدليمي أول بحريني وخليجي يرشح ويفوز بجائزة التوني العالمية للإنتاج المسرحي التحقيق مع 3 أشخاص ألحقوا أضراراً بمركبة إسعاف بمستشفى معان بدائل للقهوة تعزّز طاقتك طوال اليوم روسيا: مستعدون لاستئناف الحوار مع أميركا بشأن الاستقرار الاستراتيجي العالمي جرش تحتفل بتأهل المنتخب وسط أجواء وطنية مبهجة الأسواق الأوروبية تغلق على انخفاض مع ترقب محادثات التجارة بين أميركا والصين العميد الركن مصطفى عبدالحليم الحياري يكتب :الثورة العربية الكبرى وديعة الجيش منصور البواريد يكتب:قائد العهد، وراعي المسيرة محمد علي الزعبي يكتب:الأوضاع الإقليمية والسياسية وأثرها على البرامج التنفيذية للحكومة الملك يعود إلى أرض الوطن

مفهوم النصر ...

مفهوم النصر
الأنباط -
مفهوم النصر ...

إن النصر والهزيمة هو في الحقيقة طريق طويل يبدأ بإعداد الأمة لتتفاعل مع قضاياها المصيرية بطريقة تحقق الإيجابية ، وأهداف تساهم في إحباط مخططات اعداء الأمة وفي تقويضها وتقويض اركانها . 

ما نجح اليهود ولا غيرهم في النيل من الأمة إلا في زمن تخلفت فيه الأمة والقيم والأخلاق وغاب الوعي عنها ، فأصبح كل واحد منهم هو ذات مستقلة ، ويُجمع علماء الإجتماع من إبن خلدون إلى يومنا هذا بأنه عندما يصبح عالم الأشياء مقدما على مفهوم الجماعة كجماعة والحرص على مصالحها وبقائها ، وعندما يصبح مفهوم الجماعة مقدما على مفهوم الأفكار تلك الأفكار التي تساهم في خلق القيم والوعي وتصنع الإنسان الحضاري عندها تصبح الأمة في خطر . 

البعض يتساءل لم نتعب أنفسنا في صناعة الوعي ، لأنه ببساطة الفرق هو في هذه الصناعة ، ربما يختلف الوعي بإختلاف القيم والعادات والأخلاق والأفكار المطروحة في المجتمع ، ولكن العقل الجمعي هو في النتيجة نتيجة جهود سابقة في العلم والعمل والتربية  ، لن يكون بمعزل عن هذه الجهود فهي التي تحدد إتجاهات القوى في هذا المجتمع وإلى أين تسير  . 

الوقفة التاريخية لأهل الشام ومصر في وجه المغول كان لها أسبابها ، فهي لم تكن وليدة اللحظة ولكن كانت نتيجة إعداد مجموعة من العلماء مثل العز وابن تيمية في صناعة الوعي وبعض القادة من أمثال قطز وبرقوق وبيبرس  ، نعم وما غير ذلك فرّ من وجه المغول ، وما ساهم في عدم قدرة المغول على المضي قدما في فتحهم هي تلك الوقفة الباسلة في معركة عين جالوت  . 

وحتى نستطيع فهم هذا المصطلح بوضوح ، علينا أن نعود إلى الإنسان الصحابي ، نعم ذلك الإنسان الذي تجرد من جاهليته وعاداته ومفاهيمه ، واستطاع صياغة نفسه صياغة مختلفة ليخلق هذا الذات المختلفة إختلافا مطلقا عن كل صور الأخرى الموجودة في بيئته .

فهو حرر نفسه ليعيد صياغتها تلك الصياغة التي تتفق مع المنهج الجديد ، نعم المعلم صل الله عليه وسلم كان موجودا وكان صمام أمان في تحقيق هذه المفاهيم ، وكان يضرب بقوة على كل تلك المفاهيم التي لا تتفق مع المنهج الجديد ، ( إنك إمرؤ فيك جاهية ، لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة الطاعة في معروف ، إنك ضعيف وإنها أمانة ) لأنه مشرع ويدرك تماما كيفية صياغة الإنسان تلك الصياغة التي تساهم في بناء الحضارة .

فهذه الشخصية لا مكان فيها لعصبية ولا لآبائية ولا تتلقى أوامرها إلا بعد عرض هذا الأمر على المنهج الذي بين يديها ، فإن كان موافقا قبلته وإلا رفضته ، ومع وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، ومع دقائق التصرفات التي رشحت من هنا وهناك ، تدرك كم كانت التربية عميقة وعظيمة ، فمواقف الصحابة كانت كأنها تصدر من مشكاة واحدة وتصب في مكان واحد إلا في مواقف فردية ، هل كانت بسبب الوعي أو بسبب الشخصية أو بأسباب أخرى ، وكأن المقاصد والأصول لهذه الدعوة ولهذه الشريعة كانت مساقا إلزاميا لهم ، وكانت سببا في  هذا الفهم ووحدة الوعي والقرار لديهم . 

وتقف بعد ذلك مع علماء الأمة ومحاولتهم الجادة في فهم هذا المنهج وتحليلة وسبر أغواره والوقوف على أسباب القوة فيه ، حتى نعيد ذلك الجيل من جديد إلى ما كان عليه .

ولكن هل من الممكن أن ننجح؟

إبراهيم أبو حويله...
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير