الأنباط -
قلم الدكتور رافع شفيق البطاينة ،،،
لم نتفاجأ بما قام به جلالة الملك عبدالله الثاني بتجاوز كل المعوقات العسكرية واللوجستية والأمنية ويأمر نشامى الوطن قواتنا العسكرية الباسلة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المستشفى الميداني في غزة ليلا رغم المخاطر الشديدة التي كان من الممكن التعرض لها هذه الطائرة التي حملت شجاعة الهاشميين وبأسلوب جديد لم يخطر على بال أي إنسان عربي أو دولي ، طريقة ذكية وشجاعة وغير مسبوقة أفرحنا بها جلالة الملك كما أفرح عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين والمرضى من أبناء غزة الشجعان والأبطال الصامدين والمرابطين على أرضهم دفاعا عن وطنهم، وعن العروبة والإسلام لا بل وعن قضيتهم، فشجاعة جلالة الملك لم تبدأ من هذه الشحنة من المساعدات وبهذه الطريقة ، وإنما بدأت منذ بدء معركة طوفان الأقصى ، فشجاعته بدأت بجولاته السياسية التي جال وطاف بها معظم دول العالم ، وتصريحاته القوية التي وجهها للعالم والعدو الصهيوني ، التي سبقت وتقدمت على كافة قادة وزعماء العرب والعالم، كما أنه أول زعيم بادر إلى سحب السفير الأردني من تل أبيب ، والطلب بعدم عودة السفير الإسرائيلي إلى عمان ما لم تتوقف الحرب على غزة، كما أن جلالته كان له الدور الأكبر والأقوى في الضغط على إسرائيل من خلال تشكيل تحالف سياسي قوي من العديد من دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لفتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة ، وكانت أول قافلة تدخل هي القافلة الأردنية ، ولم يتوقف الأمر على إرسال المساعدات إلى غزة، وإنما وجه الحكومة لإرسال مساعدات غذائية من القمح والأدوية والأجهزة الطبية إلى الضفة الغربية التي تعاني كذلك من الحصار الاقتصادي ، علاوة على تخصيص مبلغ مالي لدعم الأونروا ، وإلى جانب جلالة الملك كانت جلالة الملكة رانيا العبدالله تعلب دورا سياسيا هاما وقويا عبر رسائلها السياسية وتصريحاتها التي لفتت انتباه العالم وكان لها ردود فعل إيجابية وقوية عبر الفضائيات الدولية من اللقاءات التلفزيونية التي أجريت معها، وباعتقادي أنه لن تتوقف شجاعة ومواقف جلالة الملك عند هذا الحد ، وإنما لديه عدة أوراق وقرارات سيستخدمها في حينه إذا لم تنصاع إسرائيل إلى القانون الدولي والمطالب الدولية بوقف الحرب وخصوصا قصف المدنيين والمستشفيات والمدارس وحرمان شعب غزة من الماء والكهرباء والدواء والغذاء ، وقبل كل شيء الأمن والأمان ، ووقف تهجير سكانها ، والأيام القادمة سوف تكون حبلى بالمفآجات الجريئة والشجاعة من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه في كنف رعايته ، وللحديث بقية.