ينقسم الموضوع من حيث التأثير إلى قسمين .
الأول هو الطريقة الرسمية في التعامل مع الموضوع وهنا أذكر كم مشروع خسر الوطن بسبب تعديل قانون هنا أو قانون هناك لا فائدة من هذا التعديل سوى التضيق على أصحاب الإستثمارات .
كم مشروع توقف بسبب التشريعات وتعديلها والإنظمة والتلاعب بها ، وتوقف عن التوسع بعد أن كانت التوسعة قاب قوسين أو أدنى ، وكل الموافقات والتمويل جاهزة وتعثرت التوسعة والسبب تعديل قانون لا يساهم بأي إضافة على مستوى الوطن أو فائدة للحكومة ، و كم كانت سببا في إيقاف مشروع وساهمت في زيادة البطالة وإيقاف الحركة في الوطن ، وكم صاحب قرار كان يملك بجرة قلم أن يحل مشلكة هذا المشروع هنا أو هناك ( ولكن ) .
كم شاب وشابة جالس في بيته ومنهم أبناء لهذا المسؤول وأبناء أقارب وعشيرة في إنتظار أي فرصة لوظيف ، والسبب ( ولكن ) ، نحن لا نريد أن نلتفت إلى أصحاب المشاريع بعين اللطف والرعاية ، ولكن نريد مراعاة الوطن وأبنائه ، وفتح المجال لهم وفتح المجال لهذا الوطن ، ولدفع حركته والإستفادة من الرسوم والأموال المباشرة والغير المباشرة التي ينفقها المشروع في الوطن .
ومن الجهة الأخرى جهة المواطن والمسؤولية الإجتماعية.
يجب علينا إعادة التفكير في تصرفاتنا من أكبر الأبواب لحل مشكلة البطالة شراكة المضاربة ،ولكن من جرب مشاركة البشر عرف أن المسلمين تركوا الإسلام في الجوامع ، ولا يعرفون الإسلام في المعاملات .
يذكر الشيخ محمد راتب قصة عن رجل في دمشق كان يرفض أن يؤجر المنازل التي يملكها بسبب القانون القديم الذي يعتبر المستأجر مالك ، وكان هناك الشخص بحاجة ماسّة لبيت ، فوعد المالك بأن يسلم البيت خلال أربع وعشرين ساعة .
وبعد سنوات ارتفعت أسعار المنازل في المنطقة فطلب المالك تسليم البيت خلال ستة أشهر ولكن المستأجر سلم البيت خلال ثلاثة وعشرين ساعة.
فذهب المالك ليستعلم من جيران هذا الرجل فوجد أنه باع أثاثه بسعر بخس وذهب ألى فندق رخيص وذلك ليوفي بالعهد ولم ينسى بأن العهد كان مسؤولا .
كم من تاجر جملة سلم البضاعة إلى تجار التجزئة وماطل هؤلاء في السداد ومنهم لم يسدد ونسي أن الله لا ينسى .
كم من شريك مضاربة بعد أن ساهمت هذه الشراكة في إنتشاله من الفقر والبطالة تنكر لصاحب المال، هذا إذا أعاد إليه أصل ماله من حيث المبدأ ، فكفرت الناس ببعضها ولجأت إلى البنوك لتضع أموالها فيه ، فأصبح المال كنزا بعد أن كان رأس مال يساهم في نهضة الأمة .
وكم من بائع حلف اليمين تلو اليمين وهو كاذب ونسي أن اليمين قد تكون غموسا كم وكم وكم .
هل نطلب كثيرا إذا طلبنا أن يعود الإسلام إلى شوارعنا ، هل نطلب كثيرا إذا قلنا إن إسلام الشعائر هو جزء يسير من الإسلام وإن إسلام المعاملات هو الذي يحيي البلاد والعباد ويرفع الأمة ويساهم في النهضة ، وأن الله قد يغفر لك كل التقصير في الشعائر فهذه بينك وبينه ، ولكن لن يغفر لك دينارا هو حق لإنسان هناك .
عندما نحيي الإسلام في شوارعنا ومعاملاتنا ربما نساهم بشكل كبير في إختفاء معظم مشكلاتنا !!!